يبدو أن الإدراة الاميركية تحاول تكرار التجربة الاوكرانية لإثبات فشلها مرة أخرى في عزل روسيا ومحاصرتها عسكرياً، فقد عمدت واشنطن حينها الى تسليح الجيش الاوكراني المنقلب على موسكو لضرب الوحدة الاوكرانية الروسية واتهام روسيا بـ”ضم” شبه جزيرة القرم و”دعم المعارضين” في منطقة دونباس، وها هي اليوم تفاوض لتخزين أسلحة ثقيلة على الأراضي البولندية والليتوانية، تمهيداً لفرض هيمنتها على المنطقة واستحضار مرحلة “الحرب الباردة” بين الطرفين.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع البولندي توماس شيمونياك أن المحادثات جارية مع الولايات المتحدة لبحث احتمال تخزين واشنطن أسلحة ثقيلة على الأراضي البولندية، ما يعتبره جزءاً من مناقشات حول زيادة الوجود العسكري الأميركي في بولندا وغيرها من الدول الأعضاء في “الحلف الأطلسي” بشرق أوروبا.
مخطط اميركي لإسقاط التجربة الاوكرانية على بولندا وليتوانيا
واشار شيمونياك في مقابلة مع وكالة الأنباء البولندية إلى أنه ناقش هذه المسألة مع نظيره الأميركي آشتون كارتر خلال زيارته إلى واشنطن في مايو/أيار الماضي، مضيفا أنه “من السهل نسبياً نقل الجنود، ولكن سيكون من الجيد وجود معدات قريبة من مناطق الخطر”.
وقال إنه تم إبلاغه أن واشنطن ستتخذ قراراً بهذا الخصوص قريباً.
بدوره، أعلن وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكيافيتشيوس أن هذا القرار هو “جزء من خطة محددة لتنفيذ برنامج تعزيز الأمن في أوروبا الوسطى والشرقية”، مضيفا أنه تم في ليتوانيا على أساس تناوبي نشر كتيبة مشاة من الجيش الأمريكي ” للمشاركة الدائمة في التدريبات المشتركة!”
وأضاف لينكيافيتشيوس في حديث للراديو الوطني “لا يمكنني الحديث عن نوعية الأسلحة والمعدات العسكرية الإضافية التي يمكن أن تتمركز في ليتوانيا”، مبرراً ذلك بالقول إن مصدر المعلومات حتى الآن إحدى الصحف، مشيراً إلى ضرورة انتظار صدورها من مصدر رسمي.
“البنتاغون”: لم نقرر بعد إرسال أسلحة ثقيلة إلى شرق أوروبا
في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم “البنتاغون” ستيفن وارين أن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قراراً بشأن إرسال أسلحة ثقيلة إلى شرق أوروبا.
وقال وارين: “حتى الوقت الراهن لم نتخذ قراراً بشأن إرسال أو عدم إرسال هذه الأسلحة أو متى ترسل”، مضيفا أن “الجيش الأمريكي زاد في السنوات القليلة الماضية من تخزين المعدات العسكرية للتدريب والتمرين مع حلفاء الناتو”.
وتأتي هذا التصريحات في أعقاب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” السبت الماضي، أفاد أن “البنتاغون” سيخزن دبابات وعربات مشاة قتالية وغيرها من الأسلحة الثقيلة، كما سيتم نشر نحو 5 آلاف جندي أميركي في العديد من دول شرق أوروبا والبلطيق.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين بارزين قولهم إن “البنتاغون قد يوافق على المشروع قبل اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في 24 و25 يونيو/حزيران”، مشيرة إلى أن واشنطن تبحث حالياً مع حلفائها إمكانية إرسال هذه المعدات إلى عدد من دول البلطيق وغيرها من بلدان شرق أوروبا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في حال حصول مقترح “البنتاغون” على موافقة كل من وزير الحرب أشتون كارتر والبيت الابيض، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ انتهاء “الحرب الباردة” التي تنشر فيها الولايات المتحدة أسلحتها الثقيلة في دول حديثة الانضمام إلى حلف “الناتو”.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن القائد العسكري السابق لقوات “الناتو” في أوروبا جيمس ستافريديس قوله إن الحديث يدور عن “انعطاف سياسي بالغ الأهمية”، من شأنه أن يوفر “ضمانات كافية للحلفاء القلقين”، رغم أن “أفضل شيء هو نشر القوات البرية بشكل دائم”، فيما أكد المتحدث باسم “البنتاغون” ستيفن وورن للصحيفة أن العسكريين الأمريكيين يتشاورون مع الحلفاء بخصوص تحديد “الأماكن الأمثل لنشر هذه الأنواع من الأسلحة”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي