ميسي ورونالدو ظاهرتان لا غالب بينهما

يوم الأحد الماضي، بين طوكيو وبرشلونة، اختصر كل من النجمين: البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، قيمته وأثبتا عدم صوابية المقارنة بينهما. مقارنة غير منطقية بين لاعبَين يُعدّ كل منهما معلماً في مجاله.
 
حسن زين الدين –
لا ينتهي النقاش والجدل حول الأفضل بين النجمين: الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وقد استعر في الأيام الأخيرة بعد تتويج “الدون” بجائزة الكرة الذهبية، حيث انقسم البعض بين مؤيد، نظراً إلى الإنجازات التي حققها البرتغالي مع فريقه ريال مدريد الإسباني بالتتويج بدوري أبطال أوروبا ومنتخب بلاده بإحراز لقب كأس أوروبا 2016، وبين رافض على اعتبار أن الموسم الماضي لم يكن مثالياً لـ”الدون” على المستوى الفردي.
 
في حقيقة الأمر، هذه الجوائز مثل “فرانس فوتبول” وجائزة “الفيفا” هي التي تحدث هذا الشرخ العميق بين النجمين ومؤيديهما، علماً بأن ثمة الكثير من علامات الاستفهام حول المعايير المعتمدة في هذه الجوائز والتي ظلمت الكثير من النجوم.
 
فضلاً عن ذلك، فإن الحديث عن الأفضل بين النجمين أصبح دون جدوى ومملاً، وهو بمثابة جدل لا يقدم ولا يؤخر في ثابتة واحدة هي أن كلاً من ميسي ورونالدو يشكل ظاهرة في عالم الكرة في هذا الزمن، ومن غير المنطقي المقارنة بينهما.
 
فلنعد إلى يوم الأحد الماضي حتى نتلمس هذه الحقيقة. ظهيرة ذلك اليوم، كان ريال مدريد يخوض نهائي مونديال الأندية في اليابان أمام كاشيما أنتلرز الياباني، حيث كانت النتيجة تشير إلى تقدم الأخير 1-2. “الدون” ليس في يومه حتى الدقيقة 60 عندما أدرك التعادل من ركلة جزاء، ومن ثم خطف الأضواء كلها في الوقت الإضافي بتسجيله هدفين من “ماركته” ليمنح فريقه اللقب ويحرز جائزة أفضل لاعب.
 
أما مساء ذلك اليوم، فكان برشلونة يلعب أمام جاره إسبانيول في ملعب “كامب نو” في المرحلة السادسة عشرة من الدوري الإسباني. قام “ليو” بلقطتين ساحرتين من “خارج هذا الكوكب” راوغ فيهما مدافعي المنافس، فضلاً عن تسجيله هدفاً، لتنهال الإشادات عليه من كل حدب وصوب.
 
الأحد ببساطة، اختصر قيمة كل من ميسي ورونالدو ولماذا هما الأفضل ولا تصح المقارنة بينهما.
 
من جهة رونالدو، فإن “الهاتريك” الذي سجله رغم أنه كان في الوقت الأصلي للمباراة غائباً يؤكد التصميم وقوة التحدي لتحقيق الفوز اللذين يمتلكهما “الدون” ولا يضاهيه فيهما أحد، فضلاً عن حاسّته التهديفية العالية والتي مكّنته من أن يصبح الهداف التاريخي للملكي ولدوري أبطال أوروبا بفارق 3 أهداف عن ميسي نفسه. ما يميّز رونالدو رغم وصوله إلى عامه الـ 31 هو حضوره الذهني، وقبلاً البدني العالي العائد إلى كثافة التدريبات التي يجريها. رونالدو معلم في هذا المجال.
 
أما لقطتا ميسي الساحرتان فتؤكدان أنه لا يوجد لاعب في العالم حالياً يضاهي الأرجنتيني في المهارة الفردية والموهبة. ميسي معلم في هذا المجال.
 
بكلام آخر، إن القدرات البدنية وقوة التحدي اللتين يمتلكهما رونالدو لا تتوفّران عند ميسي. في المقابل، فإن المهارة الفردية التي يمتلكها ميسي لا تتوفر عند رونالدو، إذ من الصعب حتى لا نقول من غير الممكن أن يقوم “الدون” بلقطة الهدف الأول للأوروغوياني لويس سواريز الأحد الماضي عندما تخطى “ليو” ببراعة أربعة مدافعين في مسافة ضيقة.
 
اليوم يلعب برشلونة في كأس إسبانيا من دون ميسي بسبب منحه عطلة الأعياد، كما أن رونالدو سيغيب لأن ريال مدريد لن يلعب بعد خوضه مباراته مسبقاً لانشغاله بمونديال الأندية. ميسي غير حاضر وكذلك رونالدو. إنها الخسارة بحد ذاتها.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة