هافينغتون بوست عربي –
اكتشف علماء الآثار في كازاخستان مؤخراً ضريحاً ضخماً هرميّ الشكل يرجع عمره لأكثر من 3000 عام، ما يجعله أقدم من بعض – لكن ليس جميع – الأهرامات المصرية.
وقع هذا الاكتشاف الاستثنائي في منطقة سارياركا القريبة من مدينة قراغندي، ويقول الفريق إن الضريح يُحتمل أن يكون قد بُني من أجل ملك قديم أو زعيم عشيرة.
“إذا حكمنا على الأمر بناءً على البناء الأثري، فإن هذا الضريح قد بُني منذ أكثر من 3000 عام من أجل ملك محلي”، وفقاً لما قاله فيكتور نوفوزينوف، العضو بالفريق المكتشف من جامعة قراغندي العامة، لموقع ياهو الإخباري. “سنبدأ في البحث داخل الضريح هذا الأسبوع. وكل ما سنجده بالداخل سيُرسل إلى متحف قراغندي الأثري”.
لا يزال الفريق – الذي يقوده إيجور كوكوشكين من جامعة قراغندي العامة – يقوم بأعمال التنقيب في الموقع الأثري، لكن حتى الآن يبدو أن الضريح قد بُني لغرض مشابه لما بُنيت من أجله الأهرامات المصرية، حيثُ وجد علماء الآثار ضريحاً بداخل الهيكل.
وقالوا إن الضريح يبلغ ارتفاعه حوالي 2 متر (6.6 قدم) ومساحته 15 مضروبة في 14 متراً (49 مضروبة في 46 قدم)، وهي مساحة صغيرة نسبياً على أن تكون هرماً.
“إنه مصنوع من الحجر والطين ومُدعم بألواح على الجانب الخارجي”، وفقاً لما قاله نوفوزينوف لأوين ياروس من موقع Live Science.
كما أن هيكل الهرم نفسه فريد من نوعه. بدلاً من الانتهاء عند نتوء بارز مثل الهرم الأكبر بالجيزة، فإن الهيكل المُكتشف حديثاُ يتكون من 6 طبقات متدرجة ذات قمة مسطحة تجعله يبدو وكأنه مستطيل متدرج بدلاً من الشكل الهرمي الحقيقي.
بالداخل، وجد الفريق أن حجرة الدفن داخل الهرم ربما تكون قد سُرقت منذ زمنٍ بعيد، ومتروك بداخلها فقط آنية فخارية وسكين وقليل من الأجسام البرونزية. ولا توجد دلائل حتى الآن إذا ما كان هناك بقايا بشرية مدفونة بالداخل أم لا.
وفقاً للأدلة المبكرة، فإن الهيكل يُحتمل أن يكون بُني منذ 3000 عام، في وقت قريب من أواخر العصر البرونزي. إلا أنه ليس أقدم هرم تم اكتشافه على الإطلاق – رغم ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية من ادّعاءات بهذا الشأن.
ففي الواقع، بُني هرم زوسر في سقارة بمصر قبل 1000 عام تقريباً من هذا التاريخ، بين عام 2667 و2648 قبل الميلاد. والهرم الأكبر بالجيزة بُني بعد 100 عام تقريباً، ليُصبح أقدم من هرم كازاخستان الجديد ذلك – رغم أن الأمر سيستغرق من الفريق وقتاً أطول ليحددوا بدقة تاريخ إنشاء الهرم.
وحتى مع ذلك، فإن الاكتشاف مثير للاهتمام لأنه يُحتمل أن يُلقي بأضواء جديدة على ثقافة “البيجازي دانديباي” التي عاشت في وسط كازاخستان.
يعلم الباحثون بالفعل أن الأضرحة، مثل الذي اكتُشف مؤخراً، كانت تُحفظ لمَن يتمتعون بمكانة اجتماعية راقية – الملوك وزعماء العشائر على الأرجح – أما خلاف ذلك فيظل وضع المجتمع غامضاً.
لا يزال الفريق يقوم بالتنقيب في الموقع، لذلك فلم يتسن لعملهم أن يُنشر حتى الآن في مجلة مُحكّمة، ويُرجح أن تمضي مُدة من الزمن قبل أن نتمكن من الخوض في كل ما توصلوا إليه. لكنه من اللطيف معرفة أن هناك لغزاً جديداً بحاجة للاكتشاف في هذا العالم.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي