صحيح أن مباراة فرنسا مع ألبانيا هي الأقل أهمية بين المباريات التي ستعرفها أوروبا على صعيد المنتخبات في نهاية الأسبوع الحالي، لكنها تحمل أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفرنسيين والمراقبين، على اعتبار أن منتخب «الديوك»، وقبل سنة على استضافته كأس أوروبا يبدو في حالة مزرية.
شربل كريم –
منذ الأحد الماضي، وحتى اليوم، لا يزال الكل في فرنسا يتحدث عمّا حصل في واحدة من الأمسيات السيئة التي لم يعرف مثيلاً لها المنتخب الفرنسي منذ فترة طويلة.
الكل كان يتحدث عن منتخبٍ لا حول ولا قوة له، إذ لا يعير أحد في فرنسا اليوم أي أهمية لعناوين المباريات التي يخوضها «الديوك»، لأن عدم مشاركتهم في تصفيات كأس أوروبا 2016، يعني أن المباريات الودية هي على قدر عالٍ من الأهمية.
لكن ربما لم يكن هذا الأمر في تفكير اللاعبين الذين يرتدون القميص الأزرق، والذين صاح بهم المدرب ديدييه ديشان في ليلة الخسارة أمام بلجيكا (3-4): «أنتم لستم محترفين».
عبارة صوّبت عليها صحيفة «ليكيب» الرياضية المتخصصة، وأرفقتها بعبارات أخرى تعبّر عن غضب ديشان تجاه لاعبيه، وإحداها: «بات لديّ انطباع بأنكم تهتمون بموديلات شعركم أكثر من المباراة».
كل هذا الكلام يعكس خطراً كبيراً، وهذا ما عكسه الأداء الفرنسي في اللقاء المذكور أصلاً، إذ إن النتيجة كانت كارثية (1-4)، قبل أن يسجل مضيف «يورو 2016» هدفين متأخرين، من دون أن يبعد عنه أسوأ خسارة له على أرضه منذ سقوطه أمام بولونيا 0-4 عام 1982.
بطبيعة الحال، يعلم ديشان أن الوقت يدهمه للوصول إلى منتخبٍ قوي يدخل به البطولة القارية في الصيف المقبل، إذ إن الفرص المتاحة له للعمل مع رجاله هي قليلة جداً، فها هم سيدخلون في إجازةٍ صيفية طويلة بعد لقاء الليلة، ثم سيلتحقون بأنديتهم استعداداً للموسم الجديد الذي سيكون مضغوطاً لملاقاة الحدث الأوروبي. كل هذا يعني أنّ عليه معالجة الأمور وإيجاد الثُّغَر بسرعة قياسية، لكنه بحاجةٍ إلى مساعدة هؤلاء اللاعبين التي لا يجدها في غالبيتهم هذه الأيام.
سريعاً بدأ الحديث عن كارثة مرتقبة في الصيف المقبل، ربما كانت تشبه تلك الفضيحة التي عصفت بمنتخب ريمون دومينيك في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا حيث كان التمرّد من نوعٍ آخر.
الحالة الآن فيها نوع من التمرّد، وخصوصاً أن التزام لاعبي ديشان على أرض الملعب باستراتيجياته يبدو محدوداً جداً، وهذا ما جعل بلجيكا في المباراة الأخيرة تستعرض ما لديها، وما جعل فرنسا تبدو في أسوأ حالاتها، وحتى أسوأ من المباراة التي خسرتها أمام البرازيل (1-3) في باريس في شهر آذار الماضي.
الأمور تبدو سيئة جداً بالنسبة إلى منتخبٍ يطمح إلى أن يكون مرشحاً قوياً للعب الأدوار الأولى في «يورو 2016». لكن كيف يفعلها وخط وسطه لا هوية له حالياً، وخصوصاً عند غياب نجمه بول بوغبا؟ أما الهجوم فهو غير موجودٍ أصلاً، وقد ظهر في أدنى مستوياته معه «عارض الأزياء» لا أكثر، أوليفييه جيرو، الذي لن يكون بمقدوره أن يعوّض يوماً غياب كريم بنزيما عن التشكيلة الأساسية.
من هنا، لن يكون مفاجئاً استغناء ديشان عن جيرو في الفترة المقبلة، وخصوصاً أن مهاجمين واعدين في «ليغ 1» تركوا بصمة أفضل منه، على رأسهم هداف ليون الكسندر لاكازيت، المتوقّع أن يأخذ مكانه أساسياً في مباراة الليلة، وهو أصلاً قد يشكل ثنائياً مميزاً مع الوافد الجديد إلى المنتخب نبيل فقير، على غرار ما فعل واياه في ليون.
وبالتأكيد، ديشان بات يرى أن الخطة «ب» أصبحت مطلوبة بسرعة مع سماع دوي صفير الاستهجان بقوة في «استاد دو فرانس»، وخصوصاً بحق لاعبين مقصّرين مثل جيرو الذي لم يسجل إلا في مناسبة واحدة منذ كأس العالم الماضية، ما يفتح المجال أكثر إما تجديد ثنائية بنزيما – أنطوان غريزمان اللذين قاما بعملٍ كبير في مونديال البرازيل بقيادتهما خط الهجوم الفرنسي حتى لحظة الخروج المرير أمام الألمان أبطال العالم.
إذاً، هي مسألة 12 شهراً، والعدّ العكسي بدأ بالنسبة إلى منتخب فرنسا ومدربه ديشان الذي في قرارة نفسه يعلم تماماً أن الجيل الذي يضمّه لن يكون بمقدوره تكرار ما فعله هو وزين الدين زيدان وزملاؤهما وجلب لقبٍ كبير مثل ما حصل في كأس العالم 1998 التي استضافتها فرنسا، ثم لاحقاً بعد عامين في كأس أوروبا.
تجدّد إصابة ريبيري
أفاد بايرن ميونيخ بطل ألمانيا عبر موقعه الرسمي على شبكة «الإنترنت» عن إصابة النجم الفرنسي فرانك ريبيري بتصلب في الكاحل. وذكر النادي البافاري في بيانه: «خضع ريبيري للفحوصات الطبية، وكانت النتيجة مخيّبة للآمال». وكان ريبيري قد أصيب في آذار الماضي بالكاحل، وغاب عن المشاركة مع الفريق بعدها ليُعالج بنحو خاطئ قبل أن يجري التعرف إلى الإصابة بنحو صحيح، الأمر الذي أثر سلبياً على كاحله من جديد.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي