إلى جورج هنري شلهوب مع اطيب التمنيات (ايلي نصار)

 “إلى جورج هنري شلهوب مع اطيب التمنيات”،
في العام 2003 التقيت هنري شلهوب لأول مرة في حياتي وكان اللقاء في مكتبه البيضاوي في مبنى شركة UFA في وسط بيروت التجاري، كان الرجل متجهماً مما حصل معه في نادي الشانفيل وقتها، وكان أعلن قبل فترة قصيرة ابتعاده عن النادي المتني لأسباب واسباب قد تكون تعرفها، ولا يعرفها الرأي العام الرياضي!
 
 كان هدفي اجراء حديث صحافي معه لـ “صدى البلد” التي كانت جديدة على الساحة الصحافية اللبنانية وقتها، فخرجت من حضرته بعد الحوار الذي استمر اكثر مما هو محدد له، وهدفي إيصاله إلى رئاسة نادي الحكمة بعد ابتعاد الراحل انطوان الشويري وقتها، لما لمسته لديه من محبة للرياضة والشباب، وهو ما حصل لاحقاً بشهادة من هم بعد على قيد الحياة. هذه الوقائع يعرفها بعض من تعتقد انهم يقفون إلى جانبك اليوم في الحكمة فيما الحقيقة انهم يستفيدون منك فقط لاغير ولا يهمهم إن كنت في الحكمة تكمل ما يقولون انه “ما اراده هنري شلهوب قبل رحيله” أو في غيره، المهم ان تدفع المال لتصير حسابات بعضهم اكثر من مليوني دولار في البنوك والنتيجة، لا نتيجة!
 
لن اعود إلى الماضي البعيد ولا القريب، فقد صار هنري شلهوب في دنيا الحق، لكن يجب ان أذكر ان بعد ابتعاده عن الحكمة وقتها، (يقال انك كنت وراء القرار) قال لي مرة: “انت ورطتني هنا، وكنت من الاسباب التي جاءت بي إلى الحكمة… ولم اعرف وقتها كيف “أهرب” من امام عينيه لأن من عمل معهم وقتها لم يقابلوه الوفاء ذاته وتنكروا  له عند اول منعطف.
 
اليوم وبعد سنوات يتكرر الامر، مقربون من هنري شلهوب في النادي بعد انتخابات اجريت على الطريق بـ 29 عضواً من الجمعية العمومية وخلافاً لإرادة كل الذين يتصدرون المنصات والصور اليوم، بينهم من لم ينتخب نفسه. وقد كان بين من أعد وأخرج تلك الإنتخابات كاتب هذه السطور الذي كان مرشحاً ثم انسحب بإرادة الهية… ويجب ان تكون تعرف البقية من هجمة سياسية انتخابية تقلصت حتى اختفت ووسائل الإعلام استفاقت اليوم على هذا الواقع الذي تحدثنا عنه قبل سنوات!
 
سأقول اليوم ما في قلوب الأكثرية الساحقة من ابناء الحكمة الحقيقيين الذين يحفظون لآل شلهوب الجميل، أقوله لرئيس مجلس الامناء الذي يعتبره بعض العاملين في النادي “دجاجة تبيض ذهباً” لهم ليس أكثر.
 
في النادي رئيس يريد ان يعيد الحكمة إلى ما كانت عليه، (كانت له محاولة فاشلة في عهد طلال المقدسي) وإلى جانبه “جيش” من السماسرة والمستفيدين وماسحي الجوخ والمتلونين الذين لا يهمهم من يتولى إدارة النادي أو ما هو الهدف من النادي، بل جل ما يريدونه هو الاستفادة المالية والسمسرة والقول “انا هنا” ولعلمكم ان 90 في المئة من هؤلاء قالوا لمن سبقك ما يقولونه لك اليوم، مع فارق بسيط انهم اليوم يستفيدون مادياً اكثر عبر مئة طريقة وطريقة من السمسرات في عقود اللاعبين إلى الرواتب غير المفصلة، إلى  “المصاريف الاخرى” الكثيرة التي لا لزوم لها إلى عمولات هنا وهناك، وصولاً إلى ما بدأ يشاع عن ان التلاعب والمراهنات دقت ابواب النادي وطبعاً من دون علمك أو حتى علم الرئيس، لأن إذا كان يعلم بها ويسكت فتلك مصيبة عليه وعليك، قبل ان تكون مصيبة على الرياضة اللبنانية وإسم الحكمة!
 
بصراحة، ان العاملين في النادي اليوم اصناف، بعضهم يهتم للمال ولا شيء غير المال، ولاعبون بعضهم يحب النادي والبعض الأخر مستعد لتركه مقابل 10 دولارات زيادة شهرياً في نادٍ أخر، وأخرون “يركبون الموجة” للوجاهة والصورة، وقسم موجود لاسباب سياسية، والأكثرية باقية لأن هذا هو الموجود، وغداً عندما تتوقف عن رعاية النادي سيمشون مع الآتي بعدك كأن شيئاً لم يكن وسينسون كل ما فعلته للنادي ولهم، ولن تعود ترى اي منهم امام مكتبك ينتظر ساعات للاجتماع بك طلباً للمال، لا بل سيصير الآتي الجديد، المنقذ والمخلص والاله و”البريزيدان” فقط لأن استرزاقهم لن يتوقف وسيبدأ هو بالإباضة ذهباً بدلاً عنك!
 
في النادي اليوم من يقولون علناً اننا نعارض النهج القائم ليس ضد اشخاص او ضد جورج شلهوب، بل ضد طريقة العمل، فهل تقبل وانت الدافع ما دفعت من اموال ان لا يعلم اعضاء الجمعية العمومية بطريقة صرف الملايين التي دفعت، واين ذهبت ومن تقاضاها وكيف ولماذا؟!
 
هل تقبل وانت صاحب أكبر الشركات في لبنان ان يقدم بيان مالي ملتبس للنادي الاعرق في لبنان وفي ايام رئيس مجلس الامناء جورج هنري شلهوب ؟!
 
إن سألتهم، سيقولون ان هذا له اسباب، فيما الحقيقة ان فيه التباسات كثيرة وربما عمولات وسمسرات واستفادات للبعض، لا يجرؤون على كشفها حتى لا ينكشفوا!
 
هل تقبل ان يقال عبر الصحف وإحدى شاشات التلفزة ان الإدارة في عهدك لم تدفع للاعب اجنبي مستحقاته عن الموسم السابق بعد سنة على رحيله… ليأتي ويقول ذلك بنفسه؟!
 
هل تقبل ان يقال عن لاعب كان في بداياته مع النادي بطلاً ثم تحول إلى متعاطٍ للممنوعات في ظل رئاستك لمجلس الامناء في النادي؟!
 
هل تقبل ان “يهرب” لاعب من طراز جوليان خزوع كما يحلو لبعض من سلمتهم النادي الإيحاء، لان الإدارة لم تستطع ان تؤمن له راتبه الشهري ويضعون الحق عدم التزام الداعمين (وانت منهم) ثم يروجون ان هناك من هرّبه في إطار “الحرب الكونية” على النادي؟!
 
هل تقبل انت جورج هنري شلهوب، ان تقبل الإدارة التي تعيش على مساعداتك بإزالة صورة لوالدك من ملعب غزير من أجل حفنة من الدولارات من مصدر أخر، اتت أو لم تأت لا نزال لا نعرف، لان البيان المالي غير واضح؟! طبعاً لم يقولوا ولن يقولوا لك ذلك!
 
بكل احترام وصراحة قد تبدو جارحة، ان من سلمتهم إدارة النادي لا يقولون لك الحقيقة كما هي، اما انا فسأقولها “قد ما كانت صعبة”.
 
انت تدفع المال كرمى لوصية والدك، وبعض الموجودين في الإدارة والاجهزة واللاعبين يصفقون لك ليس لعطاءاتك بل لان هذا هو الموجود والمطلوب اليوم في انتظار الآتي بعدك، فيما هم لا يعطون قدر ما تقدم لهم لأن هدفهم ليس النادي والبطولات والانتصارات بل الاستفادة المالية والتجارة والوجاهة بإسم النادي، وحتى المراهنة بإسمه والتلاعب بالنتائج (كما قال احد الإداريين السابقين عبر شاشة التلفزيون وهو كلام نستعيره منه)، لان الهدف ليس الرياضة والمنافسة مع الرياضي وغيره من الفرق، بل هو فقط المال ولا شيء غير المال!
 
اوجه اليك هذه الرسالة الصادقة ،من القلب بإسم عدد من الحكماويين، قبل ان تشرع (إذا كانت لديك النية للشروع) في بناء قاعة هنري شلهوب في عين سعادة، ان القسم الأكبر من جمهور الحكمة يقول رغم كل ما فعلت انت ووالدك، ان الرئيس التاريخي للنادي هو الراحل انطوان الشويري وانه لن يتكرر، وان كل من جاءوا بعده لم يستطيعوا ان يفعلوا نصف ما فعل، وعليك ان تعرف ان في النادي رغم انهم قلة قليلة، من يحفظ لهنري شلهوب ولجورج هنري شلهوب ما فعلاه للنادي، لكن في نفس الوقت ورغم كل ما تفعله اليوم، هناك من يشوهه ويجعله ناقصاً، على امل ان لا تعتبر هذا الكلام “ناقصاً” فإذا حققت في مضامينه عبر اناس شرفاء شفافين، وفي فريق عملك كثر منهم تستطيع ان تسمع الكلام الصحيح والموثوق!
 
الله يرحم هنري شلهوب ويديم عليك الصحة لتخلّد اسمه بالطريقة التي تراها المناسبة وفي المكان المناسب وليس في مستنقع المحاسيب والسماسرة وتجار الرياضة ونحن لن نسكت على الحق مهما طال الزمن.
 
يقول المثل الشعبي “من افعالهم تعرفوهم” اما نحن فنقول من “سمسراتهم ووعودهم الكاذبة تعرفونهم”!

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة