الناتو يمدد زمن وجوده في أفغانستان

يدرس حلف الناتو البقاء في أفغانستان ويعلن عن تعديل خطة انسحابه من هذا البلد، فلماذا؟ ولماذا تطلب افغانستان الدعم الروسي في ظل وجود الناتو؟
 
صرح وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر يوم الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول، بعد محادثات في بروكسل أن الولايات المتحدة طلبت من شركائها في حلف شمال الأطلسي التحلي بالمرونة في الوقت الذي يراجع فيه الحلف خططه لسحب القوات من أفغانستان. فما هو المقصود بالمرونة أمريكيا؟
 
قال كارتر “طلبت من كل شركائنا في حلف الأطلسي أن يحافظوا على المرونة وأن يدرسوا احتمال إجراء تعديلات على خطة عمرها الآن عامان ونصف بشأن الوجود في أفغانستان”.
 
وأعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين أن قوات حلف شمال الأطلسي(الناتو) قد تحتاج إلى البقاء في أفغانستان لفترة أطول، بينما نسبت صحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية إلى مصادر رفيعة المستوى في الناتو قولها إن الحكومة الألمانية تريد تمديد مهمتها في أفغانستان لمدة عام.
 
أفغانستان تطلب الدعم الروسي في محاربة الإرهاب
 
ناشد عبد الرشيد دوستم النائب الأول للرئيس الأفغاني موسكو بدعم كابل في مكافحة الإرهاب، وأوضح سلطان فايزي المتحدث باسم نائب الرئيس الأفغاني أن روسيا تقوم بتقييم الوضع في أفغانستان لترى ما الذي يمكن أن تقدمه للمساعدة، مشيراً إلى أن روسيا ملتزمة بدعم أفغانستان من حيث مساعدة قواتها الجوية والعسكرية.
 
وقال فايزي “نفتقر إلى الدعم الجوي والأسلحة والذخيرة، ونحتاج إلى الكثير من الدعم والمساندة لمكافحة الإرهاب”.
 
أليس غريبا أن تطلب أفغانستان المساعدة من روسيا وتركز على “الدعم الجوي”، في الوقت الذي ترابط فيه قوات حلف الناتو في أراضيها؟ وإذا كان خطر الإرهاب يزداد في هذا البلد رغم وجود الناتو، الأمر الذي يضطر حكومته لطلب المساعدة من موسكو، فما معنى المرونة التي تطلبها واشنطن من حلفائها؟
 
كان قد جرى إبلاغ الرئيس الأفغاني لدى زيارته لروسيا، بقلق المسؤولين من ظهور مسلحي “داعش” في أفغانستان واستيلائهم على المزيد من الأراضي، وسيطرة حركة طالبان على ولاية قندوز في شمال أفغانستان، الولاية التي أسفر ضرب الأمريكيين لمستشفى فيها عن سقوط العشرات، واضطر أوباما للاعتذار من “أطباء بلا حدود”.
 
وجود الأمريكيين وحلفائهم في هذا البلد لم يمنع “طالبان” من السيطرة، ولو مؤقتا، على قندوز، كما لم يمنع “داعش” من التوغل والاستيلاء على الأرض، لأن هدف واشنطن هو محاصرة روسيا والصين بمناطق لا استقرار فيها تتصف بنزعة توسعية لتشمل أفغانستان ومن ثم جمهوريات رابطة الدول المستقلة في آسيا الوسطى.
 
وقد نبه رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف في 8 أكتوبر/ تشرين الأول إلى زيادة ملحوظة في عدد عناصر “داعش” في أفغانستان مؤخرا، وحذر من أن يؤدي ذلك إلى زيادة نزوح الأفغان، وقال غيراسيموف إن عددهم يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف عنصر، وذلك في زيادة غير مسبوقة.
 
كما يتواصل تجنيد عناصر جديدة في صفوف التنظيم على حساب “طالبان” و”حركة أوزبكستان الإسلامية” وغيرهما. فماذا يقصد كارتر بالمرونة؟
 
الرئيس الشيشاني رمضان قادروف قالها دون مواربة الاثنين 5 أكتوبر/تشرين الأول نقلا عن عبدالرشيد دوستم الذي التقاه في العاصمة الشيشانية غروزني، فقال إن الأخير “أكد أن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول جعل أفغانستان معقلا له، ولتجنب هذا التهديد فإن كابل تحتاج للدعم الروسي، كما في سوريا”.
 
إذا فهل مرونة كارتر تعني البقاء لسنة أخرى، حتى يقوى تنظيم “الدولة الإسلامية” ويشتد عوده؟ وهل يبقى في أفغانستان لاستقبال الـ”دواعش” الهاربين من القصف الروسي في سوريا إلى منطقة أكثر قربا من روسيا؟
 
حسب متحدث من الخارجية الروسية هناك يد خفية تدفع عناصر من “الدولة الإسلامية” إلى التجمع على الحدود الشمالية لأفغانستان، لا يشتبكون مع القوات الأجنبية أو الحكومية الأفغانية، وقال المتحدث إن “عددا من مراكز تدريب “داعش” تدرب المسلحين من آسيا الوسطى وبعض مناطق روسيا. اللغة الروسية هي لغة التدريس والتواصل في هذه المعسكرات”.
 
 
 
رائد كشكية

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة