الإضطرابات الغذائية من المشكلات العالمية التي لا تعطى الأهمية الكافية رغم خطورتها الكبرى. إذ تعتبر نسبة الوفيات بين مرضى الأنوريكسيا الأعلى بين كل الاضطرابات النفسية وتتعدى حتى نسبة الوفيات بين مدمني المخدرات. التوعية ضرورية في مرحلة مبكرة يكون فيها الصبي أو الفتاة بأمس الحاجة إلى كل رعاية ومراقبة، خصوصاً قبل بلوغ مرحلة المراقبة نظراً لحساسيتها ودقتها. أسباب الأنوريكسيا نفسية فقط ولا أسباب أخرى لها وعوامل كثيرة قد تؤثر سلباً على النفسية.
تعرفوا على هذا المرض من خلال أسئلة وأجوبة:
– ما تحديد الانوريكسيا؟
في حالة الانوريكسيا يعتقد المريض أنه يعاني زيادة في الوزن رغم نحوله الزائد ويجوّع نفسه ويمتنع عن الأكل خوفاً من زيادة وزنه.
– كيف يمكن التمييز بين الأنوريكسيا والمشكلات الغذائية العادية؟
في حال الإصابة بالأنوريكسيا يعتبر التشخيص صعباً لكن يمكن ملاحظة انه لدى المريض صورة مشوّهة عن نفسه ومقتنع تماماً أنه محق في اعتقاده انه يعاني زيادة في الوزن. ولدى زيارة الطبيب يمكن كشف هذه الاضطرابات بقياس الBMI الذي يشير ما إذا كان الوزن طبيعياً أو دون المعدل الطبيعي.
– ما أعراض الأنوريكسيا التي تبدو واضحة؟ألا يمكن ملاحظتها بسهولة؟
يعتقد مريض الأنوريكسيا أنه يعاني زيادة في الوزن. كما يعاني خللاً في الدورة الشهرية. علماً أن نسبة الوفيات الأعلى بين الاضطرابات النفسية كلّها هي بالأنوريكسيا. حتى أن نسبة الوفيات بها تفوق تلك التي بين مدمني المخدرات. كما تعتبر نسبة نجاح العلاج ضئيلة. وتكمن الخطورة في أنه ليست المراهقات وحدهن عرضة للإصابة بالأنوريكسيا كما كان الاعتقاد السائد بل رأيت حالات لدى فتيات في سن السابعة.
– ما المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن الأنوريكسيا؟
تعتبر معالجة الأنوريكسيا صعبة نظراً للمضاعفات الخطيرة التي تنتج عن المرض كونه يسبب ظهور الوبر في الجسم إذ يبدأ إنتاج هرمون التيستوستيرون Testosteroneوتتوقف الدورة الشهرية ويسبب مشكلات في القلب والكلى ويؤدي إلى العقم. كما يعجز المريض عن تناول أطعمة معينة ويحتاج إلى تفتيت الأكل إلى قطع صغيرة. والمشكلة في معالجته انه يخفي الطعام بدلاً من تناوله كما يطلب منه.
– ما أسباب تلك الاضطرابات الغذائية، هل هي نفسية حصراً؟
أسباب الإضطرابات الغذائية نفسية حصراً وتحصل نتيجة أسباب عدة مجتمعة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ تعرّض جنسي أو عنف أو استغلال. هؤلاء يشعرون بعجز في السيطرة على محيطهم ويحاولون التوجه إلى الأكل للهروب كردة فعل على الواقع الذي يعيشون فيه. كما أن الضغوط الناتجة عن الإعلانات وصورة الفتاة المثلى التي تظهر في الإعلام والتي تحاول الفتاة التشبّه بها تلعب دوراً مهماً في مرضها. وتجدر الإشارة إلى أنه تكثر حالات الأنوريكسيا والبوليميا في لبنان وتبدأ في مراحل مبكرة، فالمشكلة عالمية ولا تنحصر في بلدان معينة.
– هل يمكن أن يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالإضطرابات الغذائية لأسباب جينية؟
قد يكون للعوامل الجينية دور في زيادة احتمال الإصابة بالإضطرابات الغذائية. فإذا كان هناك تاريخاً لهذه الإضطرابات في العائلة يعتبر الشخص أكثر عرضة للإصابة بها. كذلك بالنسبة للأشخاص الذين تعرّضوا للسخرية في طفولتهم.
– هل تدوم الإضطرابات الغذائية لفترة طويلة؟
يمكن أن تدوم الإضطرابات الغذائية لفترة طويلة جداً إذا لم تعالج في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة. علماً أن العائلة هي أول من يلاحظ هذا النوع من الإضطرابات أو المدرسة.
– ما الذي يرتكز عليه العلاج لمعالجة الإضطرابات الغذائية؟
بعكس الإضطرابات الأخرى ومختلف حالات الإدمان، يبدأ العلاج بمساعدة المريض على رؤية مشكلته وفهمها جيداً ثم تبدأ معالجته بطريقة العشر خطوات. إذ يبدأ العلاج بمعالجة الأعراض ثم تبدأ معالجة الأسباب. ويعالج المريض عندها فردياً ويبقى في المركز حيث يتم تثقيفه حول مرضه وعن العادات الصحية وتلك غير الصحية. كما يسعى الاختصاصيون إلى مساعدته وتقديم الدعم اللازم في طريق العلاج الصعب. كما يتم العمل على تحسين نظرة المريض إلى نفسه وثقته بنفسه ليشعر بحسن مظهره بغض النظر عن وزنه.
– ما الذي يؤكد أن المريض لن يصاب بأي من هذه الاضطرابات مرةً ثانية؟
قبل أن يغادر المريض المركز يكون لديه برنامج من الجلسات الجماعية ليعود بانتظام إلى المركز ويحصل على كل الدعم اللازم ساعة يريد، إذ تتطلب هذه المسائل وقتاً طويلاً حتى يزول الخطر.
– ما المشكلات النفسية التي تترافق مع هذه الإضطرابات؟
يلاحظ أن المريض يعاني قلة ثقة بالنفس وصعوبة إقامة علاقات إجتماعية أو اكتئاباً أو صدمة معينة.
– ما دور العائلة في معالجة الإضطرابات الغذائية؟
نظراً لدور العائلة المهم في معالجة الإضطرابات الغذائية توجد مجموعات دعم للعائلات لتثقيفهم في كل ما يتعلّق بالمرض، علماً أن الأهل يعانون قلقاً شديداً في هذه الحالة ويشعرون بالذنب لما يحصل لأبنائهم وبناتهم. من الضروري أن يتعلّموا ضمن برنامج العلاج طرق التعامل مع المريض الذي يعاني هذه الإضطرابات، خصوصاً انه يكون بأمس الحاجة إلى دعم العائلة.
– هل ينجح العلاج بنسبة 100 في المئة أم يمكن عودة المشكلة بعده؟
في الأنوريكسيا لا تتعدى نسبة النجاح 35 في المئة، لأن حالة الأنوريكسيا تعتبر صعبة لكن بقدر ما يبدأ العلاج في مرحلة مبكرة ترتفع نسبة النجاح. لكن بالنسبة إلى البوليميا تصل نسبة النجاح إلى 70 في المئة.
لها
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي