صديق خان يطمئن سكَّان لندن: احتفالات الكريسماس بأمان.. وشرطة المملكة في حالة تأهُّبٍ قصوى

هافينغتون بوست عربي  – تستعرض قوات الشرطة البريطانية خطط التأمين الخاصة بها في أعقاب الهجوم الذي وقع بإحدى أسواق عيد الميلاد في برلين، كما تُبقي قواتها في حالة تأهب قصوى.
 
قالت شرطة العاصمة يوم الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2016 إن مستوى التهديد في لندن يبقى “حاداً”، ما يعني أن احتمالية وقوع أي هجوم تعد مُرجَّحة للغاية.
 
وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء “إن أمن وأمان المواطنين البريطانيين هما الأولوية الأولى للحكومة. بكل وضوح، ستستعرض الشرطة الوضع لديها في ضوء ما حدث ببرلين” بحسب تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
 
في غضون ذلك، أرسلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تعازيها إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساء الاثنين. وقد قال متحدث باسمها “لقد عبرت قائلة إن أهل برلين يشغلون تفكيرها، وإن بلادها تقف متأهبة للمساعدة بأي طريقة”.
 
 
تعزيزات في الأسواق
 
فيما قالت شرطة مقاطعة مانشستر الكبرى إنها تعزز من تواجدها في أسواق أعياد الميلاد المنتشرة بالمدينة.
 
كما أوضح مقر الشرطة البريطانية “سكوتلاند يارد” إن وقوع هجوم باستخدام مركبة كبيرة وُضع في عين الاعتبار قبيل هجوم شاحنة برلين.
 
وأضافت شرطة العاصمة قائلة “نمتلك خططاً تفصيلية لحماية الاحتفالات والمناسبات العامة في فترة أعياد الميلاد وبداية العام الجديد. إذ إننا نستعرض بشكل روتيني خططنا بعد وقوع أي هجمات خارج البلاد، وهو ما نفعله في الوقت الحالي بعد الحادثتين المؤسفتين في برلين وفي أنقرة أمس”.
 
يُتوقع أن يتواجد عدد كبير من الناس في لندن خلال فترة الاحتفالات، في ظل بدء فترة تخفيضات ما بعد أعياد الميلاد. كما يُتوقع أن يبلغ عدد المحتفلين الذين يحضرون كي يشاهدوا عروض الألعاب النارية في ليلة رأس السنة، أكثر من 100 ألف شخص.
 
حاول صديق خان، عمدة لندن، طمأنة سكان العاصمة وزوارها بأن الشرطة سوف تستعرض خططها التأمينية في ضوء الأحداث التي وقعت مساء الاثنين، إذ قال “تبقى الأولوية الكبرى بالنسبة لي ولمفوض شرطة العاصمة، أن نحافظ على كل شخص آمناً”.
 
وأضاف خان “إن قلبي وصلواتي مع كل الأشخاص الذين تأثروا بالهجوم المؤسف المريب الذي وقع في برلين الليلة الماضية، ولا سيما من المصابين، وعائلات وأصدقاء الذين قُتلوا، وكل من تأثروا من حالة الطوارئ”.
 
وأردف قائلاً “لا نمتلك التفاصيل الكاملة، ولكن يبدو أنه عمل إرهابي مروع وجبان. كل سكان لندن يقفون مع سكان برلين اليوم. فقد كان ذلك الهجوم هجوماً على مبادئنا المشتركة، وعلى حريتنا، وعلى أسلوب حياتنا”.
 
تعود التجربة التي شهدتها بريطانيا، فيما يتعلق بالإرهابيين الذين يشنون مثل تلك الهجمات باستخدام المركبات، إلى عام 2007. وذلك عندما قاد أحدهم سيارة نحو مطار غلاسكو الدولي في محاولة لتنفيذ عملية انتحارية.
 
استمرت السلطات في العمل وفقاً لما يُعرف بـ “تدابير تقليل مخاطر المركبات العدائية” لسنوات عديدة.
 
ويرى مسؤولو مكافحة الإرهاب في بريطانيا أن التهديدات التي تواجه احتفالات ومحال أعياد الميلاد تُعدّ جزءاً من التهديد الكبير الذي يواجه بريطانيا.
 
لم يُر إلى الآن في أي من محتوى الدعاية التي يسوقها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والذي ألهم هجمات سابقة، ما يدعو إلى استهداف المناسبات المرتبطة بأعياد الميلاد. إلا أن ثمة دعوات لمهاجمة سكان بلاد الغرب في أي وقت من السنة.
 
 
هجمات محتملة في بريطانيا
 
ويعتقد مسؤولو مكافحة الإرهاب أن وقوع هجوم ضد بريطانيا محتمل للغاية، تماشياً مع مستوى التهديد الحالي. فمن المعلوم إنهم يحققون في أي مؤامرة ويتتبعونها، في حالة انتابهم الخوف من أنها قد تتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح ببريطانيا.
 
في مانشستر، قالت الشرطة إنها عززت من تواجدها في أسواق أعياد الميلاد بالمدينة، والتي تمتلك حوالي 350 قاعة عرض تنتشر عبر 10 مواقع.
 
وقالت مساعدة رئيس الشرطة، ديبي فورد، إن لدى الشرطة بالفعل مهمة واضحة في جميع أنحاء الأسواق والمناطق الهامة الأخرى.
 
وأضافت “سوف نعمل بالتوازي مع الاستجابة الوطنية، وقد عززنا من تواجدنا الشرطي في أسواق عيد الميلاد بمانشستر، وكثفنا من الدوريات المرئية للتأكد من أن الناس يشعرون بالأمان أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية”.
 
وأوضحت فورد “أود أن أشدد على هذه النقطة أن ليس ثمة أي معلومات أو استخبارات تفيد بأن هناك أي هجوم وشيك في مانشستر الكبرى”.
 
وغرّد ديف تومسون، رئيس شرطة وست ميدلاندز “أحداث رهيبة في #Berlin الليلة الماضية. نستعرض دائماً الأحداث بعناية لتقييم الحماية التي نوفرها بالفعل لمجتمعاتنا”.
 
وكان سوق عيد الميلاد في برمنغهام، الذي يقال إنه الأكبر خارج ألمانيا والنمسا، محاطاً بالحواجز الخرسانية تحسباً لأي هجمات إرهابية من قبيل ما حدث في نيس خلال شهر يوليو/تموز، عندما قاد أحدهم شاحنة بضائع وزنها 19 طناً بين الحشود التي تحتفل بيوم الباستيل.
 
ومن المقدر أن يزور 5.5 ملايين شخص السوق قبل أن يُغلق في 29 ديسمبر/كانون الأول. وقال متحدث باسم شرطة وست ميدلاندز: “تم الاتفاق على عدد من الإجراءات الأمنية قبل افتتاح السوق، بما في ذلك تثبيت بعض الأعمدة الخرسانية في عدد من المواقع”.
 
وقال مدير الشرطة أندي بارسونز إن الأعمدة كانت جزءاً من الخطة الأمنية الأصلية وليس نتيجة أي معلومات استخباراتية محددة.
 
وأضاف “هذا الوقت من العام مزدحم للغاية بالنسبة للمدينة، ونحن نريد أن نضمن وقتاً آمناً وممتعاً لجميع من يزورها خلال فترة الأعياد”.
 
وأردف “لدينا تكتيكات شرطية وتدابير أمنية تُراجع باستمرار، ونحن، جنباً إلى جنب مع شركائنا، نعمل على مدار الساعة للحفاظ على مدننا آمنة كما يمكن أن تكون”.
 
وقالت شرطة شمال يوركشاير إن خططهم كانت باستمرار قيد الاستعراض، كما أُغلقت طرق، وزاد عدد الدوريات لحماية الناس في جميع أنحاء سوق عيد الميلاد بمدينة يورك، وفي المناطق المخصصة للمشاة.
 
وطالب متحدث باسم شرطة ميرسيسايد الناس بأن يبقوا متيقظين خلال موسم الأعياد، لكنه أضاف أن الشرطة لديها خطة لضمان سلامة الناس.
 
وقد وُجه النقد هذا الشهر لشرطة نورثمبريا من المتسوقين بسبب وجود ضباط مسلحين في سوق عيد الميلاد بنيوكاسل. واشتكى الزوار على وسائل التواصل الاجتماعي من أنه لا ينبغي للضباط الذين يحملون البنادق أن يكونوا في مناسبات يحضرها العديد من الأطفال.
 
 
لا أريد بنادق بحجم طفلي
 
فيما كتب نيك كينغ على موقع فيسبوك “أنا لا أريد أن أرى بنادق بحجم طفلي عند التسوق لعيد الميلاد وهذه الصور قد منعتني من الذهاب إلى نيوكاسل”. في المقابل، قالت شرطة نورثمبريا إن الضباط المسلحين يخدمون لطمأنة الرأي العام.
 
في نفس السياق، قالت شرطة إسكتلندا إنه جرى إعادة تقييم خططهم بعد الأحداث في برلين. وقال مساعد رئيس الشرطة، برنار هيغنز “لدى شرطة إسكتلندا خطط مفصلة معمول بها لضمان سلامة الجمهور في مجموعة واسعة من الاحتفالات والمناسبات الرئيسية”.
 
وأردف قائلاً “ليس هناك معلومات في هذا الوقت تشير إلى تهديد لأي حدث معين في إسكتلندا. يجب الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه. وشرطة إسكتلندا تعمل مع مجموعة واسعة من الشركاء بما في ذلك شبكة المملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب لضمان استمرار الناس في حياتهم بسلام وأمان في جميع الأوقات”.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة