صفقات مضمونة وأخرى مقلقة: الملايين تتطاير في أوروبا

بين الجنون في دفع المبالغ والتعاقدات المدوّية تشغل أوروبا حالياً في سوق الانتقالات التي أخذت ضجة أكبر من تلك التي عرفتها كرة القدم في المواسم القريبة الماضية. لكن ما هي الصفقة الأبرز أو لنقل التي قد تكون أنجح؟
 
شربل كريم –
بين إيطاليا وإنكلترا وإسبانيا وألمانيا تتطاير الملايين من العملات المختلفة. نجومٌ بدت الأندية المتعاقدة معهم يائسة من الحصول على توقيعهم مهما كان الثمن. لكن في الحقيقة يمكن الإشارة إلى صفقات مضمونة النجاح وأخرى يمكن وضع خطين أحمرين عريضين تحتها.
 
ولا شك في أن صفقة انتقال الهداف الارجنتيني غونزالو هيغواين من نابولي الى يوفنتوس مقابل مبلغٍ يتخطى الـ 90 مليون يورو، هي من الصفقات التي يفترض التوقّف عندها بكثير من الكلام والأسئلة أيضاً.
“وحده رجل مجنون يدفع هكذا مبلغ”. هذا هو التعليق الذي خرج به رئيس نابولي اوريليو دي لورنتيس عقب تعاقد “اليوفي” مع هداف الدوري الايطالي. محقٌ دي لورنتيس بهذه العبارة، وخصوصاً اذا ما اعتبرنا ان يوفنتوس تعاقد مع هيغواين بهدف جلب كأس دوري ابطال اوروبا الى تورينو مرةً جديدة. نحن نتحدث اليوم عن لاعبٍ فشل في لعب دور البطل في المناسبات الكبيرة مع المنتخب الارجنتيني، وعن لاعبٍ لم يسجل اكثر من 9 أهداف في دوري الابطال خلال 7 مواسم قضاها مع ريال مدريد الاسباني، و13 هدفاً في 55 مباراة لعبها في المسابقة القارية. والحديث هنا عن لاعبٍ لم يتمكن من التعامل مع ضغط التواجد مع فريقٍ كبير مطالب دائماً بحمل اكبر الالقاب فتمّ ترحيله من الريال ليجد نفسه في الجنوب الايطالي.
 
هل فعلاً ما يبحث عنه يوفنتوس هو هيغواين؟ قد يكون هذا الامر صائباً، وخصوصاً ان نادي “السيدة العجوز” لم يتنعّم بوجود “كابوكانونييري” الدوري الايطالي معه منذ إحراز اليساندرو دل بييرو لقب الهداف في موسم 2007-2008، لكن وصول هيغواين قد يبعثر الحسابات بشكلٍ كبير، اذ بوجود الارجنتيني الآخر باولو ديبالا قد تصبح الأمور صعبة على الوافد الجديد الذي لا يجيد اللعب في حضور مهاجمٍ آخر الى جانبه، وهي المسألة التي بدت واضحة في مستهل الموسم الماضي عندما اعتمد مدرب نابولي ماوريتسيو ساري استراتيجية 4-4-2، فسجل الفريق ثلاث نتائج سلبية وفقد هيغواين الكثير من فعاليته ليعود سريعاً الى 4-4-3 من أجل اراحة نجمه الاول ووضعه في مركزه المحوري.
 
قد يُسقط هيغواين كل هذا الكلام هذه المرة، وخصوصاً انه سيلعب حول افضل مجموعة لاعبين في الـ سيري أ”، لكن قد يَسقط أيضاً، وهنا ستحلّ الكارثة حتى لو ان يوفنتوس مرتاح لتعويض المبلغ الذي دفعه مقابل انتقال نجمه الفرنسي بول بوغبا الى مانشستر يونايتد مقابل مبلغٍ خرافي قيل انه وصل الى 120 مليون يورو.
 
والصفقة هذه حملت بدورها الكثير من الكلام، اذ صحيح ان يونايتد يحتاج الى لاعبٍ بمركز بوغبا، وصحيح ان الأخير هو من اللاعبين أصحاب المستوى العالي، لكن أن ينتقل بهذا الرقم فهو الجنون بحدّ ذاته.
 
بطبيعة الحال، لن يبيع بوغبا نفس عدد القمصان التي سيبيعها القادم الجديد ايضاً السويدي زلاتان ابراهيموفيتش (قيل ان عائداتها بلغت حتى هذه اللحظة 76 مليون جنيه استرليني!)، ولن يسرق بالتأكيد النجومية من الأخير الذي يبقى ورغم تقدّمه في السن (34 عاماً) هدافاً مرعباً ولاعباً مؤثراً بشكلٍ حاسم في اي فريقٍ يدافع عن ألوانه.
 
اما اذا عدنا الى كأس اوروبا 2016، فيمكننا ان نقول بأن انكلترا قد تشهد صفقة ابرز من تلك التي عمل عليها يونايتد، وهي فرنسية ايضاً، وتحمل اسم نغولو كانتي الذي حطّ في تشلسي قادماً من ليستر سيتي. والأخير مع موسى سيسوكو كانا بنظر الكثيرين اكثر تأثيراً من بوغبا في المشوار الفرنسي نحو نهائي “اليورو”.
 
وكانتي مع نيمانيا ماتيتش (في حال بقي مع الفريق) سيكونان الضمانة لخط وسط المدرب الايطالي انطونيو كونتي الذي يهوى اللعب بلاعبَين في مركز الوسط – المدافع.
 
هذا المركز الذي يعدّ ضالة كل الفرق الكبرى، لذا لم يوفّر برشلونة بطل اسبانيا اي جهدٍ لضم البرتغالي اندريه غوميش، الذي يسأل كثيرون عن جدوى هذا الانتقال في ظل الزحمة الموجودة في خط وسط “البرسا”. الواقع ان في هذه الصفقة خطوة ذكية من برشلونة الذي بدأ يحضّر لمرحلة ما بعد أندريس إينييستا، ومع وصول غوميش البالغ من العمر 23 عاماً مقابل مبلغٍ مقبول (35 مليون يورو)، يكون قد وضع الاسس الاوليّة لرسم خط الوسط المستقبلي. كذلك، تحمل صفقة غوميش ذكاءً لناحية قلق “البلاوغرانا” من عدم عودة التركي أردا توران الى مستواه الحقيقي، وبالتالي سيكون باب الخروج مفتوحاً امامه في كانون الثاني المقبل، ليأخذ غوميش الدور مع بقية الموجودين.
 
وليس بعيداً من هذا المركز وبالمبلغ عينه ضمّ بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، البرتغالي ريناتو سانشيز، الذي يحكي أداؤه في “اليورو” عنه ليقول انه صفقة مضمونة النجاح، تماماً كتلك التي حملت ماتس هاملس من بوروسيا دورتموند، وهو الذي اثبت نفسه احد افضل المدافعين في العالم منذ مواسم عدة.
 
وبانتظار صفقات مدوية جديدة، اصبح الموسم على الابواب، ووحده سيحكم اذا ما كانت هذه الملايين ستجرّ أخرى أم ستتبخر وتجرّ المآسي على دافعيها.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة