تكاد لا تخلو مائدة رمضانية في بلادنا من صحن “الفتوش”، الذي اكتسب هويته الرمضانية تاريخياً حتى بات مرتبطاً بشكل وثيق بهذا الشهر. فما قصة الفتوش؟ وما سر ارتباطه بشهر رمضان والصيام؟ من أين أتت تسميته؟ وكيف يتم إعداد هذا الطبق المصنف من السلطات؟
المفارقة تكمن في أنّ الفتوش، وعلى الرغم من ارتباطه بالمائدة الرمضانية، إلا أن قصته مع الصوم بدأت مع الطائفة المسيحية وفترة صيامها قبل أن ترتبط بصيام المسلمين وشهر رمضان. ففي أواخر شهر آذار من العام 1862 هرب عدد من المسيحيين من جبل لبنان بسبب المذابح التي تعرضوا لها. وقد توجهوا إلى مدينة زحلة عند دارة آل السكاف وآل فتوش الذين كانوا من الإقطاعيين.
وكان لدى استقبالهم في دارة آل فتوش مائدة عامرة بأنواع الأطعمة من لحوم وطيور وأطباق عديدة. بيد أن أهل الجبل كانوا قد نذروا الصوم قبل وصولهم إلى بر الأمان، لذلك لم يتمكنوا من تناول اللحوم (“الزفرة” المحرمة في فترة الصوم عند الطائفة المسيحية) واكتفوا بما وجدوه من خضار وأكلات نباتية. فالزمن هو زمن الصوم الكبير الذي يسبق عيد الفصح (وكان عيد الفصح في ذلك العام بتاريخ الأحد 20 نيسان 1862).
وبالإضافة إلى ما تقدم من أطباق، وضع المضيفون أطباقا من السلطات كالتبولة والمتبل والبامية وطبقاً من سلطة الخضار. أخذ بعض المدعوين يأكل من أطباق السلطات مغمسا بالخبز، وعندما بدأ يأكل سلطة الخضار بالخبز صار أحد الحاضرين من آل سكاف يضحك ويقول لصاحب البيت: “فتوش، شوف ضيوفك عمياكلو السلطة بالخبز. هيدي أكلة جديدة”.
حينئذٍ قال البطريرك غريغوريوس يوسف (رئيس بطريركية أنطاكية والإسكندرية واورشليم وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك): “خلص منسميها فتوش ومناكلها بأيام الصوم الكبير”. وقد صادف ذلك التاريخ أواخر شهر رمضان من العام 1278 هجرية، وهو شهر صوم المسلمين، فأخذ جيران زحلة في القرى الإسلامية فكرة طبق الفتوش وجعلوه مرتبطاً بصومهم في شهر رمضان المبارك. وقد استمرت هذه العادة حتى يومنا هذا، لذلك قلما ترى مائدة رمضانية في بلاد الشام تخلو من طبق الفتوش.
ومن المعلوم أن اسم عائلة فتوش مشتق من اللغة التركية وهو اسم الدلع لاسم فاطمة (Fatma: Fatuş) لأن آل فتوش هم في الأصل من العائلات التي استوطنت سهل البقاع إبّان الحكم الفاطمي، وهم من عرب الجزيرة. وقد اعتنقوا المسيحية في مطلع القرن الثامن عشر مع وصول البعثات التبشيرية الكاثوليكية.
ومنذ ذاك الوقت حتى اليوم، بات الفتوش أحد أنواع السلطات التي تشتهر فيها بلاد الشام وبالأساس لبنان وفلسطين، حيث كانت تسمى في فلسطين قديمًا بالـ”أبو مليح”، وكانت تصنع في فلسطين إما بالخبز الجاف أو بالخبز المحمص، لكنها بدأت تشهد رواجاً في بلدان عربية أخرى. يتكون طبق الفتوش من قطع كبيرة نسبياً من الخيار والطماطم ومجموعة من الخضار وقطع محمصة أو مقلية من الخبز ويعصر الليمون عليها أو يوضع زيت زيتون أو السماق او دبس الرمان لإعطائها نكهة خاصة.
مكونات الفتوش:
يحضّر عادةً الفتوش من الخس، الطماطم، الخيار، الفجل، البصل، الفليفلة، البقلة، النعناع، الملفوف الأبيض والأحمر، الزعتر الأخضر، البقدونس، السماق، عصير الليمون الحامض، زيت الزيتون، خل التفاح أو العنب الأبيض، الخبز، الملح ودبس الرمان.
المعلومات الغذائية عن الطبق:
تحتوي كل وجبة من الفتوش (200 غ تقريباً) على المعلومات الغذائية التالية:
السعرات الحرارية: 157
الدهون: 14
الدهون المشبعة: 2
الكوليسترول: 0
الكاربوهيدرات: 8
البروتينات: 2
مقادير صحن الفتوش اللبناني:
١ رأس خس، مفرومة
٣ طماطم، مقطعة الى قطع متوسطة الحجم
٣ خيار، مقطع الى قطع متوسطة الحجم
٦ فجل، مقطعة الى شرائح
٧ البصل الأخضر، مفروم
١ فليفلة حلوة خضراء، مقطعة الى مكعبات
١ باقة بقلة مورّقة
١ بقدونس باقة، مفروم
١⁄٢ باقة نعناع، مفروم فرماً خشناً
١ ١⁄٢ رغيف خبز ابيض عربي، محمص ومقطّع
١ ملعقة كبيرة سماق
للصلصة
٢ فص ثوم، مهروس
١⁄٢ كوب عصير ليمون حامض
١⁄٢ كوب زيت زيتون
دبس الرمان حسب الرغبة
ملح حسب الرغبة
طريقة تحضير فتوش لبناني أصلي
١. تُمزج الخضار المفرومة للفتوش في وعاء كبير ويُرش السماق.
٢. تخلط مكونات الصلصة مع بعض جيداً وتضاف فوق الخضار ثم تخلط الخضار مع الصلصة، يضاف الخبز المحمّص ويُقدم طبق الفتوش فوراً.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق