يبدو أن هناك علاقة قوية بين موسيقار موتسارت والرضع وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم، فبعد انتشار مقولات شعبية تؤكد أن أبناء الأمهات اللاتي يستمعن لموسيقى موتسارت أثناء الحمل، أذكى من غيرهم من الأطفال، ربطت دراسات بين موسيقى الموسيقار الشهير ونمو الأطفال الذين ولدوا مبكرا عن موعدهم.
وبعيدا عن المقولات الشعبية المتداولة، رصد فريق بحثي في دراسة علمية وجود علاقة بين موسيقى موتسارت ونمو الأطفال الذين ولدوا قبل موعدهم، إذ أظهرت دراسة نشرتها دورية ” Pediatrics” العلمية، أن موسيقى موتسارت تساهم في سرعة نمو الأطفال الذين ولدوا قبل أسابيع من موعد ولادتهم المحدد.
وشملت الدراسة مجموعة أطفال ولدوا في نهاية الشهر السابع للحمل أو خلال الشهر الثامن، وتم وضعهم في الحضانات لاستكمال النمو. ووفقا للدراسة فإن الأطفال الذين استمعوا لموسيقى موتسارت لمدة 10 دقائق، تراجعت لديهم معدلات استهلاك الأوكسجين والمواد المغذية، بنسبة 10 بالمئة، ما يعني زيادة فاعلية عملية الأيض وبالتالي زيادة الوزن بشكل أسرع. وتم حساب فاعلية عملية الأيض عن طريق قياس كمية الأوكسجين أثناء عملية الشهيق وثاني أكسيد الكربون أثناء عملية الزفير، بطريقة تسهل من حساب كمية الطاقة التي يحتاجها الجسم في حالات الهدوء للقيام بالوظائف الأساسية. وكلما قلت هذه الطاقة المستهلكة، كلما زادت سرعة نمو الرضيع.
في الوقت نفسه خلصت دراسات عديدة وفقا لمجلة “إلترن” الألمانية، إلى أن موسيقى موتسارت تساعد على الإسراع في اكتساب الأطفال المولودين مبكرا، للوزن ما يقلل من فترة بقائهم في المستشفى.
وتلعب زيادة الوزن السريعة دورا مهما في الصحة العامة للأطفال الذين ولدوا قبل موعدهم، فزيادة الوزن في هذه الحالة تزيد من مقاومة الطفل وتؤثر بالإيجاب على المخ والجهاز العصبي.
موتسارت أم باخ؟
ويبدو أن هذه العلاقة بين موسيقى موتسارت والرضع، تثير اهتمام العلماء بشكل كبير إذ لم تتوقف الدراسات عند هذا الحد، فقد حاول العلماء مقارنة تأثير موسيقى موتسارت بموسيقى باخ على الرضع.
وخضع بعض المواليد في الحضانات لتجربة على مدار ثلاثة أيام، استمعوا في اليوم الأولى لموسيقى موتسارت ثم موسيقى باخ في اليوم الثاني وقضوا اليوم الثالث دون الاستماع لأي مقطوعات موسيقية، وتم قياس معدلات استهلاك الجسم للطاقة في كل يوم.
وخلصت النتيجة التي نشرتها صحيفة “دي فيلت” الألمانية، إلى أن معدل استهلاك جسم الرضيع للطاقة بعد الاستماع لموتسارت، تراجع بنسبة 7ر9 بالمئة مقارنة باليوم الثالث الذي جاء خاليا من المقطوعات الموسيقية. أما موسيقى باخ فنجحت في تقليل استهلاك الجسم للطاقة بنسبة 5ر4 بالمئة فقط.
ورغم أنه لا يجب أخذ هذه النتائج بشكل مطلق لاسيما أنها أجريت على عدد محدود من الرضع، إلا أن الثابت هو أن الموسيقى بشكل عام لاسيما ذات الإيقاعات الهادئة، لها تأثيرات إيجابية على الجسم بغض النظر عن صاحب المقطوعة الموسيقية.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق