يجني رجب طيب أردوغان اليوم ثمن سياسة «إحراق المراكب» التي انتهجها في السنوات الأخيرة، وخصوصاً مع خصومه في الداخل. بعد يومين على «النكسة» التي تعرّض لها حزب «العدالة والتنمية»، يبدو تأليف حكومة ائتلافية أشبه بمهمّة مستحيلة، في وقتٍ يشهد فيه جنوب شرق البلاد هزّات أمنية، قد تتسع رقعتها إذا لم يجرِ احتواؤها سريعاً
قبل اتضاح المفاعيل السياسية لنتائج الانتخابات التشريعية التركية على المستويين الداخلي والخارجي، ينصب التركيز اليوم على مصير الحكومة التي ستكون أول تطبيق عملي لصورة المستقبل في تركيا. وفيما تزداد التأويلات بشأن انعكاسات هزيمة حزب «العدالة والتنمية» على ملفات عدّة، يبدو أن أول تداعيات هذه الخسارة ستكون على هيكلية الحزب نفسه، في ظلّ إمكانية جنوح الرئيس رجب طيب أردوغان نحو خيارات انتقامية في «بيته الداخلي»، بعدما عزز الاستحقاق الاخير من مخاوف أفول نجمه نهائياً.
وفي وقتٍ تسري فيه مهلة الـ 45 يوماً لتأليف حكومةٍ جديدة لم يتضح شكلها بعد، أعلن زعيم حزب «الشعوب الديموقراطي»، صلاح الدين دميرتاش، رفضه المشاركة في حكومةٍ ائتلافية، وذلك برغم دعوته البلاد إلى عدم خشية الائتلافات الحكومية، «لأن الدول تدار بهذه الطريقة»، مطالباً «العدالة والتنمية» بالتعامل مع حزبه بـ «ندّية». ويبدو موقف أردوغان في مسألة تأليف الحكومة الأكثر إحراجاً، إذ يمكن القول إن الرجل الذي وصل إلى سدة الرئاسة في آب الماضي، أحرق جميع مراكبه على الساحة الداخلية، بعدما كان يكرّس نفسه حاكماً مطلقاً للبلاد.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي