جاكسون فرومان. اسمٌ اميركي مرّ على كرة السلة اللبنانية وترك بصمة وطنية فيها مع دفاعه عن الوان المنتخب في مونديال 2010، لكنه يوم أمس ترك الحياة كلها بعدما وُجد ميتاً في ظروفٍ غامضة، لكنها غير مفاجئة لمن عرفه لانها تعكس بمكان النمط الصاخب الذي عاشه دائماً.
شربل كريم –
الأكيد انه لم يكن متوقّعاً يوماً ان يعود اسم جاكسون فرومان متداولاً في الشارع الرياضي اللبناني، اذ ان لاعب الارتكاز المميّز سبق ان انهى مشواره في كرة السلة اللبنانية بعد تمثيله للمنتخب الوطني في كأس العالم 2010، وهو لم يكن اخيراً مرشحاً ابداً للانضمام الى احد الاندية في البلاد بعد تقدّمه في السن حيث وصل الى الـ 34 من العمر.
لكن اسم فرومان، وللاسف، اطل مجدداً وبطريقة محزنة بعد اعلان وفاته في ظروفٍ مثيرة للريبة، لكنها قد لا تكون مفاجئة لكل من عرف اسلوب الحياة التي عاشها الاميركي المجنّس لبنانياً سابقاً.
أمس تضاربت الانباء حول الظروف الحقيقية التي ادّت الى وفاة فرومان. بادئ الامر قيل انه توفي جراء حادث سيرٍ مروّع، ثم خرجت وسائل الاعلام الاميركية لتقول انه وُجد ميتاً في حوض السباحة الخاص بمكان اقامته في لوس أنجلس.
تعددت الاخبار وبانتظار تشريح الجثة، النتيجة واحدة: فرومان قضى بحادثٍ مأسوي بحسب ما افاد صديقه احد نجوم «السوشال ميديا» في الولايات المتحدة داني بيلزريان، الذي غرّد على «تويتر»: «كان جالساً، ونهض ليدخل الى المنزل، لكنه تعثّر وضرب رأسه ثم غرق في حوض السباحة وفارق الحياة».
قصة مريبة ولا تبدو منطقية بشكلٍ كبير الا اذا كان فرومان مخموراً او مخدّراً وفقد التوازن، فصاحب البنية الضخمة (2.08 م و100 كلغ)، لا يمكن ان يكون قد توفي الا بظروفٍ مشبوهة، وذلك استناداً الى الـ «لايف ستايل» الذي عاشه دائماً ولم يخجل به يوماً رغم انه لاعب كرة سلة محترف ويفترض به ان يعيش بطريقة مثالية بعيداً من الضجيج والصخب.
ومن يعرف تفاصيل الحياة الليلية في بيروت ويعِشها، فلم يكن بامكانه عدم ملاحظة وجود فرومان في السهرات مطارداً للحسناوات ومطلقاً العنان لنفسه. ففي الفترة التي لعب فيها مع المنتخب اللبناني، كان لاعب فينيكس صنز ونيو اورليانز هورنتس سابقاً «وحش الحفلات» في العاصمة اللبنانية التي احبّها لهذا السبب. هو بنفسه اعترف بهذا الامر، اذ بعد تألقه مع مهرام الايراني وقيادته الى لقب بطولة الاندية الآسيوية مرتين عامي 2009 (اختير افضل لاعب فيها) و2010، خطبت ودّه اتحادات آسيوية عدة منها الاردن والفيليبين ولبنان، لكنه اختار الاخير بعد بحثٍ دقيق على حدّ قوله، وقد ساعده على هذا الامر وكيل اعماله الذي سبق ان عمل مع النجم روني صيقلي.
«قلت لنفسي اذا ما اردت الحصول على جنسية اخرى فلمَ لا تكون لبلدٍ حيث استطيع الاستمتاع بالحياة، فكانت بيروت حيث الشواطئ والحياة الليلية والنساء، المكان الامثل طوال الصيف حين لعبت مع المنتخب اللبناني». هذا ما كتبه فرومان يوماً عن تجربته الشخصية في الخارج حيث تنقّل بين بورتوريكو واسبانيا وليتوانيا وايران وكوريا الجنوبية والصين. كما لم يخفِ انه وافق على العرض اللبناني لانه اراد ان يجمع المزيد من المال…
هذا المال لم يكن يوفّر نجمنا فرصةً الا ليصرفه على الملذات، اذ ان فلسفته تقول انه «يمكنك ان تستمتع بالحياة في اي مكانٍ على وجه الارض، وحتى في ايران». هناك حيث كان يهوى التقاط الصور الى جانب اي لافتة كُتب عليها «الموت لأمريكا»، قرر استيراد مشروبه المفضل الـ «تيكيلا»، بعدما وجد ان كحولاً رخيصاً وسيّئاً يُقدّم في الحفلات السرية التي يرتادها في اماكن تحت الارض، فخاطر بتطبيق القانون الذي يُجرّم شرب الكحول (يُحكم على المخالف بثمانين جلدة اضافة الى غرامة مالية)، واشترى 50 زجاجة من نوع «Patron» مقابل 130 دولاراً لكل زجاجة، علماً ان سعرها الحقيقي عام 2009 كان 30 دولاراً فقط!
قصة اخرى تعكس «الجنون» الذي عاشه نجل لاعب يوتا جاز السابق بريت فرومان، اذ قبل وصوله الى مهرام كان يدافع عن الوان خيرونا الاسباني، فحصل يوماً على اجازة لمدة 48 ساعة بمناسبة عيد رأس السنة. في تلك اللحظة قرر السفر الى نيويورك التي تستغرق الرحلة اليها 8 ساعات، فاشترى تذكرة سفر بـ 8 آلاف دولار وحجز غرفة في احد الفنادق لليلة واحدة مقابل 2000 دولار، اضافة الى تبذيره خلال السهرة قبل ان يعود ادراجه سريعاً ويكون اول الواصلين الى التمارين، وهو امر لم يصدّقه زميله السابق النجم الاسباني مارك غاسول الذي حاول عبثاً الاتصال به لدعوته الى احدى الحفلات. فعلها رغم انه كان قد غُرّم وانذر بالطرد من النادي قبل اسبوع فقط لتغيّبه عن حصة تدريبية عندما اراد الاستفادة من ثلاثة ايام عطلة بمناسبة عيد الميلاد ليسافر محتفلاً الى بلغراد وامستردام وبراغ ولندن، لكن تأجيل الرحلة الى اسبانيا فضحه لدى عودته!
وبين القبض عليه عام 2003 وبحوزته «الماريوانا» في سيارة تجاوزت السرعة المسموح بها، وصوره مع ممثل الافلام الاباحية رون جيريمي وفتياته، وصديقه المغني جاستن بيبر، تكثر الصور الفاضحة التي تنقل نشاطه في الليالي الحمراء والمنتشرة بأعداد كبيرة على «الانترنت»، نقلت الشبكة العنكبوتية ابشع خبر عن فرومان الذي لن تنسى سلة قاعة نادي غزير طعم كراته الساحقة يوم قاد منتخبنا الى لقب كأس ستانكوفيتش عام 2010.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي