قُتل ما لا يقل عن 84 شخصاً، مساء الخميس 14 يوليو/تموز 2016، على الكورنيش البحري في نيس (جنوب شرق فرنسا)، حين اندفعت شاحنة تجاه الحشود المتجمعة لحضور عرض الألعاب النارية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، وأعلن الرئيس فرانسوا هولاند أنه اعتداء “إرهابي”.
اعتداء في العيد الوطني الفرنسي
قرابة الساعة 23:00 (21:00 ت غ) كانت أعداد غفيرة متجمعة على كورنيش “برومناد ديزانغليه” المحاذي للبحر لحضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو، وكان عرض الألعاب النارية انتهى للتوّ حين انقضت شاحنة بيضاء على الحشد ودهست كل مَن كان في طريقها على مسافة كيلومترين.
سيباستيان هومبير، نائب رئيس إدارة منطقة ألب-ماريتيم، حيث تقع مدينة نيس قال: “أطلقت عيارات نارية وقتل السائق”.
وفُرض طوق أمني على الفور على مقربة من الكورنيش البحري الذي أغلق تماماً.
وقرابة الساعة 1:00 الجمعة (23:00 الخميس) قامت الشرطة العلمية والفنية بأول التحقيقات على الشاحنة البيضاء المتوقفة أمام فندق “قصر البحر المتوسط” الفخم، وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن إطاراتها كانت منفجرة وباب الراكب يحمل آثار رصاص.
حصيلة “فادحة جداً” لا تزال مؤقتة
بلغت حصيلة الاعتداء صباح الجمعة 84 قتيلاً، بينهم أطفال، وعشرات الجرحى بينهم 18 في حالة حرجة جداً، بحسب الحصيلة الرسمية.
وأعلنت خطة الطوارئ في مستشفى نيس لاستقبال الجرحى.
مَن منفذ الهجوم؟
عُثر في الشاحنة على أوراق هُوية باسم فرنسي تونسي عمره 31 عاماً مكان إقامته في نيس، لكن لم يعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه أوراق منفذ الاعتداء. وقال مصدر في الشرطة إن الهوية لرجل معروف لدى الشرطة كصاحب سوابق.
هل كان المهاجم وحيداً في الشاحنة؟ قال المتحدث باسم وزارة الداخلية بهذا الصدد إن “تحقيقات تجري لمعرفة ما إذا كان الشخص تحرك بمفرده أو كان لديه شركاء فرّوا”.
وعثر على قطعة سلاح على الأقل داخل الشاحنة، بحسب مصدر في الشرطة.
وقال رئيس منطقة نيس كريستيان استروزي لصحفيين: “كانت هناك أسلحة في الشاحنة وأسلحة ثقيلة، لا يمكنني أن أقول المزيد حول الموضوع، هذا من مسؤولية رئيس الشرطة والمدعي العام”.
وبحسب مصدر آخر مطلع على عمل المحققين فإن سائق الشاحنة أطلق النار “من مسدس” كما عثر في الشاحنة على “قنبلة غير معدة للانفجار” و”بنادق مزيفة”.
ما دوافع منفذ الاعتداء؟
بعد أقل من ساعة على الوقائع، تحدثت السلطات المحلية عن اعتداء، وناشدت السكان لزوم منازلهم.
مصدر قريب من التحقيق قال إن فرضية العمل الإرهابي مرجحة. وقرابة الساعة 1:30 الجمعة (23:30 الخميس)، فتح قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس تحقيقاً. ولم تكن أي جهة تبنت العملية حتى الساعة 3:00.
وقال مصدر في الشرطة: “ليس هناك أي شك بشأن تصميم القاتل، لكن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة ما إذا كان إرهابياً أم لا”.
غير أن طريقة تنفيذ الاعتداء واختيار هذا التاريخ الرمزي بالنسبة لفرنسا يذكران برسائل وجهتها مجموعات جهادية مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ففي رسالة صوتية تم بثها في 22 مايو/أيار الماضي حضّ المتحدث الرسمي باسم تنظيم الدولة الإسلامية السوري أبومحمد العدناني مَنْ يطلق عليهم تسمية “جند الخلافة” على استخدام أي سلاح متاح لهم.
وجاء في الرسالة: “ابذل جهدك في قتل أي أميركي أو فرنسي، أو أي من حلفائهم، فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة، فاستفرد بالكافر وارضخ له بحجر، أو انحره بسكين، أو اقذفه من شاهق، أو ادعسه بسيارة”.
وهو ما طبقه لعروسي عبدالله عنصر تنظيم الدولي الإسلامية الذي قتل شرطياً فرنسياً وزوجته بالسكين في 13 يونيو/حزيران الماضي في المنطقة الباريسية.
وفي 11 يوليو أبدى وزير الداخلية برنار كازنوف ارتياحه لانتهاء كأس أوروبا لكرة القدم التي جرت هذه السنة في فرنسا دون تسجيل حوادث، لكنه أكد أن “الخطر الإرهابي لا يزال قائماً”، داعياً إلى اليقظة في فصل الصيف.
(huffpost)
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي