عشية انطلاق تصفيات كأس العالم 2018، تتركز الأنظار على المدربين الجدد الذين يملكون منتخبات اعتُبرت قوية قبل كأس أوروبا، لكنها خرجت خالية الوفاض، ليرث هؤلاء المدربون تركة ثقيلة قد تضرب مسيرتهم في حال فشلهم في المهمة.
شربل كريم –
إسبانيا، إيطاليا وبلجيكا. ثلاثة منتخبات قيل قبل كأس أوروبا إنها ستلعب الأدوار الأولى في البطولة وتنافس على اللقب حتى الأمتار الأخيرة.
لكن هذا الأمر لم يحصل، فهبّت رياح التغيير اختيارياً أو إجبارياً عليها ليحلّ مدربون جدد على رأس الجهاز الفني لكلٍّ منها ويتسلموا كرة نار قد تحرقهم بلهبها.
المنتخب الإسباني صاحب آخر بطولتين قاريتين قبل “يورو 2016” بدا الأكثر حاجة الى التغيير، والأكثر حاجة الى ضخ أفكار جديدة بعدما ظهر أن أفكار المدرب المخضرم فيسنتي دل بوسكي نفدت منه، فكان خروج “لا فوريا روخا” من البطولة، ليلة خروج مدرب ريال مدريد السابق من مقعد المدرب. المسألة الأخيرة لم تكن مفاجئة، لكن المفاجئ كان اختيار خليفته من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم الذي عيّن خولين لوبيتيغي ليعيد ترتيب المواهب الكثيرة التي يملكها الإسبان في ملاعبهم.
بالطبع قيل إن خيار لوبيتيغي كان سياسياً بامتياز، وخصوصاً بعدما ترددت أسماء ربما أفضل لقيادة دفة منتخب “الغضب الأحمر”. لكن قد يكون هذا الخيار هو أفضل ما هو متاح على اعتبار أن كبار التدريب في إسبانيا أمثال جوسيب غوارديولا، لويس إنريكه، وأوناي إيمري، ينشطون مع أهم أندية العالم، وليسوا متاحين أبداً للمهمة الوطنية. المهم أن مهمة لوبيتيغي ليست بالسهلة أبداً، إذ تشتت التشكيلة الإسبانية بعد الهزتين الأخيرتين في كأس العالم 2014 وكأس أوروبا الأخيرة، وبات الرجل أمام منعطف مواكبة المرحلة الانتقالية لاختيار اللاعبين المناسبين في كل المراكز التي يعاني منها الإسبان مشكلات، وما أكثرها.
لكن الحارس السابق الذي لم يلعب إلا مباراة دولية واحدة، والذي لم يحقق أي شيء على صعيد الأندية التي درّبها، وقيل إنه دمّر بورتو البرتغالي، يملك أفضلية تتمحور بمعرفته البناء على الوجوه الشابة التي ينوي إحضارها، وهو الذي توّج إسبانيا بلقبي كأس أوروبا للاعبين دون 19 عاماً (2012)، ودون 21 عاماً (2013)، مع أسماء معروفة مثل الحارس دافيد دي خيا وخوان ماتا وتياغو الكانتارا وإيسكو وألفارو موراتا وغيرهم.
لوبيتيغي يملك مهمة صعبة تتمحور حول طريقة إبعاد كبار السن من دون إحداث جلبة في الكرة الإسبانية، لكن مهمته بالتأكيد أسهل من نظيريه الإيطالي جامبييرو فنتورا، ومدرب بلجيكا الإسباني روبرتو مارتينيز.
مدرب “الآزوري” ورث منتخباً جيداً، رغم أن كثيرين شككوا بقدرته في الداخل الإيطالي، لكن مع أنطونيو كونتي استطاع تقديم نفسه بشكلٍ طيّب في “اليورو”، ولم يخرج إلا بركلات الترجيح أمام ألمانيا. استراتيجية 3-5-2 التي اعتمدها كونتي لا شك في أنها شكلت درساً مبكراً لفنتورا كونها استطاعت إخراج أفضل ما في اللاعبين الذين اختارهم مدرب تشلسي الإنكليزي الحالي. وهنا يتوقف العمل لدى المدرب الجديد للمنتخب الأزرق، أي اختيار الأسماء المناسبة للخطة المناسبة التي سيضعها، وهي على الأرجح لن تكون بعيدة عما اعتنقه سلفه.
أما مارتينيز الذي كان اختياره ذكياً من قبل الاتحاد البلجيكي كون اسمه برز في إفرتون الإنكليزي، وغالبية لاعبي “الشياطين الحمر” ينشطون في “البريميير ليغ”، فإنه ليس لديه الكثير ليفعله على الصعيد الفني، بل إن عمله الكبير يفترض أن يكون في الجانب النفسي للاعبيه، إذ إنهم يعانون ذهنية مهزومة، وخصوصاً أنهم دخلوا “يورو 2016” وهم يقفون في المركز الثاني على لائحة ترتيب “الفيفا”، لكنهم لم ينجحوا في عكس أي صورة عن استحقاقهم لهذا المركز الذي بدا فضفاضاً عليهم.
مدربون جدد وحملة جديدة والطريق إلى روسيا 2018 قد تكون واضحة بالنسبة إليهم، لكن لا شك في أنها مليئة بالألغام.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي