برنامج "شيطان لابلاس".. لرصد مجنِدي الإرهابيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي

انضم علماء روس إلى جهود البحث عن القائمين على تجنيد مسلحين لتنظيم داعش الإرهابي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بواسطة البرنامج الجديد المسمى بـ “شيطان لابلاس”.
 
يعود اسم البرنامج  “شيطان لابلاس” إلى فكرة طرحها في عام 1814 عالم الرياضيات الفرنسي بيار سيمون لابلاس، أحد أنصار نظرية الحتمية السببية، الذي افترض أن يكون هناك كائن خيالي عاقل في مقدوره معرفة ماضي الكون ومستقبله، بناء على معرفة وضع وسرعة كل جزئية فيه.
 
أما واضعو البرنامج فلا تصل آمالهم إلى هذه الأبعاد، لكنهم يعولون على أن يكون في استطاعة “العقل” المعلوماتي من صنعهم معرفة تهديدات واقعية وجسيمة تحدق بعالمنا اليوم.
 
وأفاد يفغيني فنيديكتوف، مدير مركز دراسات الشرعية والاحتجاج السياسي، بأن العمل على مشروع “شيطان لابلاس” جمع عاملين في مجال تقنيات المعلومات، ومستعربين ومختصين في دراسة الأديان.
 
ومن مكونات المشروع إنجاز صورة نمطية لمجند “داعشي” سيستفيد منها برنامج “شيطان لابلاس” لتحليل حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.
 
ومع أنه يتوقع أن يتم إطلاق البرنامج الجديد في العام المقبل، لكنه في الوقت الحالي يستخدم بفعالية لمراقبة نشاطات المجموعات المتطرفة في شبكات التواصل الاجتماعي لمنع حدوث اضطرابات.
 
 
ثمرة التعاون بين محترفين مختلفين
 
ذكر الخبير الأمني ألكسندر فلاسوف فيشير أن المشروع جاء نتيجة للتعاون بين محترفين يعملون في حقول مختلفة، مشيرا إلى دور الاستخبارات وخبراء نفسانيين ومحققين.
 
وفي مقابلة مع إذاعة سبوتنيك قال فلاسوف إن من أهم مكونات المشروع إنجاز الصورة السيكولوجية للمجند، وفي حال اكتشاف ملامح تناسب هذه الصورة لدى تحليل مراسلات إلكترونية أو محادثات عبر الإنترنت، فالبرنامج يدرج هذا الحساب في قائمة الحسابات المشبوهة، وتبدأ أجهزة الاستخبارات في التعامل معه. وشبَه الخبير برنامج “شيطان لابلاس” بكلب صيد ذي تكنولوجيا عالية في يد الباحثين عن محترفي التجنيد الإرهابي.
 
وأوضح فلاسوف أن البرنامج ليس وسيلة لمنع هذه النشاطات، بل تنحصر وظيفته في البحث عن هؤلاء الأشخاص استنادا إلى تكنولوجيا معلوماتية مستحدثة، في مقدورها تحليل المكالمات والمراسلات وتحديد ميزاتها السيكولوجية، مع تقديم توصيات لموظفي الاستخبارات في بحثهم عن مجنِدي المسلحين الجدد.
 
نجاح منتظر
 
ويرى فلاسوف أن هذا الأسلوب سيفضي إلى نتيجة إيجابية قائلا: “لا يمكن له ألا يكون فعالا لعدد من الأسباب. أولا: تمتلك روسيا تكنولوجيات مطورة بما فيه الكفاية في مجال تحليل الكلام. ثانيا: توجد لدينا مدرسة جيدة موروثة من الحقبة السوفييتية للتقنيات المعلوماتية، وهي لم تتكبد خسائر بل شهدت نموا على مدار السنوات الـ25 الأخيرة. وثلاثا: استخباراتنا تأخذ هذا الأمر على محمل الجد. لذلك فإنني أعتقد أن هذا البرنامج لن يرتكب أخطاء كثيرة بل سيساعد في إيجاد المجنِدين بفعالية كبيرة، لا سيما أن متابعة شبكة الإنترنت كلها مع شبكاته المخصصة للتواصل الاجتماعي أمر مستحيل نظرا لأبعاد هذا الداء الإرهابي”.
 
المصدر: نوفوستي

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة