زيارة الأسد لموسكو أحدثت مفاجأة دولية من العيار الثقيل

ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع عدد من القادة الإقليميين نتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لموسكو، في ضوء استمرار الغارات الروسية على معاقل التنظيمات الإرهابية في سوريا.
 
وجرى النقاش خلال اتصالات هاتفية منفصلة أجراها الرئيس الروسي الأربعاء 21 أكتوبر/ تشرين الأول مع كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما أعلنه الكرملين.
 
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي تعليقا على المكالمات الهاتفية إن الموضوع الرئيسي للمحادثات بين بوتين والزعماء الآخرين كانت حول الوضع في سوريا والمعركة المشتركة ضد الإرهاب الدولي، وفي هذا السياق أبلغهم الرئيس الروسي بنتائج زيارة الرئيس السوري.
 
وكان الرئيس السوري بشار الأسد وصل إلى موسكو يوم الـ20 من أكتوبر/تشرين الأول في زيارة سرية والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، علما أن الزيارة لم يعلن عنها إلا بعد يوم واحد من إتمامها وبعد عودة الأسد إلى دمشق.
 
وأطلع الرئيس السوري نظيره الروسي على الوضع في بلاده والخطط المستقبلية للجيش السوري لمكافحة الإرهاب والعمليات ضد التنظيمات الإرهابية الناشطة على الأراضي السورية.
 
من جهته قال المتحدث باسم الكرملين إن بوتين والأسد ناقشا القضايا المتعلقة بمتابعة العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وعمليات محاربة المجموعات الإرهابية والمتطرفة، ودعم العمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية.
 
وأكد المتحدث ردا على سؤال صحفي أنه لم يتم التطرق إلى مسألة رحيل الأسد من السلطة.
 
وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبرى لأنها تأتي في ضوء الحملة الجوية التي بدأتها روسيا في نهاية الشهر الماضي لمحاربة التنظيمات الإرهابية النشطة في سوريا، وهي الزيارة الأولى للأسد منذ بدء النزاع في مارس/ آذار 2011.
 
وبالطبع أحدث زيارة الأسد لموسكو ما يمكن تسميته “مفاجأة دولية” حيث سارع عدد من المعنيين الدوليين بإصدار تصريحات تعكس ردة الفعل التي سببتها الزيارة.
 
فقد أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رفضه “أي عمل يعزز موقع الأسد”.
 
وردا على سؤال بشأن زيارة الأسد لروسيا قال هولاند: “أرغب في أن أعتقد أن الرئيس بوتين أقنع بشار الأسد بأن يبدأ في أسرع ما يمكن عملية انتقال سياسي والتخلي عن منصبه”.
 
من جهته قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو تعليقا على زيارة الأسد لموسكو: “أتمنى أن يبقى هناك”. ونفى  داوود أوغلو تحول موقف بلاده حيال التسوية السورية، موضحا أن أي عملية سياسية في البلاد يجب أن تأتي بضمانات على رحيل الأسد.
 
وجاءت تصريحات داوود أوغلو تعليقا على ما نقل الثلاثاء عن مصادر حكومية تركية عن استعداد أنقرة لقبول مرحلة انتقالية في سوريا مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لمدة 6 أشهر.
 
وإضافة إلى تلك التسريبات التركية نشرت عدة تصريحات تشير إلى تغير في موقف بعض الدول رافضة لوجود الأسد في السلطة، كان أبرزها من الرياض، حيث قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاثنين إنه يمكن للأسد البقاء في السلطة إلى حين تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
 
وبالطبع يمكن القول إن “الثابت” الوحيد ضمن هذه المعادلة المركبة من “المتغيرات” هو الموقف الروسي حيث كانت ولا تزال موسكو تؤكد أنها لا تتدخل في تغيير الأنظمة، وترى أن الشعب السوري هو صاحب القرار فيما يخص مصير بشار الأسد.
 
المصدر: وكالات

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة