ريما مروش –
لربما أصعب تحدي بأن تكون لاجئاً في أوروبا إلى جانب اللغة الجديدة هو الانتظار الدائم: الانتظار للحصول على الإقامة، لتبدأ دروس اللغة، الانتظار للنقل من مخيم إلى بيت، الانتظار لتبدأ حياتك.
ولكن مجموعة من الكتاب والصحفيين السوريين الذين لجأوا إلى ألمانيا قرروا عدم الانتظار وأطلقوا أول جريدة باللغة العربية في ألمانيا لتساعد الوافدين الجدد على بدء حياة جديدة.
وتهدف الجريدة إلى “مساعدة اللاجئين على التأقلم على الحياة ضمن هذا المجتمع الجديد خاصة أنه من الصعب للوافد الجديد أن يحصل على المعلومة بالدرجة الأولى لأنه لا يعرف كيف يقرأ الألمانية. اللاجئ الجديد ليس لديه انترنت دائماً في مخيم اللجوء وبالتالي لا يستطيع تصفح المواقع. الأبواب تصل له مطبوعة وباللغة العربية”، كما يقول رامي العاشق – رئيس تحرير الجريدة. ويضيف “نحن (الكتاب) أيضاً لاجئون”.
حالياً توزع 45 ألف نسخة من الجريدة الشهرية التي تغطي مواضيع مثل “الدراسة في ألمانيا…. الحلم و الحقيقة” أو “معلومات للجيران الجدد” التي تجيب على الأسئلة التالية: ” من يساعدني؟ متى يحق لي العمل؟ أين يمكن الحصول على الرعاية الطبية؟” أو كيف تبحث عن سكن و كيف تجد بدائل للغذاء السوري في المحلات الألمانية.
ولا تتجنب الجريدة مناقشة المواضيع الصعبة. في العدد الجاري مثلاً هناك مقال للمفكر الإسلامي الدكتور محمد شحرور عن الولاء والانتماء للمجتمع المضيف. ومقال للكاتبة السورية خولة الدنيا بعنوان: “التحرش الجنسي: ثقافة أم جريمة؟” الذي يناقش الاعتداءات الجنسية التي حدثت في مدينة كولونيا الألمانية خلال رأس السنة.
وتعد كولونيا من أكثر المدن انفتاحاً من حيث الاختلاط بين جاليات مختلفة ولربما ليست صدفة أن “أبواب” تصدر من هذه المدينة.
ويعيش عدد كبير من المساهمين في الجريدة في كولونيا ومدن ألمانية أخرى.
وقال رئيس تحرير الجريدة إن “المضمون ليس المشكلة، لكن التحدي الأكبر هو التمويل. هناك بعض الإعلانات لشركات خاصة تمول طباعة الجريدة ولكن عمل الكتاب تطوعي حتى الآن”.
وأضاف “الكتاب يستطيعون التطوع عدة مرات ولكن من بعدها سيكون الموضوع صعباً لأن هذه مهنتهم وهم يعيشون من الكتابة”.
وصدر العدد الثاني من الجريدة في آخر يناير / كانون الثاني ومن المقرر أن يصدر العدد الثالث بنهاية الشهر الجاري.
وتوزع الجريدة مجاناً في مراكز اللجوء ومراكز تعليم اللغة وبين المعارف والأصدقاء في مدن مختلفة في ألمانيا.
وتحتوي الجريدة أيضاً على عدة مقالات باللغة الألمانية لمخاطبة الجمهور الألماني.
ويرحب أمين، وهو شاب سوري من الرقة يدرس في معهد اللغة الألمانية في كولونيا، وصل الى ألمانيا من حوالي سنة بالجريدة قائلا: تأتي لنا بالعديد من الأخبار باللغة العربية لأن لغتنا الألمانية لا زالت ضعيفة ونستطيع متابعة الأخبار بلغتنا”.
وقالت فدريكا جايدة، مديرة نيو يوروبيان ميديا وناشرة الصحيفة، إن “فكرة المشروع تتعلق بتأقلم اللاجئين مع المكان الجديد”.
وأضافت أن “ردود الفعل حتى الآن رائعة. فهناك أشخاص وصلوا للتو إلى ألمانيا وإلى مراكز اللجوء هناك من يرحب بنا كأشخاص وليس فقط كلاجئين ويعلمنا عن ألمانيا في لغتنا”.
وقد نالت الفكرة إعجاب العديدين أيضا خارج ألمانيا. وتقول جايدة “هناك فكرة أن نوسع المشروع خارج نطاق ألمانيا”.
ويقول العاشق إن “هناك استجابة من فرنسا واليونان والسويد و هولندا” لبدأ مشاريع مشابهة في بلدان أوروبية تحتوي على عدد كبير من اللاجئين الباحثين عن بلد بديل.
وردا على سؤال إن كان قد بدأ في اعتبار ألمانيا بلده البديل بعد أكثر من سنة من الإقامة فيها، قال “مفهوم الوطن حساس بعض الشيء بالنسبة لي، بحاجة لتراكم ووقت وتجارب أكثر وأشخاص وذكريات. لكن أبواب قد تشكل فرصة لخلق إعلام بديل للاجئين”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي