فجّر باحثون مفاجأة مثيرة، قد تحظي بأصداء واسعة خلال الفترة المقبلة، بعدما قالوا إن جسم الإنسان عبارة عن مزيج من جينات، فيروسات، بكتيريا وربما بشر آخرين!
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بهذا الخصوص عن بيتر كريمر، الباحث بجامعة بادوا، قوله :” البشر ليسوا أفراداً وحدويين، وإنما كائنات عملاقة”. وأضاف في تقرير نُشِر له مؤخراً مع باولا بريسان بمجلة “وجهات نظر في علم النفس” أن عدداً كبيراً للغاية من أجناس البشر وغير البشر المختلفين يكافحون جميعهم باستمرار بداخلنا من أجل السيطرة، وهو ما جعله يطالب العلماء والأطباء المتخصصين في الطب النفسي بأن يُقدّروا الطرق التي قد يؤثر بها أمر كهذا على سلوكنا.
ورغم أن ذلك قد يبدو أمراً مزعجاً، لكن معروف منذ فترة طويلة أن أجسادنا في الواقع هي عبارة عن خليط من عديد الكائنات الحية المختلفة. حيث سبق لعلماء أن أوضحوا من قبل أن الميكروبات الموجودة في الأمعاء قد تفرز ناقلات عصبية تقوم بتبديل حالة الأشخاص المزاجية، وأن هناك ميكروبات أخرى قد تؤثر كذلك على الشهية.
كما أن الإصابة بطفيل التوكسوبلازما جونادى قد تؤدي للوفاة في نهاية المطاف. ويقول باحثون إن هذا الطفيل يشوه أدمغة الفئران، ما يجعلها تنجذب للقطط، ما يعمل بعد ذلك على خلق بيئة مريحة للطفيل كي يتكاثر. لكن البشر قد يصابوا ويتعرضوا لنفس نوع التحكم بالعقل أيضاً، فالطفيل يُعَرِّض البشر للخطر ويزيد احتمال إصابتهم بانفصام الشخصية أو اكتئاب الانتحار. وهناك تقارير تقول إن حوالي ثلث اللحوم البريطانية مصابة الآن بهذا الطفيل على سبيل المثال، رغم حقيقة أن ذلك الطفيل قد يساهم في الإصابة بتلك الأمراض العقلية، وهو ما يجب التصدي له.
وعاود كريمر ليقول إن المثال الأكثر وضوحاً قد يكون ذلك الخاص بحالة توأم ملتصق يتقاسم الدماغ، وإن كان للتوائم العادية أن تتقاسم أعضاء بالجسم دون أن تدري.
وخلال مراحل التكون الأولى للأجنة، يمكن للخلايا أن تنتقل من توأمين أو ثلاثة توائم. وبينما كان يعد ذلك أمراً نادر الحدوث، فإننا نعلم الآن أنه بات أمراً شائعاً بشكل مدهش. فعلى سبيل المثال، حوالي 8 % من التوائم غير المتطابقة و21 % من الثلاثة توائم لا يملكون فصيلة دم واحدة، وإنما فصيلتين. واحدة تنتجها خلاياهم وواحدة تنتجها خلايا “غريبة” تُمتَص من توائمهم. وبمعنى أخر، يمكن القول إنهم التحام لجسدين، وأن ذلك الأمر من الوارد حدوثه في كثير من الأعضاء، بما في ذلك الدماغ.
وأوردت البي بي سي كذلك عن لي نيلسون، من جامعة واشنطن، قولها إنها قامت قبل عامين رفقة زميلها، ويليام تشان، في جامعة ألبيرتا بأخذ شرائح أنسجة دماغية من بعض السيدات وقاما بفحص الجينوم للوصول لعلامات دالة على وجود الكروموسوم Y.
وتبين لهما أن حوالي 63% من السيدات يأوين خلايا ذكورية. وعلّق على ذلك تشان بقوله :” لم نكتشف فقط وجود حمض نووي ذكوري في أدمغة السيدات البشرية كملاحظة عامة، بل وجدنا كذلك أنه حاضر في عدة مناطق بالدماغ. وبمعنى آخر، اكتشفنا أن أدمغتهن تتخللها خلايا من جسم الرجل. وعلى نحو غريب، بدا أن ذلك يقلل من احتمالات إصابة الأم بالزهايمر، وهو ما يزال يشكل لغزاً”.
وختم كريمر حديثه بالقول ” لا يمكننا فهم السلوك البشري بالنظر فقط للفرد أو للفرد الآخر. ففي نهاية المطاف، يتعين علينا أن نفهمهم جميعهم لكي نفهم كيف نتصرف”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق