أخطر رحلة بحرية في العالم: سفينة عملاقة تعبر الممر القطبي.. هل تلقى مصير تيتانيك؟

هل تجرؤ على الإبحار في ممرات القطب الشمالي والمشاركة في “أخطر رحلة بحرية في العالم” في أخطر من المسارات التي قطعتها تيتانيك؟
 
خبير الرحلات والسفر تيم جيبسون الكاتب في صحيفة The Telegraph البريطانية، شارك تجربته الفريدة في مقال نشره في الصحيفة المذكورة بعد أن خاض مغامرة جديدة بالسفر على متن سفينة تتسع لـ 1070 شخصاً.
 
نص المقال كاملاً:
 
نحن في انكوريج بآلاسكا وأنا على وشك أن أخوض أعظم رحلة بحرية في العالم. هناك حماس واضح بين ركاب السفينة وعددهم 1070، ولكن هناك أيضاً – ولا أعتقد أنني أتخيل هذا – مسحة من القلق.
لن تكون وحدها ولكن!
 
ولكنها لن تكون وحدها. فكاسحة الجليد ارنست شاكلتون المستأجرة من هيئة المسح القطبي البريطاني ستوفر المساعدة اللوجستية وكسح الجليد وإمدادات الطوارئ، كما سترافقها طائرتان مروحيتان لاستكشاف الجليد.
ويعتبر وجود كاسحة الجليد شاكلتون جزءاً من الاحتياطات التي أخذتها كريستال سيرينيتي لهذه الرحلة الرائدة التي بيعت كل تذاكرها في 3 أسابيع فقط، على الرغم من أسعارها التي تتراوح بين 21,850 دولار (16,900 جنيه استرليني)، و120,995 دولار (93,660 جنيه استرليني) للفرد، بالإضافة إلى جولات تتكلف 6,179 دولار (4,780 جنيه استرليني).
نحن في صحبة 21 ضيفاً من العلماء والمغامرين والمحاضرين، وعلماء الأحياء البحرية والغواصين وعلماء المناخ والطبيعة، وفيهم أشخاص أتمنى أن أقابلهم.
وتقول إيدي رودريغيز المديرة التنفيذية لسفينة كريستال سيرينيتي، والتي كانت موجودة اليوم لتحية الركاب “لقد كنا نخطط لتلك الرحلة التاريخية لعامين. كنا نعمل مع خبراء الرحلات، وهيئة النقل الكندية، وخفر السواحل الأميركي والكندي، والهيئات المحلية، لضمان أقصى درجات الأمان لضيوفنا”.
سفينة كريستال مزودة كذلك بجهاز سونار استطلاعي متقدم للغاية، جهاز رادار عالي الدقة للكشف عن الجليد، ومعدات تصوير حراري وكشافات مصممة خصيصاً للتعرف على الأخطار في الليل.
 
هناك قلق لأن سفينة كريستال سيرينيتي على وشك أن تصبح أكبر سفينة تعبر الممر الشمالي الغربي من سيوارد بآلاسكا مروراً بكندا وغرينلاند وصولاً إلى نيويورك في رحلة تستغرق 32 يوماً لمسافة تقترب من 1000 ميل.
 
وستبحر السفينة في الساعة التاسعة من هذا المساء سالكة طريقاً مختصراً بين المحيطين الهادي والأطلسي عبر المنطقة الجليدية لأميركا الشمالية – ومسافته 900 ميل – والذي تسبب من قبل في وفاة عدد لا يُحصى من البحارة منذ أن اكتشفه الرحالة الإيطالي جون كابوت لأول مرة عام 1497.
 
وكان هناك حوالي 240 رحلة في الـ 110 سنة التي تلت أول عبور ناجح لرولد آموندسن في العام 1906، وقد استغرقت رحلته 3 أعوام، بينما من المقرر أن يستغرق عبور سفينة سيرينيتي 8 أيام من 32 يوماً التي ستستغرقها في الوصول إلى نيويورك في 19 سبتمبر/أيلول القادم.
 
معظم تلك الرحلات الـ 240 نُظمت منذ العام 2007، بما فيها 17 رحلة خلال العام الماضي، وهي المرة الأولى في التاريخ التي يُعتبر فيها الممر خالياً من الجليد نتيجة لارتفاع درجة حرارة المحيط.
 
ليست الرحلة الأولى لكنها السفينة الأكبر
 
وسيرينيتي ليست أول سفينة ركاب أو سفينة سياحية تقوم بهذه الرحلة، إذ كانت ليندبلاد اكسبلورر هي أول سفينة تنقل الركاب عبر هذا الممر عام 1984، وفي العام 2012 نجحت السفينة السياحية The World كذلك في نقل 481 راكباً.
 
ولكن سيرينيتي هي السفينة الأكبر حتى الآن، إذ ترتفع 13 طابقاً ويصل طولها إلى 820 قدماً وتزن 68,870 طن.
 
ويمثل الوزن مشكلة في الممر الشمالي الغربي، وهو ليس طريقاً محدداً بل متاهات من الطرق المائية المُحتملة رُسم منها 10% فقط. وستشكل الصخور غير المعروفة والمياه الضحلة والتيارات المائية تحديات مستمرة، كما سنرى جليداً.
 
لم تسر الأمور كما يجب في السابق، ففي العام 2010 استغرقت كاسحة جليد كندية 40 ساعة لنقل 120 راكباً فقط من سفينة Clipper Adventurer التي تبلغ 330 قدماً، عندما اصطدمت بمنحدر مائي.
 
وهناك أوقات ستكون فيها سفينة سيرينيتي على بعد ألف ميل و11 ساعة على الأقل من استجابة خفر السواحل.
 
هل تلقى مصير تيتانيك؟
 
الأمر يبدو مطمئناً، وكوننا تجولنا في السفينة بالفعل – وهي تبدو رائعة – وقد جلست في شرفة القاعة الفاخرة وتناولت أول غداء لي على ظهر السفينة، ليس لدي أي مخاوف.
 
لكنها سفينة كبيرة، تسير في قنوات ضيقة، وبحار غير مألوفة وجبال جليدية في الصيف، و36 ألف جزيرة في أرخبيل القطب الشمالي إنه مسار نال من السفينة تايتانك.. البقية تأتي.
 
 
(huffpost)
 
 
 
 
 

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة