نضال حمادة –
أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن نية بلاده أعطاء الجنسية التركية لحوالي ثلاثة ملايين لاجىء سوري من اتباع المعارضة السورية يتواجدون في مخيمات اللاجئين في تركيا، واختار الرئيس التركي توقيتا صعبا بالنسبة لتركيا، التي دخلت في تقارب كبير مع اسرائيل تخشى ان يشوه صورتها في الشارع العربي ، كما ان التمدد الكردي على الحدود التركية السورية والذي حصل بدعم امريكي كبير وواضح لعب دورا محركا في هذا المجال.
خلال السنوات الخمس الماضية من الحرب السورية لعب أردوغان دور المحرك لكل العمليات العسكرية في الشمال السوري، وكان الداعم والعراب لجميع الفصائل التكفيرية المحاربة في تلك المنطقة،و كان أردوغان يزايد على دول الخليج العربي الداعمة لفصائل معارضة خصوصا السعودية التي تدعم جيش الاسلام في الغوطة الدمشقية، والتي تدير غرفة الموك في الاردن باشراف اميركي مباشر.
لماذا يطرح اردوغان تجنيس اللاجئين السوريين ؟
اتى الاعلان التركي عن الاستعداد لتجنيس قرابة ثلاثة ملايين سوري متواجدين في المخيمات التركية، مباشرة بعد الاعلان عن عملية تقارب روسي تركي كبيرة. وقد اعتبرت السعودية هذا الاعلان التركي لتجنيس اللاجئين السوريين بمثابة تحضيرات يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاعلان التخلي عن السلاح في سوريا، ولم تتأخر الصحافة السعودية في اعلان خشيتها من هذا الامر، عبر اقلام الكتاب المرتبطين بالمخابرات والقصر الملكي السعودي حيث قال عبد الرحمن الراشد في مقالة له في جريدة الشرق الاوسط ، إن مصلحة اردوغان تكمن ليس في التخلي عن الثورة السورية بل مراجعة سياسته في مقاطعة تنظيم الجيش الحر المعارض ، فقد أثبت التنظيم مع الوقت رغم ما اصابه من خسائر انه الخيار السوري الوحيد الذي يستحق الدعم والمراهنة عليه. وفي مكان اخر من المقالة قال الراشد “ان مصلحة الاتراك هي تنشيط الحل العسكري ضد الاسد للوصول الى حل سياسي ملائم يجمع بين النظام والمعارضة”.
لكن اردوغان يبقى اردوغان، هو الباحث عن مركز الزعيم في الشرق الاوسط والممثل الوحيد للسنة في المنطقة ، يعرف أنه لا يمكن له إغلاق الملف السوري عسكريا دون تبعات تنتج عن هكذا قرار ، لذلك سوف يبدأ ببعص التعديلات التي سوف تتضح معالمها بعد ان يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من هنا يبدو ان استراتيجية اردوغان الحالية مبنية على خطين:
1- الانفتاح على روسيا وتسوية الخلافات معها مع ما يجره هذا من ضرورة تقديم تنازلات لروسيا في سوريا اهمها وقف دعم الجماعات المسلحة في حلب
2- بعد التممد الكردي على الجانب السوري والعراقي من الحدود مع تركيا وبدعم كبير ومباشر من امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا، يخرج اردوغان ورقة اللاجئين السوريين مرة أخرى فبعدما استخدمهم ضد اوروبا عبر فتح باب الهجرة اليها يعود ويستخدم ورقة اللاجئين هذه المرة عبر اعطائهم الجنسية التركيةـ ومن ثم إدخالهم الى سوريا حيث يصبحون مشكلة ديمغرافية وعسكرية وسياسة ضد الاكراد السوريين، وبالتالي اضعافهم و انهاك مؤسساتهم وفتح باب صراع كبير بين العرب والاكراد في الشمال السوري.
هذه الخطة التركية قد تكون بند الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا حول مشكلة المهاجرين الى اوروبا وهنا يصيب اردوغان هدفين الاول ايجاد ارضية حل ترضي اوروبا بوقف الهجرة السورية نحوها وثانيا الحصول على دعم اقتصادي اوروبي للقيام بعملية نقل اللاجئين السوريين المجنسين تركيا الى الداخل السوري، وبالتالي فان استحالة اعطاء الاتراك من الاوروبيين تسهيلات للحصول على فيزا اوروبية للمواطنين الاتراك ، قد تستبدل حاليا بزيادة الدعم الموعود للاجئين في تركيا.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي