قبل شهر أهدى الرئيس الروسي ضيفه الأمير القطري؛ نسرا قال وزير خارجية قطر السابق إن فلاديمير بوتين يعرف أن تميم بن حمد يعرف كيف يروض الطيور الكاسرة!
عبارة بدت عارضة أطلقها الدبلوماسي الذي أصبح في تعديل وزاري مفاجئ وزيرا للدفاع بدون حقيبة. لكن الباحثين عن ما وراء الكلمات فسروها على أن خالد العطية كان يغمز في قناة ترويض موسكو على القبول بالتخلي عن الرئيس بشار الأسد.
اليوم أهدى فلاديمير بوتين ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة فرسا جموحا غاية في الرشاقة والجمال من سلالة الخيول التركمانية النادرة.
أحد أنسال الفرس امتطاه المارشال جوكوف بطل الحرب العالمية الثانية في أول عرض عسكري بعد دخول الجيش السوفيتي الأحمر برلين منتصرا على ألمانيا الفاشية.
قد لا يريد بوتين لضيفه من المنامة خوض الحرب أو الدخول في سباق مع أشقائه الخليجيين، بيد أن فرسا جامحا رشيقا مثل ” حجي بيك” لقب الجواد الهدية؛ يؤشر وفق قراءة حركات الجسد على أن موسكو تريد لعلاقاتها مع مملكة البحرين اندفاعة جامحة، الأمر الذي تشهد عليه الاتفاقيات الاقتصادية الواعدة التي تقدر بمليارات الدولارات.
العاهل البحريني رد التحية بمثلها، وأهدى الرئيس بوتين الذي يخوض حروبا على عدة جبهات، باردة في أوروبا، وملتهبة في سوريا سيفا باشطا من (الفولاذ الدمشقي)، كما أعلن بنفسه.
الباحثون عن المعاني خلف الأشياء سيقولون إن ملك البحرين سلم بوتين مفاتيح دمشق، أو في الأقل نوه له بأن حملة روسيا في سوريا تحظى بالتأييد من قبل المملكة الصغيرة التي تعاملت بحذر وبلا اندفاع مع الملف السوري منذ البداية، ولم تصدر عن القيادة البحرينية مواقف متشددة في ثنايا البحث عن تسوية سياسية للأزمة السورية.
المفارقة أن معظم دول الخليج، إن لم تكن كلها، تسعى إلى تعزيز العلاقات متعددة الوجوه مع روسيا. فعلى مدى الشهور الأخيرة وبعد التدخل العسكري في سوريا تقاطرت على موسكو وفود خليجية رفيعة من بلدان الخليج العربية، في مقدمتها زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، وأمير الكويت وأمير قطر وملك البحرين ووفود عسكرية كبيرة من هذه البلدان ليس آخرها وفد سعودي كان من بين أعضائه المتحدث باسم التحالف العربي مستشار وزير الدفاع احمد عسيري.
وفود يرى المراقبون أنها تؤشر على أن حديث الدوائر الغربية عن عزلة روسيا ليس أكثر من ورقة يمكن أن تنقع بمياه الخليج الدافئة ويشرب ماؤها على الريق!!
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي