ايلي نصار –
ماذا لو قررت اندية الدرجة الاولى في كرة السلة (كونها أم الصبي) كما يحلو لبعض المستفيدين ان يسموها، ان تقر وبالإجماع (ولمرة واحدة واستثنائية)، مراسلة الاتحاد اللبناني للعبة والطلب اليه اعتماد 3 اعضاء اجانب في لجنته الإدارية، علّ المشاكل التي تعصف به خلال اجتماعاته تقل، ويقل معها عدم الانتاج، فينتج الاعضاء الاجانب الثلاثة، اكثر مما تنتجه غالبية اعضاء الاتحاد الذين اتحفونا بـ “قرار أسود”، يقضي بنظرنا على مستقبل لعبة، ويفيد بعض الاندية الموجودة اليوم، والتي قد لا تكون موجودة غداً، وهي التي تعاقدت ودفعت وغالت في رفع أجور لاعبين، لأهداف معروفة، وحين فشلت، تريد لاستمراريتها، ان تقتل ما تبقى من لعبة اوصلتنا يوماً إلى العالمية؟!
ماذا لو قرر اعضاء الجمعيات العمومية في الاندية الطلب إلى وزارة الشباب والرياضة اعتماد 3 اعضاء اجانب في اللجان الإدارية لأندية كرة السلة، فهل تقبل ادارات الاندية؟!
وماذا لو قرر اللاعبون اللبنانيون رداً على اندية تعيش على التجارة وعلى اموال مواسم الانتخابات النيابية أو الوعود الكاذبة تنفيذ إضراب عن اللعب، إلا في حال اعتماد ثلاثة اعضاء اجانب في اتحاد اللعبة أسوة بما قرره الاتحاد في بطولتهم، التي باتت بطولة اجانب بأجانب والمثل عندنا يقول “كل شي فرنجي برنجي”!
ماذا لو قرر الإعلام الرياضي إلا واحداً (هو الذي يهمه المدخول المالي فقط)، عدم تغطية مباريات البطولة والاستعاضة عنها بتغطية مباريات البطولات الاوروبية، فما الفرق بعد “القرار الاسود”، بين من يلعبون في الدوري اللبناني – الاجنبي وبين من يلعبون في الدوري الاجنبي – الاجنبي؟!
بالتوازي، يجب على انديتنا التي تعتبر انها اندية، ومعظمها لا يهتم بالناشئين، ان “تستحي” كونها من طلب رفع عدد اللاعبين الاجانب، وعلى اتحادنا الذي “يدير ازمة” ان يستحي كونه نفذ “توصية” اندية ترتكب ابشع الجرائم في حق نفسها اولاً وفي حق اللعبة واللاعبين اللبنانيين ثانياً، ثم وبوقاحة تضع الشروط، وما همها لو ماتت لعبة ومستقبل منتخبات وطنية، فالمهم ان تبقى هي كياناً كيفما اتفق، حيث تعيش وأعضاء لجانها الادارية سنوات على وعود المال الانتخابي، فالمهم ان يتصور رئيسها والاعضاء على المنصات الرسمية في الملاعب، وليس مهماً ان تخرّج لاعباً ناشئاً واحداً على الأقل كل اربع سنوات، فالصورة والدعاية اوضح وابقى، اما مستقبل اللعبة، ففي يد “اشباه اندية” و”اشباه اتحاد”!
لو كان عندنا اتحاد يريد مصلحة اللعبة والاندية، لكان أجبرها على احترام نفسها واللاعبين اللبنانيين، فهي اندية لبنانية، وليست اندية اجانب، فتلك الاندية التي طالبت بثلاثة لاعبين اجانب هي نفسها من رفع اجور اللاعبين اللبنانيين سابقاً املاً بمنافسة بعضها حتى لا نقول “نكاية بعضها”، وها هي اليوم تندم لصرف الملايين، فتضرب جيلاً كاملاً من اللاعبين بمساعدة اتحاد الرضوخ فقط ليبقى بعض إدارييها في صورٍ باتت بلا إطار.
إلى اعضاء الاتحاد الذين صوتوا على القرار نقول انكم دققتم آخر إسفين في نعش مستقبل اللعبة، ولهؤلاء الذين عارضوه فلهم منا تحية (رغم ان لبعضهم حسابات خاصة للمعارضة)، اما بعض الاندية فستظل تلهث وراء مجد ضائع لن تجده ولو استعانت بكل مال السياسة والوعود الانتخابية… وبكل اجانب الدنيا!
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي