قال مستشار السياسة الخارجية للمرشحة هيلاري كلنتون إن الاخيرة وفي حال فوزها بالرئاسة الاميركية ستجري مراجعة كاملة للسياسة المتبعة حيال سوريا تتضمن التصعيد من أجل إخراج الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة، وذلك في مقابلة مع إحدى الصحف البريطانية. وكشفت الصحيفة نفسها أن طرح اوباما التعاون مع روسيا بمحاربة جبهة النصرة نابع من تخوف البيت الابيض من قيام تنظيم القاعدة بهجوم بالداخل الاميركي.
المقاربة الاميركية حيال سوريا.. بين كلينتون وأوباما
نشرت صحيفة Daily Telegraph البريطانية تقريراً نقلت فيه عن مستشار السياسة الخارجية لحملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أن الأخيرة ستطلب “مراجعة كاملة” للاستراتيجية الاميركية حيال سوريا كاحدى “المهام الاساسية الاولى” لرئاستها (في حال فوزها بالانتخابات).
ونقل التقرير عن المستشار Jeremy Bash الذي سبق وشغل منصب كبير موظفي البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية أن كلينتون ستعيد توجيه السياسة الاميركية لتركز على ما أسماه الطبيعة “الاجرامية” لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. كما نقل عن الاخير ان كلنتون ستصعد الحرب ضد داعش وتعمل على اخراج الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة.
وأشار التقرير الى الاتفاق الجديد الذي طرحته إدارة أوباما مؤخراً لجهة التنسيق العسكري الاميركي الروسي ضد جبهة النصرة، مضيفًا أن طرح هذا الاتفاق تزامن وتخفيض حدة اللهجة من قبل البيت الابيض تجاه نظام الاسد.
التقرير نقل عن مصدر مطلع أن طرح البيت الابيض التنسيق مع روسيا ضد النصرة يعود الى كون البيت الابيض يشعر بضرورة القيام بشيء ما بينما هناك مخاطر كبيرة على الامن القومي الاميركي، وأضاف ان هناك تخوفًا داخل البيت الابيض من ان وقوع هجوم داخل اميركا تتبنى مسؤوليته القاعدة سيدمر ارث اوباما.
كذلك اشار التقرير الى ان استراتيجية حملة كلينتون كما ترد في الموقع التابع لحملتها، تطرح خطة إنشاء “مناطق آمنة” داخل سوريا وتقول إن هذه الخطوة ستساهم بالتوصل الى حل دبلوماسي يؤدي الى ازاحة الاسد وتوحيد المجتمعات السورية لمحاربة “داعش”.
“داعش” والجيل المقبل من الإرهابيين
صحيفة الاندبندنت البريطانية نشرت تقريرًا أشارت فيه الى تحذير جهاز إنفاذ القانون الاوروبي (Europol) من ان اطفال المقاتلين الاجانب في صفوف داعش في سوريا و العراق يدربون ليصبحوا “الجيل التالي” من الارهابيين.
ولفت التقرير الى وجود مخاوف من ان عدد الفتيان المنتمين الى “داعش” سيزداد بينما يزداد عدد “عرائس الجهاديين”، منبهًا من أن جهاز (Europol) اعتبر بتقريره السنوي حول الارهاب داخل الاتحاد الاوروبي ان الاطفال الذين يتربون تحت حكم داعش يشكلون “قلقًا خاصًّا”.
كذلك اشار التقرير الى ما قاله جهاز (Europol) عن قيام “داعش” بتدريب القاصرين ليصبحوا الجيل المقبل من المقاتلين الأجانب الارهابيين، واعتباره تهديدًا أمنيًا مستقبليًا للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
وتابع التقرير ان مؤسسة Quilliam البريطانية كشفت بتحقيق اجرته خلال العام الجاري أن ما يزيد عن خمسين طفلًا من المملكة المتحدة يعيشون في “دولة الخلافة” حيث هناك أيضًا حوالي 31000 امرأة حامل.
التقرير تحدث عن أحد الاطفال يدعى Isa Dare الذي يظهر بشريط فيديو وهو يفجر سيارة بداخلها ثلاثة اسرى ويقول “سنقتل الكفار”.
كما نبه التقرير الى ما يقوله المحللون حول أن قادة “داعش” يعتبرون أن الاطفال يلعبون دورًا أساسيًا لتأمين نجاح الجماعة على الامد الطويل ويعتبرون انهم مقاتلون أفضل وأكثر شراسة بسبب تلقينهم الفكر المتطرف منذ الولادة.
وأشار التقرير أيضًا الى تحذير المحللين من أن الحكومة البريطانية لا تملك اي استراتيجية شاملة من اجل اعادة تأهيل وتثقيف أطفال المقاتلين الاجانب، خاصة في حال عودتهم باعداد كبيرة. كما لفت الى تقرير صدر عن مركز مكافحة الارهاب كشف ان 89 طفلاً على الاقل قتلوا وهم يحاربون بصفوف “داعش” على مدار عام من الزمن، وأن أغلب هؤلاء قتلوا في العراق وسوريا.
عقيدة ترامب السياسية تمثل تطورًا غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة
كتب الدبلوماسي الاميركي السابق المعروف زلماي خليل زاد مقالة نشرها موقع National Interest اعتبر فيها أن المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب مختلف عن مرشحين سابقين.
قال الكاتب إن تصريحات ترامب ليست مجرد هجوم على الرأي العالمي الذي تحمله كلينتون، بل إن ترامب يعارض الكثير من المبادىء التي وجهت السياسة الخارجية الاميركية منذ نهاية الحرب الباردة، سواء في الادارات الديمقراطية او الجمهورية. وعليه اعتبر ان ما نشهده هو ولادة “عقيدة ترامب”.
الكاتب تابع ان ترامب يطرح قضايا هامة تستحق النقاش، لكنه تساءل بالوقت نفسه عن كيفية تحقيق ترامب رؤيته على المستوى الفعلي، وكيفية الحد من الآثار السلبية المحتملة التي قد تنتج عن طروحاته.
وأكمل الكاتب ان تحميل الحلفاء المزيد من الاعباء (كما يطرح ترامب) وكذلك تركيز التحالفات على التهديدات الحالية سيكون أمرًا إيجابيًا، لكنه أضاف أن السؤال الأساس يتمثل بكيفية تحقيق هذا الهدف دون ان تهتز الثقة بالولايات المتحدة. كذلك رأى أن المقاربة الاميركية الحالية لم تحقق التوازن المطلوب لجهة تجديد التحالفات ومشاركة الاعباء.
الكاتب الذي يعد من أهم شخصيات معسكر المحافظين الجدد المنتمين الى الحزب الجمهوري، اعتبر أن الولايات المتحدة قد تحتاج مقاربة مختلفة فيما يخص الاستراتيجية والتكتيكات المعتمدة. وتحدث عن ضرورة التركيز على الاستقرار وحل النزاعات في اماكن مثل الشرق الاوسط وافريقيا،كما حث على تعزيز الديمقراطية في مناطق اخرى في اوروبا وآسيا والامريكيتين حيث فشلت المؤسسات الديمقراطية، على حد قوله. وشدّد أيضًا على وجوب مراجعة ما اذا كانت المؤسسات الاميركية المعنية ببناء الديمقراطية هي فعلاً فاعلة، واجراء الاصلاحات المناسبة.
هذا فيما لفت الكاتب الى تعهّد ترامب القضاء على “داعش” في غضون أشهر، وعليه تساءل عمّا سيقوم به ترامب لتحرير مناطق مثل الموصل والرقة اذا كان بالفعل ينوي تحريرها. وقال إن خيارًا مناسبًا لتحقيق هذا الهدف هو إتباع النموذج الافغاني، حيث تنضم قوات أميركية ودولية الى المقاتلين المحليين في الجبهات وتستخدم القوة الجوية لضرب أهداف “داعش”.
الكاتب شدد على ضرورة الاجابة عن السؤال المتعلق بما سيحصل لهذه المناطق التي ستحرر من “داعش”، وأضاف “كيف ستقوم ادارة ترامب بمنع شرائح من المجتمع السني من ان ينجذبوا نحو جماعة ارهابية اخرى”؟، مشيرًا في الوقت نفسه الى ان “داعش” هي خليفة تنظيم القاعدة في العراق.
كذلك شدد الكاتب على ضرورة الحفاظ على قدرة المساهمة ببناء الدولة من اجل مساعدة القوى الصديقة على السيطرة على الاراضي التي لها قيمة استراتيجية، حتى اذا كان المراد تجنب مشاريع بناء الدول كما حصل في العراق وافغانستان.
وحول كلام ترامب عن التعاون مع روسيا، قال الكاتب إن هذا الهدف مرغوب، لكنه تحدث عن عدم وجود ضمانات بان تقوم موسكو بذلك. وعليه تساءل عن سبب ثقة ترامب بانه سينجح بالتعاون مع روسيا في حال أصبح رئيسًا.
الكاتب أكد ضرورة أن تجيب حملة ترامب على كل هذه التساؤلات، معتبراً بالوقت نفسه ان انتقادات ترامب جديرة بالنظر وأن التحديات التي تواجهها اميركا بالداخل تهدد التفوق الاميركي في الخارج، وأضاف انه آن الاوان ليقدم ترامب “حلول حكيمة” وأن ينتقل الى حوار اكثر جدية ويقدم المزيد من التفاصيل حول كيفية التعاطي مع هذه القضايا.
“داعش” والفتنة الطائفية في افغانستان
الباحث Milo Comerford كتب مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت البريطانية اعتبر فيها أن الهجوم الذي ادى الى مقتل ثمانين شخصًا على الاقل من الهزارى في افغانستان يعدّ تطورًا كبيرًا.
ولفت الكاتب الى أن إعلان “داعش” مسؤوليتها عن الهجوم وردت فيه لغة طائفية صريحة، إذ جاء في هذا الاعلان أن الجماعة أرسلت انتحاريين اثنين الى “تجمع للشيعة”، مضيفًا أن الاسلوب هذا يختلف بشكل كبير عن أسلوب حركة طالبان.
وتابع الكاتب ان الهجوم هذا وفيما لو كانت “داعش” فعلًا وراءه، فإنه يشير الى تحول استراتيجي نحو تصدير المنهجية الطائفية الى مسرح جديد.
الكاتب أشار الى ان شيعة الهزارى الذين يشكلون نسبة تتراوح بين عشرة وعشرين بالمئة من سكان افغانستان طالما شعروا بالتمييز الممنهج في بلدهم. ولفت الى ان التجمع الذي استهدف كان من اجل الاحتجاج على ما تعتبره هذه الاقلية الحرمان من منافع مشروع بنية تحتية ضخم.
ونبّه الكاتب الى ان الهزارى وقعوا ضحية للعنف الدموي المتزايد خلال الاعوام الماضية، إذ قتل 63 مصليًا خلال مراسم عاشورائية عام 2011 في هجوم إرهابي أعلنت جماعة Lashkar-e-Jhangvi الباكستانية مسؤوليتها عنه، إضافة الى عملية خطف وقتل سبعة من الهزارى اواخر عام 2015 أعلنت “داعش” مسؤوليتها عنها، وقال إن كلا الحادثتين سببتا في المزيد من الاحتجاجات في شوارع كابول، حيث طالب ابناء الهزارى الحكومة بتوفير المزيد من الامن.
ونقل الكاتب عن الخبير روح الله يعقوبي ان الهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي هي محاولة لاستغلال الانقسام وعدم الثقة المتزايدة بين ابناء الهزارى والحكومة الأفغانية.
كما تحدث الكاتب عن أرجحية مواصلة “داعش” هجماتها الطائفية حتى تحقيق الهدف النهائي المتمثل بتوسيع “دولة الخلافة”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي