2016 سنة الحسم الميداني

رضوان الذيب-

«لا حسم سياسياً في سوريا دون الحسم العسكري»، هذا ما تؤكده مصادر سياسية مطلعة على الاتصالات الدولية والديبلوماسية بشأن الازمة السورية وبالتالي فان جنيف محكوم بالفشل قبل ان يعقد بعدما تأكد للمفاوضين الدوليين والعرب ولدي ميستورا شخصياً ان 90% من المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين هما لـ«داعش» «والنصرة» حصرياً وبالتالي لا يمكن التوصل الى وقف لاطلاق النار او تشكيل لجان امنية او ما شابه، وبالتالي الحل من رابع المستحيلات ولو عقد خمسون اجتماعاً في جنيف وغيرها.

 

هذا بالاضافة الى ان الولايات المتحدة الاميركية تدخل الشهر المقبل الانتخابات الرئاسية الاميركية ويصبح همها داخلياً، وبالتالي فان كل التصريحات الاميركية ستكون للاستثمار في الانتخابات الرئاسية، واميركا اشبه اليوم «بالرجل المريض» العاجز عن حل المشاكل في ظل حجم التوترات المتنقلة في العالم، وهذا يعود لكونها لم تعد حكماً نزيهاً وعادلاً في هذه الصراعات، والسياسة الاميركية تتراجع امام العملاقين الروسي والصيني، حتى ان الولايات المتحدة لم تستعد عافيتها بعد ولم تعالج اثار «الندبات» في العراق وافغانستان ولا تريد المزيد من نزف دماء جنودها في اي نقطة من العالم، وسيبقى دورها كما هو الآن في سوريا وغير سوريا. من هنا فان المراهنين على اثارة حملة عالمية بشأن مضايا علها تؤدي الى قرار دولي تحت الفصل السابع بادخال المساعدات هم «واهمون» جداً و«حالمون»، «العالم وين وهني وين».

 

وتشرح المصادر الوضع الميداني وتؤكد ان «داعش» مسيطر كلياً على المحافظات الشرقية وما يعرف بـ «محافظات الجزيرة» وهو القوة الوحيدة في مناطق المسلحين في دير الزور والحسكة والريف الشرقي لحمص وتحديداً في القريتين وصولاً الى الحدود العراقية السورية، كما ان «داعش» يسيطر بشكل مطلق على الريف الشمالي الشرقي لحلب وتحديداً من محيط مطار كويرس وطريق حلب الرقة، وشمالاً من مدينة الباب وصولاً الى جرابلس على الحدود التركية الى تخوم اعزاز. وهذه المناطق تخضع كلياً لسيطرة «داعش» ولا يوجد اي فريق مسلح آخر في هذه المناطق وبالتالي فان «داعش» يحكم جغرافياً مع النصرة 90 % من مناطق المسلحين، فيما يسيطر على ريفي درعا ودمشق «جيش الفتح» و«أحرار الشام» ويشكلان 10 %. كما تنتشر فصائل شيشانية وتركمانية مع النصرة في ادلب وريفها، وهي اخطر الفصائل. وتتابع المصادر ان 90 % من مناطق سيطرة المسلحين خاضعة لداعش والنصرة وهذان التنظيمان ارهابيان بنظر واشنطن ودول الغرب، وبالتالي كيف يمكن ترتيب الحلول في هذه المناطق؟ حتى ان جيش الفتح واحرار الشام هما في نظر موسكو تنظيمان ارهابيان ولا يمكن التفاوض معهما. لذلك لا امكانية لنجاح اي مفاوضات في ظل هذه القوى.

وتشير المصادر الى ان التقدم الميداني للجيش السوري يجعل اطراف المعارضة السورية الداخلية مرتاحة للوضع الميداني، لانه لا يمكن الوصول الى حلول اذا لم يطرأ ميزان عسكري جديد على الارض لصالح الجيش، وهذا التقدم بدأ فعلياً مع دخول الطيران الروسي الذي حسم المعادلة العسكرية مع الجيش السوري وحزب الله والمستشارين الايرانيين وقوى حليفة. ومنذ الدخول الروسي لم يستطع المسلحون تحقيق اي خرق الا في مدينة «مهين» في ريف حمص واستردها الجيش السوري، ولذلك فان التواجد المسلح خارج «داعش» و«النصرة» اصبح «فلولاً« ومجموعات «متناثرة تفاوض النظام حالياً.

كما هو الوضع في ريف دمشق، فالريف الجنوبي في الحجر الاسود واليرموك سيصبح خالياًَ من المسلحين قريباً. اما الريف الشرقي حيث القوة الاساسية لجيش الفتح واحرار الشام وتحديداً في عفرين ودوما والنشابية، وهذه المناطق باتت محاصرة كلياً من الجهات الاربع، بعد تقدم الجيش السوري في مرج السلطان. وهذه المناطق ستشهد مصالحات قريباً خارج جنيف، وستكون الامور محسومة عسكرياً خلال الاسابيع المقبلة.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة