فرق العواصم تقول كلمتها هذا الموسم

يتميز هذا الموسم في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى لكرة القدم بصعود أسهم فرق العواصم مجتمعة فيها، في إطار منافستها مع فرق المدن الأخرى، فكيف هو الحال في إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا؟
 
حسن زين الدين –
تشتهر البطولات الأوروبية الخمس الكبرى بالتنافس بين المدن في كل بلد للوصول إلى اللقب، لكن يبقى للصراع الذي يجمعها مع العاصمة وقعه ونكهته المختلفة، إذ يسعى الجميع للتفوّق عليها وإبعادها عن الزعامة وذلك لما لها من حظوة و”بريستيج”.
 
في هذا الموسم يبدو لافتاً صعود أسهم فرق العواصم مجتمعة في هذه البطولات مقارنة بالموسم الماضي على الأقل، فما هو الواقع وما آلت إليه الأحوال؟
 
الرحلة تبدأ من مدريد الإسبانية، إذ إن فريقَي العاصمة الأقوى ريال وأتلتيكو يمثلانها في “الليغا” خير تمثيل حيث يحتل الأول المركز الثالث بفارق نقطة واحدة عن برشلونة المتصدر فيما يحتل الثاني المركز الثاني بفارق الأهداف عن “البرسا”. مدريد إذاً قوية بقطبيها وتهدد زعامة مدينة برشلونة على نحو كبير يتوقع أن يستمر حتى الأنفاس الأخيرة من البطولة، وذلك بعدما كان الفارق كبيراً لمصلحة الكاتالوني قبل جولات قليلة، وبالتالي فإن رؤية أحد فريقي مدريد على منصة التتويج في نهاية الموسم لا تبدو مستبعدة على الإطلاق بل تتوقف على أي زلة لكتيبة المدرب لويس إنريكي وعندها ستكون مدريد على قمة المدن الإسبانية.
 
ومن مدريد إلى لندن الإنكليزية، حيث استعاد توتنهام هذا الموسم الأضواء من خلال عودته بقوة إلى المنافسة على اللقب الذي أحرزه للمرة الأخيرة والثانية في تاريخه عام 1961. غاب “السبيرز” طويلاً عن القمة في “البريميير ليغ” وعاد إليها أخيراً مستفيداً من تراجع الفرق الكبرى هذا الموسم، وهو يمتلك حظوظه حتى اللحظات الأخيرة برفع كأس البطولة من خلال منافسته مع ليستر سيتي المتصدر. توتنهام كان إذاً خير ممثل للعاصمة لندن وثبّت وجودها في الدوري الإنكليزي الممتاز مقارنة بتراجع مانشستر يونايتد وليفربول على سبيل المثال.
 
ولم ينحصر حضور لندن في فرق القمة بتوتنهام فقط، بل إن أرسنال أوجد مكاناً له بين الأربعة الكبار وإن كان طموحه كان يتمثل بإحراز اللقب لكنه على الأقل يقترب من المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وانتقالاً إلى روما الإيطالية، فإن الموسم يبدو جيداً لفريقها أ س روما وخصوصاً مع صعوبة مقارعة فريق مدينة تورينو يوفنتوس المدجج بالنجوم، لذا فإن احتلال “جيالوروسي” المركز الثالث، ومشاركته في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، يمثلان انتصاراً للعاصمة مقابل مثلاً تقهقر مدينة ميلانو، التي لطالما كانت المسيطرة على كرة الطليان عبر قطبيها ميلان وإنتر ميلانو.
 
ماذا عن برلين؟ يعد هيرتا برلين ممثل العاصمة الألمانية في “البوندسليغا”، لكن في السنوات الأخيرة غابت برلين عن مسرح الأحداث تماماً لتحتجب شمسها عن سماء البطولة وتحديداً في الموسم الماضي، حيث كان هيرتا على وشك الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. لكن هذا الموسم يبدو مختلفاً تماماً، إذ ها هو الفريق الأبرز في برلين ينفض عنه غبار الهزائم معيداً للعاصمة وهجها بين باقي مدن البلاد، حيث يحتل هيرتا المركز الرابع ويبدو قريباً من المشاركة في دوري أبطال أوروبا. في ألمانيا ومع حضور بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند القويين والثريين ومعهما باير ليفركوزن يمكن القول إن حلول هيرتا في المركز الرابع يعد إنجازاً للعاصمة.
 
… وتنتهي الرحلة في باريس. العاصمة الفرنسية في أبهى حللها، حيث اكتسحت جميع مدن البلاد بحسم فريقها باريس سان جيرمان لقب “الليغ 1” قبل 8 جولات من نهاية الموسم ملحقاً هزائم كبيرة بالخصوم وليتحول بقوته الفنية والمالية إلى بعبع لها، أما آخر تجليات هذا المشهد فكان أول من أمس برفع الفريق الباريسي كأس الرابطة على حساب ليل.
 
يمكن القول إن فرق العواصم في البطولات الخمس الكبرى أثبتت مجتمعة حضورها في هذا الموسم، لكن سيكون المشهد أجمل بالتأكيد عندما تكون الزعامة لفرق المدن الصغرى، تماماً كما هو الحال مع مدينة ليستر في إنكلترا.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة