بيرو تغادر مرفوعة الرأس .. وأسلحة تشيلي الهجومية لا حدود لها

انتزع أصحاب الأرض انتصاراً بغاية الصعوبة على حساب فريق قدم مباراة رجولية مميزة ولعب لـ75 دقيقة بعشرة لاعبين ليُظهر معنى الطموح الذي لم يكن كافياً أمام أحلام أصحاب الأرض بكسب اللقب
 
التغيير الوحيد بتشكيلة تشيلي تمثل بإعادة ألبورنوز للمشاركة كظهير أيسر علماً أن هذا المركز تناوب عليه ثلاثة لاعبون بقميص تشيلي في البطولة ، أما تشكيلة غاريكا فشهدت عودة الموقوفين بمباراة بوليفيا بالون ولوباتون للمشاركة كأساسيين في الارتكاز.
 
اعتماد بيرو كان على الثنائي الهجومي غيريرو وفارفان ، وتوليفة غاريكا كانت تؤمن بإمكانية تشكيل قوة هجومية تجمع بين طول غيريرو وقوته في الكرات الثنائية وسرعة فارفان بجانبه وقدرته على التوغل داخل دفاعات الخصم وهذا ما سمح للفريق بهز قائم مرمى برافو مبكراً والإعلان عن قدرة بيرو على التسجيل بأي وقت.
 
 
الدقائق الأولى حملت الكثير من جس النبض بين الطرفين ، فلعب البيروفيون على إغلاق المساحات والاعتماد على الاحتكاكات القوية لإيقاف أسلوب اللعب الأرضي المميز لتشيلي لكن النتيجة لم تكن كما أراد جاريكا ، فبعد دخوله بعراك مع فيدال عاد زامبرانو لارتكاب خطأ في الدقيقة السابعة ، وقبل انتهاء الدقيقة 20 قام المدافع بسلوك طائش ليغادر على أثره الملعب بالبطاقة الحمراء.
 
الطرد كلف الفريق فقدان جهود المميز كويفا حيث قرر المدرب استبداله لإشراك المدافع راموس مكانه وتعويض زامبرانو لكن رغم ذلك حافظ البيروفيون على توازنهم في الملعب.
 
منتخب تشيلي كعادته وجد الحلول الهجومية من خلال اللعب في العمق والاعتماد على الإضافة التي يحققها آرانغيز بتقدمه للأمام ، لكن هذا رافقه شيء من التوتر كان يمنع الفريق من استثمار الفرص المتاحة خاصة مع ظهور خطورة البيروفيين من خلال المرتدات السريعة التي جعلت أصحاب الأرض يحسبون حسابهم لعدم خلق مبالغة هجومية ، إلى أن أتى سانشير بعرضية لآرانغيز الذي ردت كرته القائم لتتهادى على أقدام فارغاس الذي جعل مهمة دفاع الخصم صعبة للغاية في الشوط الأول بظل نشاطه المستمر قبل أن يسجل هدف التقدم لفريقه.
 
الهدف الذي أتى بالدقيقة 42 كان له دور كبير بتغيير شكل المباراة ، لأن فارغاس تمكن من التسجيل بالمحاولة الأولى على المرمى في المباراة للفريقين ، لتأتي بعدها محاولة على المرمى لكل فريق في ظل الوقت القليل المتبقي من عمر الشوط الأول.
 
بيرو تغادر مرفوعة الرأس .. وأسلحة تشيلي الهجومية لا حدود لها – كرة القدم – كوبا أميركا
 
أرقام الشوط الأول تعكس المجهود المميز الذي قام به غيريرو وحجم القلق الذي سببه لدفاع تشيلي حيث تمكن المهاجم من كسب ثلاث كرات ثنائية وصناعة فرصتين والقيام بأربع مراوغات ناجحة مقابل التسديد مرة واحدة فقط ، بالمقابل كان فالديفيا كالعادة مميزاً بصناعة اللعب بصناعته لفرصتين حاله حال ألبورنوز أما فيدال فحقق أرقاماً مميزة حيث كان أكثر من لمس الكرة بالشوط الأول إضافة لوصول معدل دقة تمريره إلى 97,4% ومحاولته التسجيل لثلاث مرات.
 
مع بداية الشوط الثاني قام سامباولي بإجراء تغييرين فاستغنى عن ألبورنوز وأعاد مينا للمشاركة من جديد إضافة لإشراك دافيد بيتزارو مرة أخرى كبديل لمارسيلو دياز ، لكن واقع سير المباراة لم يكن موافقاً لتبديلات المدرب فزادت خطورة البيروفيين خاصة مع سحب غيريرو لدفاع الخصم مما كان يتيح لفارفان التوغل من خلال سرعته ومتابعة عرضيات زملائه وتشكيل خطورة على مرمى برافو.
 
البيروفيون وجد بسيناريو العرضيات طريقة مناسبة للبحث عن التعديل خاصة مع بدء حدوث حالة من الفوضى داخل دفاع تشيلي مع نشاط فارفان وغيريرو ، وهذه الفوضى أثمرت عن متابعة خاطئة من ميديل لعرضية أدفينكولا ليدرك البيروفيون التعادل مع نهاية أول ربع ساعة من الشوط الثاني.
 
 
بدء دخول الشك لنفوس التشيليين كان بحاجة لتصرف سريع ومميز لمنع استمراره ، ولهذا الأمر كان نجم المباراة فارغاس حاضراً ليسدد من مسافة حوالي 30 ياردة مسجلاً أحد أجمل أهداف البطولة إن لم يكن أجملها ، ومعطياً فريقه فرصة استعادة الثقة وترتيب الصفوف من جديد ، ومُظهراً قدرة تشيلي على التسجيل من أسلوب مميز آخر.
 
طريقة تشيلي لإيقاف خطورة الخصم اعتمدت على خلق تفوق في منتصف الملعب والاستفادة من الزيادة العددية والضغط على الخصم ، فأظهر أصحاب الأرض مهارات مميزة في آخر نصف ساعة وطغت البينيات الكثيرة مع تمكن التشيليين من فرض أسلوبهم بلعب الكرات الأرضية من جديد.
 
محاولات بيرو للتعديل وإن قلّت في الدقائق الأخيرة فإنها تركزت مرة أخرى على العرضيات ، ولهذه الغاية أقحم المدرب الخبير كلاوديو بيتزارو الذي حاول التسجيل مرتين واحدة منهما كانت على مرمى برافو دون أن يتمكن كل ذلك من حرمان أصحاب الأرض من التأهل للمباراة النهائية على أرضهم وأمام جماهيرهم بليلة يُحسب فيها للبيروفيين شجاعتهم وأداءهم المميز رغم النقص العددي.
 
 
التساؤلات الكثيرة في المباراة يمكن طرحها حول قدرة دفاع تشيلي على تحمل المسؤولية في المباريات الكبيرة ، فرغم عدم تلقي الفريق لأي هدف في ثلاث مباريات إلا أن ثلاثية المكسيك والعذاب الذي خلقه غيريرو وفارفان لدفاع الفريق يطرحان الكثير من التساؤلات حول ما سيفعله هذا الدفاع حين يواجه الأرجنتين أو الباراغواي في المباراة النهائية خاصة مع امتلاك كل من الفريقين لمنظومة هجومية مميزة وفعالة.
 
أرقام تشيلي تكشف عن الخطورة الكبيرة التي خلقها فارغاس على مرمى الخصم ، حيث حاول التسجيل أربع مرات في الشوط من بينها محاولتين على المرمى مقابل محاولة واحدة في الشوط الثاني أثمرت عن هدف الانتصار ، أما فيدال فحاول التسجيل خمس مرات من بينها محاولة واحدة فقط على المرمى علماً أنه كان أكثر من لمس الكرة أيضاً في الشوط الثاني ليصل عدد لمساته خلال المباراة إلى 95 لمسة مع معدل تمرير ممتاز بلغ 96,1% علماً أن تسعة لاعبين أساسيين من تشيلي تمكنوا من تجاوز معدل 90% بدقة التمرير في المباراة.
 
تشيلي بين القلق الدفاعي والمتعة الهجومية باتت على بعد خطوة واحدة من اللقب القاري ، أما بيرو فغادرت البطولة مرفوعة الرأس بعد أداء استحق التصفيق والإشادة.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة