علماء: تلوث الهواء يسبب السمنة والسكري

لا تقتصر مخاطر التلوث الناتج عن الغبار الموجود في المدن الكبرى، على أمراض الجهاز التنفسي فحسب، إذ خلص العلماء إلى أن ارتفاع نسبة الغبار في الجو، تزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالسكري. وأوضح علماء بمؤسسة هيلمهولتس العلمية الألمانية، أن ذرات الغبار الخفيفة تؤدي لأكسدة البروتين والدهون أو تعطي إشارات الأكسدة للخلايا.
 
ووفقا للدراسة التي نشرتها دورية ” Diabetologia” العلمية المتخصصة، فإن نسبة الخلل في عملية الأيض بالجسم، تزيد مع زيادة درجة تلوث الهواء. وأوضح الخبراء أن عملية الأكسدة الناتجة عن ذرات الغبار الخفيف هي السبب وراء زيادة مقاومة الإنسولين في الجسم. ويؤدي اضطراب عملية الأيض لزيادة الشهية وزيادة تخزين الدهون في الجسم.
 
وأوضح الباحث البيئي غيرا دهوك من جامعة أوتريخت الأمر في تصريحات نشرتها صحيفة “دي فيلت” الألمانية، قائلا: “ثمة بيانات متزايدة على مستوى العالم تؤكد هذا الارتباط (بين التلوث وزيادة الوزن)”. وفي نفس السياق قالت الباحثة آنيتا بيترز من مؤسسة هيلمهولتس: “تؤكد المؤشرات بوضوح أن الغبار والمواد الضارة الناتجة عن وسائل المواصلات، تزيد من خطورة الإصابة بالسكري”.
 
ويقصد بالغبار الخفيف، ذرات الغبار التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة والتي تنتشر على سبيل المثال في المناطق الصناعية. ويحمل الخبراء هذا النوع من الغبار مسؤولية الأزمات القلبية والتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال.
 
في الوقت نفسه ركزت دراسة إسبانية على تأثير التلوث والغبار على المخ، إذ كشفت الدراسة التي أجريت على 2700 من طلبة المدارس، أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من أماكن مزدحمة بوسائل المواصلات، كانوا أقل في نتائج اختبارات الذكاء مقارنة بغيرهم من الطلاب.
 
ويرجح الخبراء تأثير ذرات الغبار الخفيف على مراكز الإحساس بالشبع في المخ، الأمر الذي يبرر أيضا انتشار السمنة بين سكان المناطق الأكثر تلوثا.
 
وجاءت هذه الدراسات بعد ا أجراها علماء أمريكيون عام 2009، على الفئران وخلصت إلى أن الفئران التي تعيش في أجواء ملوثة تعاني من زيادة الوزن واضطراب في تنظيم معدلات السكر في الجسم. وأثبتت الدراسة وقتها أن الحيوانات التي تعيش في أجواء ملوثة لمدة ستة أشهر، تترسخ لديها مشكلات الوزن والسكر. المثير للاهتمام أن الدراسة الأمريكية أثبتت وقتها أن الفئران الأصغر سنا هي الأكثر تأثرا بالآثار السلبية للتلوث من حيث زيادة الوزن واضطراب السكر في الدم، ما كان دافعا لإجراء المزيد من الدراسات حول تأثير التلوث على البشر.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق