هافينغتون بوست عربي | سليمان عبدالله- برلين =
تسببت نزهة قام بها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في محمية طبيعية بألمانيا في شهر تموز يوليو 2016 في كثير من الجدل في ألمانيا، بعد السماح للشيخ ومرافقيه بالتخييم والشواء في منطقة محظور على المواطنين ممارسة ذلك النشاط فيها، واستعانة المدينة بـ” لاجئين” للعمل في التحضير لها دون أجر.
وكان الشيخ جاء رفقة 25 شخصاً من مرافقيه في الحادي والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، لمنطقة قرب بلدة نيتيتال بولاية شمال الراين فستفاليا تعد محمية طبيعية على شاطئ بحيرة “كريكينبيكر”، وأقيمت 3 خيام، قام الزائرون الشواء فيها.
ورافق أفراد من شرطة مدينة دوسلدورف الشيخ محمد بن راشد إلى مكان نزهته، بحسب ما أكد متحدث باسم الشرطة لصحيفة بيلد أمس الخميس، موضحاً أنهم كانوا مكلفين بذلك لأن الشيخ كان يقيم في فندق “انتركونتينتال” في المدينة.
استياء
وأثار السماح بإقامة النزهة والشواء في تلك المنطقة الاستياء، وتحدثت الجريدة عن “تسامح” وليس موافقة رسمية على إقامتها.
وذكر موقع “راينشه بوست” أنه لم يتم إبلاغ المركز البيولوجي المكلف بالعناية بالمحمية ونادي الصيد بأمر النزهة إلا قبل وقت قصير من موعدها.
ونقل عن عمدة المدينة كريستيان فاغنر تأكيده يوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب أن “الاستثناء والسماح بإقامة النزهة لم يكن لأن الزائر يملك الكثير من المال، بل لأن المكان كان يجب أن يتوفر على متطلبات سلامة محددة، على أن يكون أثر النزهة على الطبيعة ضئيلاً”.
وأشار العمدة إلى أنهم اقترحوا 5 أماكن أخرى في نيتيتال، معبراً عن عدم رضاه أيضاً عن تشغيل اللاجئين.
أضرار
وعلى الرغم من تأكيد متحدثة باسم السفارة بأنهم تركوا المنطقة الطبيعية دون أية أضرار، تعرض أحد جسور الصيد للضرر، بعد نقل المواد التي استخدمت لانشاء المخيم المؤقت، وتركت عجلات عربات النقل أثاراً على الأرض ما أثار غضب الصيادين.
وأكد العمدة الأربعاء أن الشيخ الإماراتي سيتكفل بالأضرار التي لحقت بجسر الصيد وتكاليف جز العشب، التي قد تصل إلى 8500 يورو.
وشارك 8 لاجئين من مخيم مجاور في المساعدة في نقل المواد المستخدمة في تحضير المخيم طوعاً (دون أجر)، دون أن يعرفوا لمن يعملون، بعد أن اشتكت الشركة المكلفة بتنظيم النزهة من قلة العمال.
العمل طوعا
وتم الطلب من اللاجئين العمل طوعاً، لأنهم لا يستطيعون العمل بأجر، لعدم امتلاكهم اذن العمل بعد، بحسب متحدث باسم المدينة.
وعبر اللاجئ السوري رشوان محمد، البالغ من العمر 37 عاماً، عن استيائه لعدم إخبارهم بهوية الجهة التي يتطوعون بالعمل لأجلها.
وقال إنه كان عليهم حمل الأشياء لمسافة مئات الأمتار، “دولة الإمارات أقرب إلينا من ألمانيا، لكن لا يصح أن يكون ذلك على حسابنا، ولو عرفت لمن كنت أعمل لما شاركت في ذلك”.
وقال سوريون من رفاق رشوان محمد السبعة، إن “الدول الخليجية لا تفعل شيئاً البتة لأجل اللاجئين”.
ويقيم اللاجئون في مخيم اللاجئين منذ 6 أشهر،وتطوعوا مع لاجئين من أفعانستان والعراق في التحضير للنزهة، ونفى رشوان أن يكون أي من اللاجئين قد حصل على أجر لقاء العمل، لافتاً إلى أنهم تلقوا 10 يورو ”إكرامية” من الشركة المنظمة.
وذكرت “بيلد” أن الشيخ أعطى عبوة مياه بلاستيكية كتذكار صغير من بلاده، لأحد العاملين في إدارة المدينة.
الشيخ يدفع التكاليف
وكانت متحدثة باسم السفارة الإماراتية في برلين قد قالت لصحيفة “بيلد” في الثامن من شهر أغسطس/ آب الحالي أن “النزهة جاءت بناء على رغبة الشيخ، وأنها أقيمت وفقاً للقوانين حيث لبت المدينة رغبتهم”.
وذكرت المتحدثة أنهم دفعوا دفعة من التكاليف بعد انتهاء النزهة مباشرة، فيما ستوضع باقي المصاريف في فاتورة، وسيتم دفعها بطبيعة الحال.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي