يصنف فيروس “زيكا”، الذي ينتشر في الأمريكتين من الأمراض الخطيرة والمزعجة التي قد تصيب آلاف الأطفال الأجنة وتؤدي إلى إصابتهم بعدم اكتمال نمو المخ.
وبحسب تقرير نشرته شبكة “بي بي سي ” البريطانية، فإن بعض المناطق كانت أعلنت حالة الطوارئ، ووصف الأطباء الوضع بأنه “وباء يستشري”، ونصح البعض النساء في الدول المتضررة بتأجيل الإنجاب.
رصد العلماء الفيروس للمرة الأولى في القردة في أوغندة عام 1947، فيما اكتشفت أول حالة إصابة بشرية في نيجيريا عام 1954، وظهرت حالات تفشي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ.
وكانت معظم حالات التفشي صغيرة، ولم يعتبر الفيروس في ذلك الوقت تهديدا كبيرا على صحة الإنسان، غير أنه في أيار/ مايو 2015، أفادت أنباء عن تفشيه في البرازيل وانتشاره بسرعة.
ووردت حالات إبلاغ عن ظهوره في: باربيدوس، وبوليفيا، وكولومبيا، وجمهورية الدومنيكان، وإكوادور، والسلفادور، وغيانا الفرنسية، وغواتيمالا، وغوادلوب، وغيانا، وهاييتي، وهندوراس، ومارتينيك، والمكسيك، وبنما، وباراغواي، وبورتو ريكو، وسانت مارتن، وسورينام، وفنزويلا.
وقالت المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، إن “الوضع الراهن بمثابة انتشار وبائي ملحوظ بدرجة كبيرة”.
كيف ينتشر؟
ينتشر الفيروس عن طريق بعوضة تسمى “زاعجة”، توجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وعثر عليها في الأمريكتين باستثناء كندا وشيلي، نظرا لأن شدة البرودة بهما تحول دون بقائها على قيد الحياة.
ويمكن للبعوضة بعد امتصاص دماء شخص مصاب، أن تنقل العدوى إذا استطاعت لدغ أي شخص آخر.
وهذا النوع من البعوض هو نفسه الذي ينقل فيروسات “دينغ” و”شيكونغونيا”.
و تظل بعوضة “زاعجة”، على نقيض البعوض الآخر الذي ينقل الملاريا، نشطة طوال اليوم، ولا توفر ناموسيات الفراش إلا حماية محدودة منها.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية انتشار الفيروس في الأمريكتين ، لكن علماء حذروا من أن البلاد في آسيا قد تواجه تفشيا أكبر أيضا.
ما مدى الخطورة؟
يندر حدوث حالات وفيات، وثمة اعتقاد بأن شخصا من بين كل خمسة أشخاص مصابين تظهر عليه أعراض المرض، ومن بينها: ارتفاع متوسط في درجة الحرارة، والتهاب الملتحمة (احمرار العين)، والصداع، وآلام المفاصل، وحكة في الجلد.
ولا يوجد أي مصل أو عقار دوائي. وينصح المرضى بالراحة وتناول كميات كبيرة من السوائل، لكن الخوف الأكبر هو تأثيره على الأجنة في الرحم وإصابتهم بصغر حجم الرأس.
ما هو صغر حجم الرأس؟
ويحدث ذلك عندما يولد الطفل بحجم رأس صغير على نحو غير طبيعي، فضلا عن عدم نمو المخ على نحو مناسب.
وتتباين شدة التأثير، لكن قد تصبح مميتة إذا لم يكن نمو المخ مكتملا، وبالتالي فإن المخ لا يستطيع تنظيم وظائف الجسم على نحو حيوي.
ويعاني الناجون من الأطفال من إعاقة ذهنية وتأخر في النمو.
وظهر في البرازيل نحو 150 حالة تعاني من صغر حجم الرأس عام 2014، لكنها سجلت أكثر من 3500 حالة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ولم تتأكد بعد علاقة فيروس “زيكا” بحدوث وفيات، لكن بعض الأطفال الرضع ممن توفوا كانوا يعانون من الفيروس في المخ دون تفسير.
ماذا يفعل الناس؟
ونظرا لعدم وجود علاج، يعتبر الخيار الوحيد المتاح هو الحد من خطر التعرض للدغات البعوض.
وينصح مسؤولو الصحة المواطنين باستخدام طوارد الحشرات، وارتداء ملابس طويلة الأكمام، والإبقاء على إغلاق النوافذ والأبواب.
ويضع البعوض بيضه في المياه الراكدة، وينصح المسؤولون المواطنين بإفراغ الدلاء وأواني الزهور.
وتنصح المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض، بعدم سفر الحوامل إلى المناطق المتضررة.
ما التدابير المتخذة؟
وقال وزير الصحة البرازيلي، مارسيلو كاسترو، إن أطقم اختبار جديدة تخضع لعمليات تطوير لرصد العدوى بسرعة.
وأضاف أن مزيدا من الأموال خصصت لتطوير مصل له.
ويجري بعض العلماء تجارب على بعوض عقيم معدل وراثيا لخفض عدد البعوض بنسبة 90 في المئة.
في الوقت ذاته، تبذل جهود ترمي للقضاء على البعوض باستخدام المبيدات الحشرية.
هل ثمة تهديدات تواجه الأولمبياد؟
وتعتزم مدينة ريو دي جانيرو، استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2016 في الفترة من 5 إلى 21 آب ، وتعتزم السلطات البرازيلية مكافحة تكاثر البعوض في الفترة التي تسبق تنظيم الأولمبياد.
ومع ذلك، فإن السلطات تقول إنه ستجرى عمليات تعقيم بالبخار على أساس فردي لكل حالة بسبب المخاوف الصحية المحتملة على اللاعبين والزائرين.
وتنعقد آمال على تراجع أعداد البعوض في آب بسبب البرودة والجفاف في هذا الشهر.
(الآن)
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق