– نضال حمادة –
جبهة “النصرة “على حافة التفكك هذا ما تشير اليه كل الاحداث التي عصفت وتعصف بها منذ اربعة أشهر وتحديدا منذ أن بدأ القيادي المؤسس في الجبهة صالح الحموي – وهو سوري من حلفايا – بتوجيه الانتقادات لأبي محمد لجولاني علنا فاصدرت “النصرة” بيانا قبل أيام اعلنت فيه طرد الحموي الذي كان قائدا لديها في المنطقة الشرقية عندما استولى عليها تنظيم “داعش” ثم أصبح قائدا للمنطقة الشمالية الواقعة بين سهل الغاب وريف إدلب.
بيان “النصرة ” الذي صدر في 14 الجاري اتهم الحموي (ابو محمد) بعدم الالتزام بالسياسة الإعلامية للجماعة وضوابطها وبالتالي فإن المحكمة الشرعية قررت طرده، مضيفاً “ان قرار الفصل صدر منذ ستة أشهر الا أن قيادة النصرة ومجلس الشورى آثرتا الصبر والتريث لعل الاخ يعود للسمع والطاعة ويلتزم بضوابط العمل الجماعي لكن دون جدوى”.
الحموي المعروف على “تويتر” باسم ( اس الصراع في الشام) شن هجوما كبيرا على الجولاني والقحطاني وقال انه لا يعلم بـ”وجود هيئة شرعية في جبهة النصرة” ولا يعرف من هم أعضاؤها كما انه شن هجوما على قيادة “النصرة” وايده في هجومه هذا حذيفة عبد الله عزام (نجل الشيخ عبدالله عزام احد اول الدعاة الى قتال السوفيات في أفغانستان).
إضافة الى الحموي طردت”النصرة” عددا من قياداتها التاريخية، كما أنها لم تكتف بالطرد بل اصدرت حكما بالاعدام على احد قياديها “ابو حسين رحال” الذي كان من اوائل من واجهوا “داعش” في إدلب. وكان ابو قتادة الفلسطيني من الأردن- المتهم بتحريض الجولاني على طرد الحموي والقحطاني- هو من أمر باعدام رحال.
وحسب مصادر خاصة لموقع “العهد الاخباري” فان طرد ابو قتادة مسألة وقت، في ظل ارتفاع اصوات في “النصرة” تعارض سيطرة الجولاني على الجبهة، لافتة إلى ان هذه الانشقاقات ستساهم في شق صفوف “النصرة” في الشمال السوري الى قسمين الاول يذهب مع حركة “احرار الشام” كالحموي واتباعه والآخر يلجأ الى تنظيم “داعش” المتمركز في الريف الشمالي لحلب وبعض مناطق ريف إدلب فضلا عن إدلب المدينة.
بناء على ما تقدم، يبدو ان الغطاء الإقليمي يُرفع شيئا فشيئا عن دعم “النصرة” بعدما سحب الغطاء الدولي ورفضت امريكا كل عروض تركيا وقطر الرامية لازالة “النصرة” عن لائحة المنظمات الإرهابية وخير دليل على ذلك تصاعد وتيرة عمليات الاغتيال لقيادات “النصرة”.
وتتصارع “النصرة” في مختلف بلدات ريف ادلب مع اتباع “الجيش الحر” وجماعات محسوبة على الارهابي جمال معروف، في وقت بدأت فيه حملات التكفير العلنية بين “النصرة” و”حركة أحرار الشام” على مواقع التواصل الاجتماعي ما ينذر بحرب قادمة بين الطرفين .
وكي يكتمل المشهد واجهت “النصرة” في الفترة الأخيرة مجموعة من الانتكاسات العسكرية على كل الجبهات بدءا من ريف حلب الشمالي حيث خسرت صوران واضطرت للمواجهة والحشد في مارع (بلد مؤسس “النصرة”) من على انقاض “لواء التوحيد”، مروراً بفقدانها في الوقت ذاته معركة درعا التي شكلت من اجلها غرفة عمليات موحدة أدت إلى خسارتها مطار ثعلة في ريف السويداء وهزيمتها في درعا الامر الذي أدى الى وقوع خلافات بين الجولاني و”امير الجبهة” في درعا ابو جليبيب الأردني بسبب تراجع “النصرة” شعبيا وميدانيا في الجنوب السوري.
كذلك فإن الهزيمة التي منيت بها “النصرة” أمام لواء شهداء اليرموك لم تتوقف عند هذا الحد، فقد جاءت معركة القلمون لتخرج الجبهة نهائيا من منطقة استراتيجية على الحدود مع لبنان وعلى تخوم دمشق وفي ريف حماه وسهل الغاب. واستنادا الى مصادر “العهد” فان “النصرة” قررت فتح جبهة كفريا والفوعة من اجل جذب التأييد الشعبي اليها واستقطاب المسلحين الى صفوفها والاهم من كل ذلك اراد الجولاني عبر فتح جبهة الفوعة الإلتفاف على الانشقاقات والمشاكل التي تواجهها.
وقد اعتمد الجولاني في التسويق لمعركة الفوعة على عبدالله المحيسني وصندوق المال الخليجي عنده، غير ان مجريات المعركة دارت منذ الساعات الاولى لغير صالح “النصرة” فيما علت اصوات في المعارضة اعتبرت هذه المعركة دون جدوى لانها تستنزف “النصرة” والفصائل الاخرى وتلهيهم عن معركة سهل الغاب وتجعل ظهرهم مكشوفا في منطقة طريق اريحا اللاذقية .
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي