خلال أسبوع واحد تعرضت ألمانيا لأربع هجمات، ولم تؤد هذه الهجمات إلى وقوع قتلى وجرحى فقط، بل أعادت طرح قضية اللاجئين مع تعالي الأصوات التي تدعو للتشدد حيالهم وتعتبرهم تهديدا لألمانيا.
ووقع الهجوم الأحدث مساء الأحد في مدينة انسباخ جنوبي ألمانيا، وقالت السلطات إن منفذه لاجئ سوري كان يحمل قنبلة وأدى الهجوم إلى مقتلة وإصابة 12 آخرين.
ووقعت ثلاث هجمات اتهم فيها لاجئون أو مواطنون ألمان من أصول مهاجرة، ورغم توجيه الاتهام بالتورط بالإرهاب إلى واحد منها، إلا أن الخطاب الذي يعتبر اللاجئين تهديدا تصاعد في البلاد.
وكانت ألمانيا على المستويين الرسمي والشعبي قد رحبت في البداية باللاجئين القادمين من بلدان تسودها الاضطرابات، وانتهجت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين، لكن مع مرور الوقت بدأت الترحيب باللاجئين يخف شيئا فشيئا، في مقابل تعالي الأصوات المناهضة للاجئين.
واستقبلت ألمانيا خلال عام 2015 نحو مليون طالب لجوء، إلا أن معدل دخول اللاجئين في الأشهر الستة الأولى من العام 2016 انخفض على نحو غير مسبوق، وجاءت هذه الأرقام قبل وقوع الهجمات الدامية في يوليو الجاري، وذلك بفعل تغير سياسة ميركل تجاه اللاجئين فسارعت إلى تشديد إجراءات قبول اللاجئين، ووقعت اتفاقا مع تركيا لوقف تدفقهم إلى أوروبا، وستصب الهجمات الأخيرة في دعم هذه السياسة.
انزعاج ورفض
وقالت شركة “ستراتفور” الأميركية المعنية بالشؤون الاستراتيجية والاستخبارية، أن تداعيات الهجمات الأخيرة ستكون سلبية على اللاجئين.
وأوضحت أن التوتر أضحى واقعا داخل حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي تتزعمه ميركل، وتصاعد في المقابل شعبية الحزب “البديل من أجل ألمانيا”.
وأشارت الشركة الأميركية إلى أن المتطرفين الألمان سيستغلون الهجمات الأخيرة وربما تشكل دفعا لهم، خاصة أنهم يعتبرون وجود اللاجئين تهديدا لهم.
مؤشرات الكراهية
واستغلت مجموعة “بيغيدا” المعادية للإسلام في ألمانيا أزمة اللاجئين المتصاعدة في البلاد، وسارعت إلى تنفيذ مظاهرات كبيرة في دريسدن، وجذبت هذه الحركة مزيدا من الأنصار، كما أعلنت اعتزامها تأسيس حزب سياسي في البلاد.
وتضاف هذه المعطيات إلى أخرى سجلتها السلطات الألمانية تفيد بوقوع 1029 هجوما ضد مساكن اللاجئين خلال عام 2015.، في وقت سجلت نحو 300 هجوم آخر في الربع الأول من عام 2016.
وستكون الانتخابات المحلية في ألمانيا في سبتمبر المقبل مؤشرا على توجه الرأي العام الألماني حيال اللاجئين، مع اعتبار أن قضية اللاجئين صارت أكبر تحد يواجه ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ورأت الدورية الأميركية أن نتيجة الانتخابات ستكون حاسمة في سياسة حزب ميركل تجاه اللاجئين، فإن فازت فقد تدفعها إلى مزيد من التشدد حيال اللاجئين.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي