خمسة صراعات ألهب النفط فيها القتال

أدى النفط دورا كبيرا في الصراع الذي ينخرط فيه تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.
 
وبيع النفط يدر الكثير من الأموال على لمسلحين، قُدر بحوالي مليوني دولار يوميا في عام 2014.
 
ويسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على معظم المناطق المنتجة للنفط في سوريا، كما أنه سيطر على حقول نفط قريبة من الموصل في العراق، مع توسع رقعة التنظيم في 2014.
 
ويباع هذا النفط إلى مشترين متعددين، من ضمنهم الحكومة السورية نفسها، والمهربون الذين يبيعونه عبر الحدود في تركيا.
 
وهذه هي التجارة التي اتهمت روسيا تركيا بمحاولة حمايتها عندما أسقطت طائرة سوخوي-24 الروسية. وتنفي تركيا دوما أنها تشتري نفطا من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
 
ويقول مراسل بي بي سي للدفاع، فرانك غاردنر، إن هناك أدلة كثيرة على أن هذه المتاجرة تحدث، وإن لم يكن هناك برهان على ضلوع الحكومة فيها.
 
احتلال العراق 2003
 
وفي عام 2002، قال نائب رئيس الوزراء العراقي آنذاك، طارق عزيز إن التهديدات باتخاذ إجراء عسكري على العراق كانت تدور حقيقة حول النفط، وهي الفكرة التي كانت شائعة أيضا في العالم العربي.
 
ويمتلك العراق احتياطيات نفط ضخمة، ويوافق معظم الخبراء على أن النفط كان بالتأكيد عاملا في الصراع، وإن لم يكن هو العامل الأساسي.
 
وتوصلت مجلة الإكونوميست، التي لم تكن صديقة لصدام حسين، في عام 2002 إلى أنه بالرغم من أن الدافع الرئيسي لأمريكا لملاحقة صدام كان هو أسلحة الدمار الشامل التي زعمت أنها يمتلكها، أو كان يحتمل أنه يمتلكها، فإن فتح السبل أمام احتياطيات النفط الضخمة في البلاد أدى دورا مهما هو الآخر.
 
كما كان الاشتباه باستخدام صدام لعوائد النفط في توسيع نفوذه الاستراتيجي عاملا آخر أيضا.
 
وحذر نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، ديك تشيني، من طموح العراق، وقال في أغسطس/آب 2002: “يمكن أن يُتوقع أن يسعى صدام حسين إلى السيطرة على الشرق الأوسط برمته ليتحكم في نسبة كبيرة من إمدادات الطاقة في العالم”.
 
حرب الخليج 1991
 
وكان شعار “لا دم من أجل النفط” شائعا بين المناهضين للحرب في الأشهر التي سبقت الحرب في عام 1991.
 
لكن دور النفط في الصراع لا يمكن إنكاره.
 
وبدأ القتال أصلا بسبب احتلال العراق للكويت الغنية بالنفط، والتي كان يعتبرها صدام حسين محافظة عراقية.
 
وكان الدافع وراء تدخل الولايات المتحدة وحلفائها، في الجزء الأكبر منه، هو الحاجة إلى تأمين نفط الكويت، ومنع صدام من توسيع نطاق سيطرته عليه.
 
الانقلاب الإيراني في 1953
 
وأدى النفط دورا في انقلاب 1953 في إيران – الذي دبرته الولايات المتحدة وبريطانيا.
 
وتمكنت الدولتان من الإطاحة بحكومة رئيس وزراء منتخب، هو محمد مصدق، وتنصيب الشاه رضا بهلوي، الذي انتهى حكمه نهاية شائنة في عام 1979 على أيدي الأصوليين الإسلاميين.
 
وكان خطأ مصدق الأساسي هو تأميم شركة النفط الإنجليزية الإيرانية التي كانت تمتلكها بريطانيا، وهي الشركة الأصلية التي انبثقت منها شركة النفط البريطانية (بريتش بتروليم).
 
ويرجع معظم تشكك الغرب في إيران إلى هذا الانخراط الخفي في سياسة البلاد.
 
الحرب العالمية الثانية
وينظر إلى الحرب العالمية الثانية غالبا باعتبارها حربا على الفاشية، لكن النفط لعب دورا في هذا الصراع الذي يعد أكثر صراعات التاريخ دموية.
 
ويرجع السبب الأصلي في هجوم اليابان على بيرل هاربر، على الأقل في جزء منه، إلى قرار اتخذته الولايات المتحدة بالحد من صادرات النفط إلى اليابان في 1941، ردا على احتلال اليابان للصين.
 
وكانت اليابان تعتمد اعتمادا كاملا تقريبا على استيراد النفط، من الولايات المتحدة أساسا، وكانت بحاجة إلى النفط لبحريتها.
 
وعلى المسرح الأوروبي، كانت أذربيجان الغنية بالنفط، والتي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي، هدفا وراء الغزو الألماني في 1941.
 
وكان هذا التوجه إلى الجنوب هو الذي أدى بالألمان إلى الحصار والهزيمة في ستالينغراد، التي كانت نقطة التحول في الحرب.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة