– حسان الحسن –
لا جديد في الموقفين الأميركي والروسي حيال الأزمة السورية، لاسيما بعد كلمتي الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيراً، حيث أظهرا أن الخلاف بين واشنطن وموسكو في المفاهيم حول شرعية الحكم في دمشق، لايزال مستعراً، ما يؤشراً ألا حلولاً جديةً للأزمة في المدى المنظور، وأن الجارة الأقرب مقبلة على مواجهاتٍ ساخنةٍ بين المحاور المتقاتلة على أراضيها، قد تشهد بعدها إنفراجاتٍ سياسيةٍ، برأي مصادر في المعارضة السورية.
وترى أن التدخل الروسي في سورية يتطلب موافقة دوليةً، وأن موسكو بغنىٍ عن الدخول في متاهاتٍ، لذا تسعى إلى تأمين مظلة دولية لتدخلها ، من خلال عقد تحالف مع بعض دول المنطقة، لمكافحة الإرهاب، الذي يتتهدد الأمن القومي ومصالح روسيا، بحسب المصادر.
وتأكيداً على إتساع الخلاف الأميركي- الروسي المذكور آنفاً، خصوصاً في شأن تنحي الرئيس بشار الأسد، جاء التهديد السعودي على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير الذي وضع الأول أمام خيارين، “إما التنازل عن السلطة، وإما التدخل العسكري في سورية”،
وتعقيباً على التصعيد السعودي، يؤكد مرجع استراتيجي ضليع في الشأن الروسي، أن هذا التصعيد هو موقف أميركي تفاوضي، وليس ميدانياً، بهدف تعزيز أوراق التفاوض مع روسيا في الملفات العالقة من أوكرانيا مروراً بالقرن الأفريقي وصولاً الى المنطقة.
في الوقت عينه، بدا الروس أشد صلابةً بموقفهم إزاء سورية وتمسكهم بشرعية الرئيس الأسد، وعزمهم على مكافحة الارهاب، بدليل موافقة مجلس الاتحاد الروسي على طلب الرئيس بوتين استخدام القوات الجوية خارج الحدود لمكافحة الارهاب، دفاعاً عن الأمن القومي الروسي ومصالح روسيا الاقتصادية، أسوةً بما تقوم به الولايات المتحدة وحلفائها في سورية والعراق، ولكن بجدية وفعالية أكثر، برأي المرجع. وفعلا شنت الطائرات الحربية الروسية غاراتٍ جوية على مواقع للمجموعات المسلحة في محافظتي حمص وحماه في وسط البلاد.
بالانتقال الى سير المعارك في الميدان، تؤكد مصادر ميدانية أن الجبهتين الأشد ضرواةً على امتداد الجغرافية السورية في الوقت الراهن، هما جبهتي “الجولان- القنيطرة” و”حلب”.
وفي التفاصيل تشير المصادر الى أن المجموعات التكفيرية المسلحة، تسعى بإيحاءٍ ودعمٍ “إسرائيلي” وصل جبهة “الجولان” مع “مزارع شبعا” في لبنان، عبر منطقة “ديك جن”، حتى يصبح التكفيريون على تماسٍ مباشر مع حزب الله، ولهذه للغاية حاولت مجموعات إرهابية التمدد في “خان أرنبة” في “القنيطرة” تمهيداً للتقدم نحو “شبعا”، برأي المصادر، فحققت تقدماً في الساعات الأولى، غير أنها لاقت مقاومة عنيفة من الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني، اجبرتها على التراجع من بعض المواقع، وتستبعد المصادر نجاح المسعى “الاسرائيلي”، لعدم وجود بيئة حاضنة للمسلحين، لاسيما في مختلف مناطق “القنيطرة” و”جبل الشيخ”، ودائما بحسب المصادر.
وترجح أن يكون الهدف الحقيقي من هذا التحرك “الاسرائيلي”، هو إعادة طرح قضية الجولان في اي تسوية سياسية مقبلة للازمة السورية، وإيجاد صغية دولية لها للتعامل مع هذه القضية بعد سقوط اتفاق “فك الاشتباك” 1974.
من الجولان الى حلب، فالأبرز هو الهجوم الذي شنه الجيش السوري لفك الحصار عن مطار “كويرس” العسكري في ريف “حلب”، وتأمين خررج العسكريين المحاصرين منذ نحو سنتين في المطار، وتؤكد المصادر أن وحدات الجيش على بعد 7 كلم من “كويرس”، وهي ماضية إليه.
وفي “حلب”المدينة، تمكن المقاتلون الأكراد من إعادة السيطرة على حي “الشيخ مقصود”، المؤدي الى دوار “الكاستيلو”، أحد مداخل “الشهباء”، والمجاور ايضاً لحي “بني زيد”، ابرز معاقل المجموعات المسلحة، ما يسهم في تضييق الخناق عليها، ودائما برأي المصادر.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي