الحرب على سوريا بدأت في تموز 2006

في إسرائيل.. خيمت المواجهة مع سوريا فوق الحرب اللبنانية منذ بداياتها، فسوريا حمت ظهر المقاومة وأمنّته ما شكل عمقاً استراتيجياً وخط إمداد مستمراً طيلة الحرب، وفشل سلاح الجو الإسرائيلي في الحد من نقل السلاح من سوريا إلى مستودعات حزب الله وإلى مناطق إطلاق الصواريخ.

قبل ستة أيام من عملية أسر الجنديين الإسرائيليين في الثاني عشر من تموز 2006، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت بعضو الكنيست افيغدور ليبرمان الذي حمل اقتراح القضاء على قائد حماس خالد مشعل في دمشق، فرد عليه اولمرت: “السوريون سيردون بقوة!”.
أجاب ليبرمان “فليردوا.. ستكون هناك ثلاثة أيام من الفوضى تستطيع استغلالها لفرض النظام.. اقصف سوريا واضرب حزب الله ولبنان، وبعد ثلاثة أيام سيهب العالم ويطلب منا وقف إطلاق النار. ستكون الصدمة قوية وسترتعب حماس وتعيد شاليط إلينا”.
دوّن اولمرت اقتراح ليبرمان..
بعد يوم على عملية الأسر، جرى حديث ثانٍ بين أولمرت وليبرمان الذي سارع إلى القول ” هل رأيت! لو أنك فعلت ما اقترحته عليك لما حصل كل هذا”.
اقتراح ليبرمان بضرب سوريا لم يكن يتيماً، بل شاركه به خلال الحرب الولايات المتحدة التي حاولت دفع إسرائيل إلى مواجهة سوريا، بالإضافة أيضاً إلى دول عربية معينة شعرت أنها مهددة من قبل المحور الإيراني-السوري ونقلت إلى إسرائيل رسائل تقول إن الصفعة لدمشق ستقابل بالارتياح.
انضمت من وراء الكواليس دول أوروبية غاضبة على سوريا إلى جوقة التشجيع، حتى إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك اقترح على إسرائيل في الأيام الأولى للعدوان على لبنان مهاجمة سوريا وإسقاط نظام الحكم فيها مقابل تأييد فرنسي غير محدود في الحرب.
خيمت المواجهة مع سوريا فوق الحرب اللبنانية منذ بداياتها، فسوريا حمت ظهر المقاومة وأمنّته ما شكل عمقاً استراتيجياً وخط إمداد مستمراً طيلة الحرب، وفشل سلاح الجو الإسرائيلي في الحد من نقل السلاح من سوريا إلى مستودعات حزب الله وإلى مناطق إطلاق الصواريخ، وقد بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في العديد من خطبه هذا الأمر.
في داخل إسرائيل انقسمت الآراء بين مؤيد ومحذر من المواجهة مع سوريا، فرئيس الحكومة ايهود أولمرت هدد بالرد بقوة إذا ما انضمت سوريا إلى الحرب، بينما كرر وزير الدفاع عمير بيرتس مراراً في جلسات الحكومة والمجلس الوزاري المصغر أن أحد أهداف القتال هو “إبقاء سوريا خارج المعركة”، كما إن رئيس الأركان حالوتس أيضاً لم يتحمس للمواجهة مع سوريا وطبعاً لم يدفع إلى خطوات تقربها. رئيس الموساد مئير داغان دعا لعملية برية ضد سوريا بموازاة عملية “الوزن النوعي”.
وكان تعبير نائب قائد المنطقة الشمالية اللواء احتياط أيال بن رؤوبين بليغاً في اختصار النقاش حول توسيع الحرب باتجاه سوريا بقوله إنه “سيكون كمن يضرب قفاز ملاكمة في كيس مليء بالمسامير، لا يصيب الكثير لكنه سيتلقى الكثير من الخدوش”

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة