في عظته الأسبوعية أمام المؤمنين في باحة القديس بطرس، مرّ البابا فرنسيس على مراحل زيارته الثلاث إلى أفريقيا، واصفاً زيارته “أفريقيا الوسطى” المحطّة الأساس في جولته “لأنّ هذا البلد يحاول التغلّب على مرحلة صعبة مطبوعة بالصراعات العنفية والمعاناة”. وأثنى البابا على المبشرين الذين يكرسون حياتهم من أجل الآخرين، وحثّ الشباب أن يصبحوا مبشرّين.
وقال البابا: “كم هي جميلة أفريقيا! من المخزي أن نرى الثراء والفقر جنباً إلى جنب، إنه عار على الإنسانية”.
وأضاف: “السياق المدني والعبور الى الجانب الآخر، يعني التخلّي عن الحروب والانقاسامات، الفقر واختيار السلام، المصالحة والتنمية”، متحدثاً عن قداسه الأخير في بانغي: “مررت براهبة سألتها عن عمرها قالت 81، فأجبتها ممازحاً، أنت لا تكبرينني كثيراً. هذه الراهبة أتت من الكونغو عبر زورق صغير مع طفلة صغيرة. هكذا هم المرسلون، شجعان. سألتها ما هي رسالتك بالتحديد، قالت، ممرضة ساعدت في ولادة حوالي 3200 ولد، قضت حياتها في خدمة الآخرين. كثيرون من الراهبات والرهبان قضوا حياتهم في خدمة المسيح، اليس هذا جميلاً؟”
وتابع: “أود أن أقول شيئاً صغيراً للشباب الحاضرين معنا رغم عددهم القليل، ففي أوروبا أصبح ترفاً إنجاب الأطفال، فمعدل الولادة هو صفر أو واحد… رسالتي إلى الشباب: فكّروا لبرهة ماذا تريدون أن تكونوا في حياتكم. فكروا في هذه الراهبة وسواها من الراهبات اللواتي وهبن حياتهن، وكثيرات استشهدن في سبيل الخدمة. عمل الخدمة ليس عن التبشير: تلك الراهبة أخبرتني أنّ النساء المسلمات يذهبن إلى الراهبات لمعرفتهن أنّ الراهبات ممرضات جيدات يهتمين بهنّ ولا يعمدن الى تبشير وإقناع تلك المسلمات، لكن يشهدن. هذا ما هو عليه عمل الكنيسة التبشيري البطولي: إعلان يسوع في حياتك الخاصة”.
وتوجّه إلى الشباب: “أقول لكم ها هو الوقت التفكير بحياتكم والطلب من الله تحقيق مشيئته. لكن رجاء، لا تستبعدوا إمكانية أن تكونوا مرسلين، وهب الحب، الإنسانية والإيمان للبلدان الأخرى. ليس للتبشير، كلا. هذا ما يقوله الآخرون الذين يبحثون عن شيء آخر القيام به. الإيمان يُبشّر به أولاً من خلال الشهادة وبعد ذلك بالكلام. بأناة”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي