كابول (رويترز) – هاجم انتحاري وستة مسلحين من حركة طالبان مبنى البرلمان يوم الاثنين فهشموا النوافذ وأصابوا 19 شخصا وتسببوا في تصاعد أعمدة من الدخان الأسود فوق سماء كابول فيما سقطت ثاني ضاحية في يومين في أيدي الجماعة المتشددة في الشمال.
ويثير هجوم الاثنين على مركز رمزي للسلطة وهو واحد من أجرأ الهجمات في سنوات – إلى جانب عدد من المكاسب التي حققتها طالبان في مناطق أخرى – تساؤلات بشأن قدرة القوات الأفغانية التي دربها حلف شمال الأطلسي على التعامل وإلى أي مدى يمكن للمتشددين أن يتقدموا.
واستعر العنف في أفغانستان منذ رحيل معظم القوات الأجنبية في نهاية العام الماضي فيما يحاول المتشددون السيطرة على أراض بعد أكثر من 13 عاما على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بحركة طالبان من السلطة.
وقال المتحدث باسم شرطة كابول عبد الله كريمي إن الهجوم بدأ عندما فجر انتحاري من طالبان سيارة معبأة بالمتفجرات خارج بوابة البرلمان الأمر الذي أثار تساؤلات عن كيفية تجاوز السائق لعدد من نقاط التفتيش الأمنية.
وأضاف أن ستة مسلحين اتخذوا مواقع في مبنى قرب البرلمان. وقتلت قوات الأمن الستة بعد معركة مسلحة استمرت قرابة ساعتين.
وذكر قائد شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي أن جميع النواب بأمان وإن القتال مستمر. وأظهرت لقطات تلفزيونية رئيس البرلمان وهو يجلس بهدوء والنواب وهم يغادرون المبنى الذي أحاط به الغبار والدخان.
وقال مسؤول في مجال الصحة ينسق بين مستشفيات كابول إن أربع نساء بين المصابين.
وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد المسؤولية.
وقال عبر الهاتف “نفذنا هجوما على البرلمان حيث كان هناك اجتماع مهم لتقديم وزير دفاع البلاد.وكان النائب فرهاد صديقي من بين عدد من النواب انتقدوا أجهزة الأمن لعدم الحيلولة دون وقوع الهجوم.
وقال “يظهر (الهجوم) تقاعسا كبيرا في إدارات المخابرات والأمن في الحكومة.”
وأتاح انسحاب القوات الأجنبية وتراجع عدد الضربات الجوية الأمريكية لمقاتلي طالبان تنفيذ عدد من الهجمات الكبرى في أقاليم أفغانية مهمة.
والضاحية الثانية التي سقطت في أيدي طالبان يوم الاثنين في إقليم قندوز الشمالي. وقال مسؤولون إن الضاحية سقطت بسبب عدم وصول تعزيزات كانت المنطقة تحتاجها بشدة.
وسيطرت طالبان على ضاحية دشت أرشي بعد يوم من تقدم المتشددين إلى وسط ضاحية تشاردارا المجاورة.
وقال نصر الدين سعيدي حاكم الضاحية الذي هرب إلى مدينة قندوز عاصمة الإقليم لرويترز عبر الهاتف “تمكنت طالبان من السيطرة عليها هذا الصباح لان المنطقة ظلت محاصرة لعدة أيام.”
وتابع “هناك الكثير من المقاتلين الأجانب الذين يحملون أسلحة آلية ثقيلة. طلبنا تعزيزات لكنها لم تصل.”
وقال مسؤول محلي آخر إن جنودا أفغان يعدون لهجوم مضاد في محاولة لاستعادة الضاحيتين.
ووقع القتال العنيف يوم الاثنين على بعد ثلاثة كيلومترات من مجمع الحاكم.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي