تستعد الأندية الأوروبية لفتح خزائنها بغرض ترتيب صفوفها بتعاقدات جديدة، لا سيما وأننا قد دخلنا شهر الحسم في الميركاتو الصيفي 2016، وهنا في جول نطرح عليكم هذه السلسلة من المقالات المخصصة لكل الأندية الكبيرة وتقييم لعملهم في السوق حتى الآن، وأبرز احتياجتهم من هنا وحتى موعد إغلاق نافذة الانتقالات في نهاية الشهر الجاري.
في هذا الموضوع سيكون الحديث عن آرسنال، الذي يتعرض لانتقادات من مشجعيه بداعي عدم الإنفاق بالشكل الكافي، والذي يضمن منافسة الفريق بشكل حقيقي على لقب الدوري الإنجليزي الغائب عن خزائن «المدفعجية» منذ عام 2004.
توسمت جماهير آرسنال خيرًا حين نجح النادي في إبرام أهم صفقة له هذا الصيف، بضم لاعب الوسط السويسري جرانيت تشاكا مقابل 35 مليون إسترليني، في وقت مبكر وقبل إنطلاق بطولة الأمم الأوروبية.
لكن هذا التحرك المبكر والسريع في الميركاتو الصيفي لم يكن له أي دلالة على نية آرسنال دخول السوق بقوة، نظرًا لأنه يعاني من ثغرات كبيرة وحقيقية، لم ينجح حتى في تدعيمها في فترتي الانتقالات السابقتين (صيف 2015، يناير 2016).
إذ أن آرسنال حافظ على سياسته التعاقدية في جلب أسماء مغمورة نوعًا ما، فتعاقد مع المدافع الشاب الإنجليزي الشاب روب هولدينج قادمًا من بولتون واندرز -الذي سيلعب في دوري الدرجة الثانية الموسم المقبل- نظير 2.5 مليون جنيه إسترليني، إضافة للاعب الياباني تاكوما اسانو من سان فريتشي هيروشيما.
هذا هو كل عمل آرسنال في سوق حتى الآن، بالتأكيد عمل لا يروي عطش جمهور آرسنال، خصوصًا أن الفريق بانتظاره الموسم الأصعب في تاريخ البريميرليج، في ظل إنفاق خرافي للأندية المنافسة، فحراك السوق أشعله مانشستر يونايتد بتعاقدات كبيرة وبانتظار صفقة قياسية مع بول بوجبا، إضافة لقدوم أفضل مدربي العالم للبطولة الإنجليزية.
آرسنال الموسم الماضي -الأسهل في تاريخ البريميرليج- فشل في نيل اللقب، واحتل المركز الثاني، فكيف سيكون مصيره في الموسم المقبل بهذه التعزيزات الضعيفة؟! ربما حتى يفقد موقعه في المربع الذهبي!
مع ذلك يبدو أن إدارة آرسنال لا تشعر بالتوتر الذي تشعر به الجماهير، التصريحات التي تخرج عن الرئيس التنفيذي إيفان جازديس والمدرب آرسين فينجر أصبحت معتادة سنويًا «قادرون على المنافسة بالتشكيلة الحالية!».
فينجر نفسه بدأ يشعر بالقلق، وبدلاً من محاولة مواكبة منافسيه في تحركاتهم في السوق، انتقد ارتفاع الأسعار!
ربما فينجر محق في ارتفاع أسعار اللاعبين، لكن هل من المعقول أن أندية بميزانيات أقل من آرسنال بكثير تنجح في تدعيم صفوفها بشكل أقوى بمراحل من النادي اللندني الشمالي؟!
حديث آرسين فينجر كالعادة منافٍ للحقيقة، بالنظر لدخول صفقة البث الجديدة حيز التنفيذ هذا الموسم، وكون أن آرسنال كان الأكثر حصولاً على إيرادات من البث الملتفز الموسم الماضي، ناهيك عن أرباح الملعب، وأرباحه من وراء التذاكر -الأغلى في إنجلترا-، كل هذا وآرسنال لا ينفق بالشكل الكافي؟!
صبر جمهور آرسنال تجاه هذه السياسة بدأ ينفذ، وموجة الغضب تجاه الإدارة وفينجر تأخذ في الاتساع، فآرسنال كما أوضحنا ضعيف جدًا في السوق منذ الصيف الماضي، وهناك حاجة ملحة للتعزيز بقوة هذا الصيف في ظل تنامي قوة المنافسين، ولا مجال للاعتماد على لاعبين مغمورين أو شباب، فكرة القدم الآن تغيرت عن اليوم الذي جاء فيه فينجر على رأس القيادة الفنية للمدفعجية.
اللاعب السويسري كان أغلى صفقة فردية في إنجلترا مقابل 35 مليون جنيه إسترليني (أغلى ثالث لاعب في تاريخ آرسنال) حتى يوم أمس حين تعاقد مانشستر سيتي مع الموهوب الألماني ليروي ساني من شالكه.
قدوم تشاكا يعزز من قوة آرسنال في خط الوسط، وبات النادي يمتلك عديد الخيارات، واللاعب سيعطي بالتأكيد الإضافة، حيث يتمتع بشخصية كبيرة، ويمتاز بالقوة والصلابة.
يُجيد تشاكا قراءة اللعب ولديه رؤية ممتازة للملعب، ويمتاز بتمريراته الطويلة خلف مدافعي المنافس، المدرب الكبير أوتمار هيتسفيلد وصفه بـ«شفاينشتايجر الجديد».
روب هولدينج | مدافع موهوب وشاب، لكن فشل فينجر مؤخرًا في تطوير بعض الأسماء الشابة البارزة كما كان كالسابق، مثل كالوم تشامبرز، وأليكس تشامبرلين على سبيل المثال، يُقلق جمهور آرسنال في مدى قدرة فينجر على جعله مدافعًا مميز، أضف إلى ذلك أن جمهور آرسنال سئم من هذه السياسة والصبر على حصاد مثل هذه الصفقات.
لكن هذا لا يجب أن يجعلنا نغفل على موهبة هولدينج، كان أفضل لاعب في بولتون الموسم الماضي، وظهر بشكل مميز مع المنتخب الإنجليزي للشباب في بطولة تولون، وقد ظهر أيضًا بشكل مميز في مباراة آرسنال التحضيرية أمام نجوم الدوري الأمريكي.
حظوظ اللاعب الشاب في الحصول على فرص أوفر للعب أصبحت كبيرة بعد إصابة بير ميرتساكر والتي ستبعد أكثر من 4 أشهر عن الملاعب.
تاكوما أسانو | كما قلنا، فينجر لا يتغير، يؤمن بحق أنه كشاف للنجوم، ورغم أن عديد اللاعبين الشباب فشلوا معه ورحلوا دون أن نسمع أي شيء عنهم، لكنه يريد أن يعزز سمعته في هذا الإطار، فتعاقد مع المهاجم الياباني الشاب أسانو، ووصفه بالموهوب.
لعب تاكوما 56 مباراة مع سانفريتشي هيروشيما بالدوري الياباني وسجل 11 هدفًا، وكان هو أفضل لاعب صاعد، لكن بالتأكيد ليس هو المهاجم الذي سيقود خط هجوم المدفعجية، فينجر مرة أخرى مطالب بالمزيد من العمل مع اللاعب، على أمل أن لا يُكرر تجارب جونيشي إيناموتو، وريو ميايتشي!
احتياجات الفريق هذا الصيف لا تختلف عن احتياجاته من الموسم الماضي، مهاجم من طراز فريد، وبمرور الوقت أصبح هذا أكثر إلحاحًا حتى رغم الظهور الطيب لأوليفييه جيرو في يورو 2016، إضافة لإصابة داني ويلبيك.
انخفاض مستوى جيرو في مرحلة حاسمة من الموسم الماضي، بفشله في التسجيل في 15 مباراة، كان سببًا في ابتعاد آرسنال عن المنافسة.
معاناة آرسنال لا تكمن في صناعة الفرص، بل في تسجيلها، وعندما لا يٌسجل الفريق قبل خصمه يُعاني بشكل أكبر ويفشل عادة في تحقيق الفوز!
آرسنال ارتبط اسمه كثيرًا خلال هذا الميركاتو بالعديد من المهاجمين، بعضهم حسم مستقبله، جونزالو هيجوايين رحل إلى يوفنتوس، ألفارو موراتا عاد إلى ريال مدريد، لم يتبق بشكل حقيقي سوى ألكسندر لاكازيت، وربما جوليان دراكسلر، الذي يرتبط كل صيف بآرسنال.
لاكازيت في رأيي هو الأنسب لآرسنال، وجوده في حد ذاته وشعور جيرو بالمنافسة سيساهم في تحسين مستوى الثنائي الفرنسي.
مدافع جديد | حاجة آرسنال للتعاقد مع مدافع جديد لا تقل عن حاجته للتعاقد مع مهاجم، تحديدًا بعد إصابة ميرتساكر القوية، فآرسنال في مباراته الأولى أمام ليفربول قد يفتقد حتى لخدمات لوران كوسيلني بسبب الإجهاد بعد مشاركته في يورو 2016 أي أنه قد يلعب بجابرييل باوليستا وروب هولدينج في بداية الموسم!
آرسنال كان بحاجة لمدافع حتى وميرتساكر متاح، لأن الأخير كان نقطة ضعف حقيقية في دفاع آرسنال، إضافة إلى تذبذب مستوى باوليستا، أما كوسيلني فكان المدافع الوحيد صاحب المستويات المميزة في الفريق.
أسماء دفاعية ارتبط بها آرسنال على رأسها الألماني شكودرن موستافي، وهو خيار ممتاز رغم المخاوف من لياقته البدنية بسبب ماضيه مع الإصابات، إضافة لمدافع نابولي الصلد خاليدو كوليبالي، وهو في رأيي الخيار الدفاعي الأفضل منذ تعاقد آرسنال مع سول كامبل.
كوليبالي، كان أفضل مدافع في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، إن كان الجميع كان يتحدث عن توهج نابولي هجوميًا مع هيجوايين، لكن كوليبالي كان كالصخرة في الخلف يبني عليها نابولي نتائجه المميزة، لا يعتمد فقط على قوته البدنية، بل على حكمته في التعامل مع الكرات، يعرف متى يستخدم قوته ومتى يستخدم عقله، شراكته مع كوسيلني من الممكن أن تحل الكثير من المشاكل الدفاعية لآرسنال.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي