تسعى ألمانيا لتأمين حماية أفضل من الاعتداءات الجنسية للنساء والفتيات في مساكن اللاجئين، ومن الأمثلة: فصل مراحيض النساء وأماكن نومهن عن أماكن الرجال. نتعرف هنا على بعض التدابير الوقائية لحماية اللاجئات.
“علينا إلقاء نظرة فاحصة”، هذا ما تقوله وزيرة شؤون المرأة الألمانية مانويلا شفيسيغ (عضوة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني) أثناء حديث لها عن حالة النساء والفتيات في مخيمات اللاجئين. فالمخيمات تكون مكتظة غالبا، وفيها رجال ونساء ينامون في صالة واحدة ويستخدمون المرافق الصحية نفسها. ومراراً وتكراراً ثمة تقارير عن اعتداءات جنسية على النساء، اللواتي يشكلن ثلث طالبي اللجوء في ألمانيا. ليس لدى الوزيرة إحصائيات حول العدد الفعلي للاعتداءات الجنسية ولكنها تقول: “كل اعتداء واحد بمفرده هو كثير للغاية”.
لا توجد أيضاً إحصائيات موثوق بها حول عدد النساء اللاتي يأتين وحدهن إلى ألمانيا وعدد أولئك اللواتي يفدن إلى ألمانيا برفقة أزواجهن أو بصحبة أفراد آخرين من عائلاتهن. الثابت والأكيد، كما ترى الوزيرة الألمانية مانويلا شفيسيغ، هو شيء واحد: وهو عدم الاهتمام الكافي بتلبية الاحتياجات الخاصة بالنساء اللاجئات حتى الآن في أماكن إقامتهن بألمانيا. لقد هربت هؤلاء النساء من الحرب والإرهاب والقمع، وكثيرات منهن تعرضن للعنف وهن في طريق الفرار، وفق ما تؤكد الوزيرة الألمانية، وتضيف: “هؤلاء النسوة في حاجة إلى حمايتنا”.
وعلى أرض الواقع فإن هذه الحماية تتمثل في تجهيز أماكن خاصة بسكن النساء ومرافق صحية خاصة بهن وتوفير سكن مستقل للأمهات مع أطفالهن الصغار. وقد خصصت الحكومة الألمانية برنامجاً استثمارياً بقيمة 200 مليون لمعالجة هذه المسألة، من المقرر إطلاقه ابتداءً من شهر مارس/ آذار 2016.
وفيما يتعلق برعاية الأطفال تريد الحكومة الاتحادية أيضاً سد “فجوة الحماية”: فجميع العاملين في مجال مساعدة اللاجئين في المستقبل سيُطلَب منهم تقديم شهادة حُسْن سيرة وسلوك من الشرطة لمعرفة إن كان لهم أي سوابق جنائية محتملة، مثلاً في مجال الجرائم الجنسية. ومن المقرر أن يتم عموماً توعية العاملين في مجال المساعدة في مراكز إيواء اللاجئين حول هذا الموضوع.
معلومات مهمة للاجئات
حين تصبح المرأة ضحية للعنف الجنسي في مخيمات اللاجئين فإنها لا تعرف غالباً إلى مَن تلجأ ولمن تشكو. وفي هذا السياق تقول وزيرة الاندماج في ألمانيا أَيْدِن أوغوز (وهي من أصول تركية): “هذا مجال حساس للغاية له علاقة بالتجارب اللغوية والثقافية، ونريد أن نكرس أنفسنا في هذا المجال بشكل حقيقي”. وبات حالياً يوجد خط هاتفيّ ساخن يمكن للنساء الاتصال به على مدار الساعة. ويتم إسداء النصيحة من خلاله للنساء المتضررات، وذلك بــِ 15 لغة مختلفة. ويتم العمل حالياً على نشر مثل هذه المعلومة بشكل واسع في مخيمات اللاجئين.
المساواة…موضوع في دورات الاندماج التعليمية
وكذلك في دورات الاندماج لا بد من تناول موضوع علاقة النساء بالرجال، وهذا ما تطالب به الوزيرة الألمانية مانويلا شفيسيغ أيضاً. “فمن المهم لجميع الرجال أن يعرفوا أن م
سألة المساواة ذات شأن عظيم في منظومة قِيَمِنَا القانونية “، كما تقول هذه السياسية الألمانية الاشتراكية. وما يزعجها هو أن زميلها في الحكومة وزير الداخلية توماس دي مازيير، (وهو عضو في حزب ميركل الحزب الديمقراطي المسيحي)، ألغى نظام مساعدة الأمهات في رعاية الأطفال أثناء تعلم الوالدات في دورات الاندماج التعليمية. “أنا لا أريد أن تكون النساء وأطفالهن أول مَن يعزف عن المشاركة” في دورات الاندماج التعليمية. وتقول بيآته رودولف، مديرة المعهد الألماني لحقوق الإنسان إن المساواة بين الرجل والمرأة “ليس لها علاقة بـقيمنا (الألمانية) مقابل القيم الأجنبية”، بل لها علاقة بحقوق الإنسان العالمية”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي