153 قتيلاً على الأقل في هجمات إرهابية بالعاصمة الفرنسية

قتل نحو 153 شخصاً على الأقل، بحسب ما نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مسؤولين فرنسيين، بينما أصيب أكثر من 200 بجروح، بينهم 80 إصاباتهم خطيرة في اعتداءات غير مسبوقة في باريس، مساء الجمعة، كما أفاد مصدر قريب من التحقيق، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه الحصيلة لا تزال مؤقتة.
 
وقال المصدر إن الهجمات المتزامنة نفذها مسلحون عمد بعضهم إلى تفجير أحزمة ناسفة كان يرتدونها، وذلك قرب استاد فرنسا الدولي في الضاحية الشمالية للعاصمة، وفي أحياء في شرق باريس حيث توجد حانات ومطاعم يكثر روادها في نهاية الأسبوع.
 
وبحسب أنباء لم يتم تأكيدها رسميا بعد، قتل 8 “إرهابيين” شاركوا في الاعتداءات التي استهدفت مناطق عدة في باريس، 7 منهم بالأحزمة الناسفة التي كانوا يرتدونها، فيما أردت الشرطة الثامن برصاصها.
 
من جانبه، أعلن مدعي عام الجمهورية في باريس، فرنسوا مولان، أن التحقيق الذي فتح في اعتداءات باريس التي وقعت مساء الجمعة يجب أن يحدد ما إذا كان هناك من “متواطئين أو مشاركين لا يزالون فارين”. وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً في “جرائم قتل على علاقة بمنظمة إرهابية”.
 
وكان حوالي 1500 شخص موجودين في مسرح باتاكلان عندما اقتحمه المهاجمون وبدأو بإطلاق الرصاص.
 
وروى شاهد يدعى لوي لإذاعة فرانس انفو أن شبانا كانوا دخلوا المسرح “وبدأوا بإطلاق النار عند المدخل.. لقد أطلقوا النار على الجموع هاتفين الله أكبر”.
 
وأشار إلى أنه تمكن من الفرار مع والدته، مضيفا أنهما نجحا في تجنب الرصاص و”كان هناك الكثير من الناس على الأرض في كل مكان”.
 
وأضاف الشاهد بصوت تخنقه الدموع أن المهاجمين “كانوا مسلحين ببنادق بومب أكشن كما اعتقد لقد سمعتهم يلقمونها، الحفل الموسيقي توقف، الكل انبطح أرضا، وهم واصلوا إطلاق النار على الناس”.
 
باريس.. نجاة أعضاء فرقة «إغلز أوف ديث ميتال» من مجزرة مسرح باتاكلان
 
تمكن أعضاء فرقة “إيغلز أوف ديث ميتال” التي كانت تحيي حفلة في مسرح باتاكلان في باريس خلال تعرضه لهجوم، الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني، من الفرار من المجزرة.
 
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن زوجة عازف الدرامز في الفرقة جوليان دوريو أن زوجها اتصل بها وأخبرها أنه يحبها وهو بأمان، كما أن كل الذين كانوا على المسرح أفلتوا من الهجوم الدامي.
 
وأكدت ماري لو دوريو والدة دوريو أن ابنها وأفراد الفرقة تمكنوا من الهرب غير أنه لم يحدد بعد مكان تواجد أفراد الفريق المرافق لهم.
 
وجاء في رسالة بثت عبر صفحة “فيسبوك” للفرقة في وقت سابق “لا زلنا نسعى إلى معرفة مكان تواجد فرقتنا وفريقنا لنرى إن كانوا بأمان. نتعاطف مع كل الأشخاص المتضررين من هذا الوضع المأسوي”.
 
و”إغلز أوف ديث ميتال” هي فرقة غاراج-روك من بالم ديزيرت في صحراء كاليفورنيا وقد عملت مع موسيقيين كبار من أمثال دايف غرول من فرقة فو فايترز والعضو السابق في فرقة “نيرفانا”.
 
 
صياح المهاجمين 
 
وقال شاهد آخر هو مقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون يدعى بيار جانازاك (35 عاما) لوكالة فرانس برس أن المهاجمين صاحوا لدى احتجازهم رهائن في صالة المسرح “هذا بسبب (الرئيس الفرنسي فرنسوا) هولاند، لا يجدر به التدخل في سوريا”، مضيفاً أنهم “ذكروا أيضا العراق”.
ويقع المسرح على مسافة قريبة من مقر صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة التي هاجمها إرهابيون في يناير وقضوا على عدد من أعضاء مجلس التحرير والعاملين فيها.
وروى الصحافي جوليان بيرس من إذاعة أوروبا-1 “دخل شخصان أو ثلاثة غير مقنعين يحملون أسلحة رشاشة وبدأوا إطلاق النار عشوائياً على الجمهور”.
وأضاف “استغرق الأمر عشر دقائق أو 15 دقيقة.. كان الأمر عنيفاً جداً، وحصلت موجة من الذعر، هرع الجميع في اتجاه خشبة المسرح، وحصل تدافع، وكان البعض يدوس على الآخرين”.
واقتحمت الشرطة المسرح على الإثر لتضع حداً لعملية احتجاز الرهائن، فقتلت ثلاثة من المهاجمين.
 
اعتداءات متزامنة
 
وقالت مصادر قريبة من التحقيق أن ستة إلى سبعة اعتداءات وقعت في مناطق مختلفة من باريس بشكل متزامن مساء الجمعة في مناطق تشهد زحمة سهر في بداية عطلة نهاية الأسبوع.
وأفادت مصادر متطابقة فجر السبت أن ثلاثة من المسلحين الأربعة الذين هاجموا مسرح باتاكلان عمدوا إثر اقتحام قوات الأمن المكان إلى تفجير أحزمة ناسفة كانوا يضعونها على أجسادهم، في حين قتل الرابع برصاص الشرطة.
وبين الاعتداءات واحد وقع خارج استاد فرنسا شمال العاصمة، تخللته ثلاثة انفجارات. 
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند موجودا في الملعب يشاهد مباراة ودية بين منتخبي ألمانيا وفرنسا، إلى جانب حوالي ثمانين ألف متفرج آخرين، عندما تم إبلاغه بأن الانفجارات ليست عرضية وأن أحداثاً تقع في مسرح باتاكلان، فغادر المكان.
والعملية الانتحارية هي الأولى من نوعها في تاريخ فرنسا الحديث، وأحصت الشرطة عدداً من عمليات إطلاق النار ولا سيما في شارع بيشا وشارع شارون قرب ساحة الجمهورية.
في شارع بيشا، روت فلورانس التي وصلت إلى المكان بعد دقيقة واحدة من إطلاق النار، أن “الأمر بدا خياليا.. كان الجميع أرضاًَ.. عاد الهدوء، ولم يكن الناس يدركون ما حصل.. رأيت رجلاً يحمل فتاة بين ذراعيه.. بدت لي ميتة”.
 
فتح تحقيق
 
وأعلن مدعي عام الجمهورية في باريس فرنسوا مولان فجر السبت أن التحقيق الذي فتح في اعتداءات باريس يفترض أن يحدد ما إذا كان هناك من “متواطئين أو مشاركين لا يزالون فارين”.
وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقا في “جرائم قتل على علاقة بمنظمة إرهابية”.
وليلا، دعت الشرطة وبلدية باريس الأشخاص الموجودين في المنطقة الباريسية إلى “تجنب الخروج إلا للضرورة القصوى”، وانتشر 1500 جندي إضافي في شوارع باريس بناء على أمر من فرانسوا هولاند.
 
حظر التجوال
 
وقال الرئيس الفرنسي في كلمة ألقاها ليلاً ونقلتها محطات التلفزة الفرنسية “شهدت باريس اعتداءات إرهابية غير مسبوقة”، أوقعت “عشرات القتلى والكثير من الجرحى”، واصفاً ما جرى بأنه “مرعب”.
وأعلن أن “حال الطوارئ ستفرض في كل أنحاء البلاد”، وسيتم “إغلاق الحدود”، مضيفاً “علينا أن نضمن أن أحدا لن يتمكن من دخول البلاد لتنفيذ أي عمل، وفي الوقت نفسه إلقاء القبض” على منفذي الاعتداءات إذا حاولوا الخروج من فرنسا.
وأعلن الرئيس الفرنسي “تحريك كل القوات الممكنة في سبيل السيطرة على الإرهابيين”، وتوجه فرنسوا هولاند ليل الجمعة السبت إلى مسرح باتاكلان من دون أن يتمكن من دخوله، إذ أن عملية إجلاء الناس منه كانت مستمرة، واعلن في المكان “حرباً لا هوادة فيها ضد الإرهابيين”.
صدمة 
ودعي مجلس الوزراء الفرنسي إلى الالتئام ليلا، وتم تشكيل خلية أزمة في وزارة الداخلية، وقال مصدر قضائي أن النيابة العامة المتخصصة في قضايا الإرهاب بدأت التحقيق في الاعتداءات.
 
إدانة عالمية
 
وسارع العالم إلى إدانة الاعتداءات، من الأمين العام للأمم المتحدة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية وعدد من الدول العربية وإسرائيل وتركيا.
وتأتي هذه الاعتداءات بعد عشرة أشهر على الاعتداءات الدامية في باريس ضد مقر صحيفة “شارلي إيبدو” ومتجر يهودي تسببا بمقتل 17 شخصاً.
وتشارك فرنسا في الائتلاف الدولي بقيادة أميركية الذي ينفذ غارات جوية في سوريا والعراق ضد تنظيم داعش ومجموعات إرهابية أخرى.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة