نيويورك تايمز: حكاية داعش والشابة الأمريكية الوحيدة

قد يفيد الإطلاع على حوارات جرت بين امرأة أمريكية، تقيم في ريف ولاية واشنطن، ورجل بريطاني على صلات بمتشددين إسلاميين، في توفير أدلة حول كيفية تجنيد داعش لأعضاء جدد من حول العالم.
 
وذكرت صحيفة نيويورك تايمزالأمريكية، بأنّ أليكس، مدرسة وحاضنة أطفال (23 عاماً)، كانت في أوج حماسها وسعادتها عندما قالت لمتابعيها على موقع تويتر أنها حولت ديانتها إلى الإسلام.
 
وعلى مدار أشهر، أخذت في التقرب عبر الإنترنت من مجموعة جديدة من الأصدقاء، وهم الأكثر اهتماماً بها، بدأوا في تعليمها ما يعنيه أن تكون مسلمة. وشيئاً فشيئاً بدأوا يحدثونها عن”داعش”، وكيف أمكن لذلك التنظيم أن ينشئ دولة في سوريا والعراق حيث يمكن للإنسان أن يعيش وفق شرع الله.
 
من ثم أصبح أحد هؤلاء، واسمه فيصل، صديقاً شبه دائم، يمضي معها يومياً ساعات على تويتر أو عبر سكايب أو البريد الإلكتروني، ويرشدها نحو أفكاره المتشددة.
لكن عندما أخبرته بحماس بأنها وجدت مسجداً على مقربة من بيتها، حيث تقيم مع جديها في ريف ولاية واشنطن، أصبح فجأة جافاً.
 
تكتم
وقالت أليكس لمراسل نيويورك تايمز أنّ المسلمين الوحيدين الذي عرفتهم، التقت بهم عبر الانترنت، وقد شجعها صديقها على البقاء على هذا النحو، معلّلاً ذلك بأنّ المسلمين في الولايات المتحدة مضطهدون، وحذرها من أنه يمكن اعتبارها إرهابية، وأنه من الأفضل لها إبقاء حواراتهما سرية، حتى عن أسرتها.
 
حياة مزدوجة
ولذا وبناءً على إرشاداته، عاشت أليكس حياة مزدوجة، وواصلت تدريسها في الكنيسة، ولكن عوضاً عن ذلك لم تعد تستخدم الراديو في شاحنتها لسماع ترانيم مسيحية أو أغاني شعبية، بل بدأت في الاستماع لأناشيد داعش من خلال جهازها الآي فون، الفيروزي اللون، وأخذت تحلم فيما يمكن أن تكون عليه الحياة مع المتشددين.
وقالت أليكس، بعدما اشترطت التعريف بها فقط بالإسم الحركي الذي تستخدمه عبر النت” كنت أشعر بالوحدة الشديدة، فأنا أقيم مع جدتي وجدي، وليس لي أصدقاء، بعد أن انفصلت عن خطيبي، سوى من تواصلت معهم عبر الإنترنت، ومن أرشدوني للتحول إلى الإسلام. وقد شعرت بأني أخون ديانتي، ولكني أحسست أيضاً بالحماس والفرح لكوني عقدت صداقات جديدة”.
 
جهود متواصلة
وتقول صحيفة نيويورك تايمز بأنه بالرغم من معاداة داعش صراحة للغرب، فقد نجح التنظيم من خلال جهود متواصلة لتجنيد غربيين في صفوفه، رغبةً منه في استغلالهم للترويج لأفكاره. ويعتقد بأن أكثر من 100 أمريكي تمكنوا من السفر للانضمام إلى الجهاديين في سوريا والعراق، وذلك من بين قرابة 4000 من الجهاديين الغربيين.
ويقول محللون” تضاعفت جهود داعش في تجنيد مقاتلين أجانب عبر كادر ضخم من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. فإنّ التنظيم يدير موقعاً يعمل على مدار الساعة، ويبدو أن متابعي الموقع من المتعاطفين والمتطوعين والمعجبين بأفكار داعش قد نجحوا في نشر رسالة التنظيم الإرهابي، واستدراج مجندين جدد”.
 
حلقة واسعة
وتشمل الحركة التي انضمت إليها أليكس عشرات الحسابات، وبعضها يشرف عليها أشخاص عرفوا عن أنفسهم بوصفهم من أعضاء داعش، أو ممن يعتقد محللون في مجال الإرهاب بأنهم مرتبطون مباشرة بهم، وقد أمضوا آلاف الساعات في التواصل معها على مدار ستة أشهر. حتى أنهم ملأوا فراغ حياتها، أرضوا فضولها، وهدأوا من روعها عندما وعدوها بما ينتظرها من حياة هانئة مع زوج داعشي.
ولكن في لحظة ما، نما إلى سمع جدة أليكس، والتي تعتبر بمثابة أمها، حديثاً هامساً بين حفيدتها وشخص ما عبر سكايب، ومن ثم فهمت الجدة أن أليكس تورطت في علاقة عبر الإنترنت مع أحد الإرهابيين. وسرعان ما تحركت الجدة وطلبت من أليكس التوقف عن الحديث مع ذلك الرجل، وتحدثت معها مطولاً قبل أن تقنعها بضرورة الإفصاح عن كل شيء. ومن ثم أجرت أليكس وأسرتها لقاءات مطولة مع مراسل صحيفة نيويورك تايمز، والذي اطلع على رسائل بريدية وحسابات عبر تويتر، ورسائل خاصة وتسجيلات لمكالمات عبر سكايب. ومن ثم وافقت الفتاة على الحديث عن تجربتها بشرط عدم الكشف عن اسمها الحقيقي، أو اسم بلدتها. وبهذا فتحت أليكس نافذة نادرة تكشف عن الجهود المكثفة التي تبذل لتجنيد شابة أمريكية ولإبعادها عن أسرتها، ولزيادة شعورها بالعزلة والابتعاد عن أسرتها ومجتمعها.
 
جدار حماية
ويقول ناصر ويدي، خبير في شؤون الشرق الأوسط، ويعد لورقة بحث حول محاربة بروباغندا المتطرفين “لدينا جميعاً جدار حماية طبيعي يحمينا من الأفكار الهدامة. وينظر عادة المتشددون عبر نقاط الضعف في ذلك الجدار، ومن ثمّ يهاجمون”.
تقول أليكس التي عاشت معظم حياتها مع جديها “تحب جدتي وجدي أن يعيشا في مكان منعزل هادئ، وأنا أحب التواجد في مكان يعج بالناس والسيارات والحياة. ولذا أشعر بالوحدة”.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة