أثناء مثوله أمام المحكمة صباح امس بتهمة قتل النائبة العمالية جو كوكس سأله قاضي المحكمة: «ما اسمك؟»، فرد القاتل توماس مير بأن اسمه «الموت للخونة، الحرية لبريطانيا».
وأكدت شرطة وست يوركشير في بيان ان مير ادين رسمياً اول من امس بتهم «القتل والإيذاء البدني الشديد، وحيازة سلاح ناري بقصد ارتكاب جريمة جنائية وحيازة أسلحة هجومية».
واحتجز الجاني في سجن بلمارش اللندني على ان يمثل امام محكمة الجرائم المركزية «اولد بايلي» الاثنين. في غضون ذلك، استمر تعليق معسكري «البقاء» في الاتحاد الاوروبي و»الخروج» منه، حملتيهما، وتواصلت التعازي بالنائبة المغدورة جو كوكس، واجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصالاً بأرملها برندان كوكس مقدماً تعازيه، ومعرباً له عن حزن الشعب الاميركي بسبب هذه «الجريمة البشعة«.
وفي تفاصيل ظهور القاتل امام محكمة صلح ويستمنستر صباح امس، طلب القاضي منه تأكيد اسمه، فرد مير «اسمي الموت للخونة، الحرية لبريطانيا» في تأكيد جديد منه على انه يعتبر الضحية خائنة لبريطانيا بسبب دعمها لبقاء المملكة المتحدة عضواً في الاتحاد الاوروبي.
وبسبب هذا الجواب، طلب القاضي من محامي الدفاع عن المتهم تأكيد اسم موكله، فأجاب المحامي «توماس مير». ثم طلب القاضي من المتهم تأكيد عنوانه ويوم ميلاده، الا ان مير (52 عاما) آثر الصمت، فاضطر محاميه مجدداً الى اعطاء هذه المعلومات للمحكمة.
ونظراً لوضوح الجريمة، لم يطلب القاضي من الجاني الدفاع عن نفسه والاعتراف بما اذا كان مذنباً ام بريئاً، لكن فريق الدفاع اشار الى ان موكله يطلب مساعدة قانونية للحصول على رعاية صحية عقلياً ونفسياً.
وامرت نائب رئيس قضاة ويستمنستر ايما آربثنوت بـ«ابقاء توماس مير في الحجز حتى ظهوره المقبل في أولد بيلي (محكمة الجرائم المركزية) الاثنين». وقالت: «سيتم احتجازه في سجن بلمارش»، واقترحت ان يتم إعداد تقرير عن حالته النفسية والعقلية.
وكانت النائبة في حزب العمال جو كوكس اغتيلت ظهر الخميس الماضي خارج المكتبة العامة القريبة من مكتبها في قرية بريستال (وست يوركشير ـ شمال انكلترا).
واعلن الاطباء في مستشفى ليدز القريبة، وفاة النائب عن منطقة باتلي وسبين في تمام الساعة الواحدة و48 دقيقة بالتوقيت المحلي اثر تعرضها للطعن واطلاق النار عليها عدة مرات.
وتحاشت الشرطة حتى الآن الحديث عن دوافع الجريمة، لكن من المعلوم ان وحدات التحقيق في الجرائم الخاصة ومكافحة الإرهاب تشارك في النظر في هذه الجريمة وابعادها.
وتوجد دلائل ومؤشرات على تأثر الجاني بأفكار النازيين الجدد والاحزاب اليمينية المتطرفة في البلاد مثل حزب «بريطانيا اولاً« الذي يضع القومية البريطانية والدين المسيحي والتقاليد فوق كل اعتبار، ويرى في التيارات الليبرالية واليسارية كحزبي العمال والليبراليين الديموقراطيين خطراً كبيراً على مستقبل المملكة المتحدة بسبب ارتباط تلك الاحزاب بالمؤسسات الخارجية مثل الاتحاد الاوروبي.
ويواصل معسكرا «البقاء» في الاتحاد الاوروبي و»الخروج» منه، تعليق حملتيهما لليوم الثالث على التوالي، قبل 4 ايام فقط من الاستفتاء المصيري حول العلاقة ببروكسل الذي تشهده المملكة المتحدة يوم الخميس المقبل.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي