مذلات كثيرة لحقت بعرب ومسلمين تم إنزالهم قبل أن تقلع بهم طائرات كانوا على متونها في رحلات داخلية بالولايات المتحدة، شكا من سرساب الإرهاب. إلا أن هذه العائلة بالذات لحقت بها المهانة الأكبر، فمن نظرة سريعة على صور أفرادها، نجدها نموذجية من أبوين و3 أطفال، جميعهم أميركيون وسيماهم على وجوههم من ميل إلى السلم واضح في ملامحهم.
لكن طيار شركة “أميركان إيرلاينز” رأى اللوحة من زاوية مختلفة، فتوجس خيفة منهم، وأمر قبل الإقلاع من شيكاغو إلى واشنطن بإنزال الجميع من الطائرة مطرودين، فانعصر قلب الأم اللبنانية إيمان سعد شبلي، ولم تجد سوى حسابها “الفيسبوكي” لتفش خلقها، وفيه خاطبت الشركة التي طردها طيارها بعبارات من الأشد لذعاً، وقالت:
Shame on you United Airlines for profiling my family and me for no reason other than how we look and kicking us off the plane for “safety flight issues” on our flight to DC for the kids spring break. My three kids are too young to have experienced this.
عبارات الأم أخذت طريقها سريعاً إلى “فيسبوكيين” آخرين، وفيها تقول: “العار عليك يا أميركان إيرلاينز، لتمييزي وعائلتي (عنصرياً) بلا سبب، سوى مظهرنا وكيف نبدو، وطردنا من الطائرة “لدواعٍ تتعلق بأمن الرحلة” إلى واشنطن، وكانت لقضاء الأولاد عطلتهم الربيعية. أطفالي الثلاثة صغار جداً ليمروا بهذه التجربة” وهي صرخة صامتة، وجدت طريقها سريعاً إلى الإعلام المتنوع، فرددها بمعظم اللغات الحية في كل القارات.
وتناقل الناشطون في واقع التواصل عن الأم ما كتبت بالآلاف، لأنها جعلته “هاشتاغ” في موقع “تويتر” أيضاً. كما طلبت في “فيسبوك” من 250 صديقاً لها فيه، مع 3473 متابعاً، بث فيديو نشرته بالحساب الذي تجولت فيه “العربية.نت” بعد الاطلاع على خبرها بوسائل إعلام أميركية، منها موقع Daily News الذي نجد أن الفيديو الذي يعرضه شاهده أكثر من مليونين و700 ألف منذ تحميله في “يوتيوب” الخميس الماضي، أي بعد يوم مما حدث مع العائلة، ولا يزال من دون تفسير منطقي للآن، سوى أن شيطان الإرهاب سيطر بوسوساته على الأميركيين وتمكن منهم تماماً.
مظهر الأم المشير حجابها واسمها إلى أنها عربية مسلمة، وكذلك اسم الأب ولحيته على ذقنه، مع أنها خفيفة والملايين بأوروبا والولايات المتحدة يطلقون شبيهة بها على ذقونهم، هو السبب الرئيسي بطرد العائلة التي تلقت اعتذاراً من “أميركان إيرلاينز” فيما بعد، وأمنت لأفرادها مقاعد في رحلة تلتها، وهو أسلوب في أرشيفات دفاع أكثر من محام عن ركاب مطرودين سابقاً، بأن شركات الطيران تتبعه مع من تقوم بإنزالهم من طائراتها شكا بهم، ثم تضعهم في طائرات أخرى بعد تأمين حماية أكثر منهم داخلها.
الأم هي لبنانية، وكذلك زوجها محمد شبلي. أما معظم أصدقائها “الفيسبوكيين” فلبنانيون وعرب مقيمون في الولايات المتحدة، كما ولها أصدقاء أميركيون، طبقاً لما نجده بحسابها المتضمن صورة جمعت علم لبنان وفرنسا، وثانية لها بألوانه، يوم تعرضت باريس في نوفمبر الماضي لسلسلة إرهابيات، وكانت تضامناً من الأم Eaman-Amy Saad Shebley مع العاصمة الفرنسية في محنتها الدموية. كما في حسابها “الفيسبوكي” صورة لها أمام الكعبة وهي تؤدي مناسك الحج في السعودية.
وكانت العائلة المقيمة في ضاحية Libertyville بمدينة شيكاغو، في ولاية إلينوي، حجزت على طائرة “أميركان إيرلاينز” إلى واشنطن، وقبل الإقلاع طلبت الأم من إحدى المضيفات أحزمة أمان للأطفال توضع على الصدر، يسمونها harness safety seat ومختلفة عن حزام الأمان عند خاصرتي البالغ لحظات الإقلاع والهبوط، ثم نجد من الفيديو الذي تبثه “العربية.نت” أن المضيفة بدل أن تأتيها بما طلبت، أتتها وزوجها بأمر من الطيار بأن عليهما مغادرة الطائرة مع الصغار، وحين طال الجدل، أقبل الطيار وأبلغهم أمره لهم بنفسه.
سأله الزوجان، خصوصاً الأم، عن السبب “هل هو تمييز عنصري، أم لأننا..” وهي عبارة لم تكملها الأم، لكن الطيار فهم بقيتها، فرد وقال: “لا، إنما لدوافع تتعلق بسلامة الرحلة” من دون شرح لنوع التهديد الذي يشكله 5 مسافرين، بينهم 3 صغار على أمن رحلة، نرى ونسمع مذيع خبرها نفسه بقناة WDIV في مدينة ديترويت، يستغرب كيف أن الطيار لم يذكر للمطرودين سبب طردهم، وهو ما استغربه أيضاً “مجلس العلاقات الإسلامية- الأميركية” المعروف بأحرف CAIR اختصاراً، فأصدر بياناً بديهي المحتويات، أي شكوى وتذمر، يمران بلا نتيجة كغيمة صيف تبدو للعطاش ولا تمطر.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي