مؤشران بارزان ظهرا، أمس، على خط تقدم مسار المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» في فيينا، تزامناً من أجواء إيجابية عكستها تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري حول «إحراز تقدم».
الأول كان إعلاناً إيرانياً عن استرداد طهران 13 طنّاً من أرصدتها المجمدة من الذهب، على دفعات منذ مطلع الأسبوع الحالي، وبالرغم من أن الإعلان لحظ حصول ذلك عبر «اتفاق منفصل»، إلا أنه لحظ أيضاً أن الاتفاق على هذه الخطوة جاء على هامش محادثات فيينا.
أما الثاني فكان إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الشهري حول مراقبة تنفيذ إيران للاتفاق المؤقت المبرم في العام 2013 مع القوى الكبرى، عن أن طهران تحترم التزاماتها بشكل عام. ولفت مصدر ديبلوماسي غربي إلى أنه «حتى الآن ينفذ الإيرانيون الاتفاق»، وذلك تزامناً مع زيارة سيقوم بها مدير الوكالة يوكيا أمانو إلى طهران اليوم، حيث سيلتقي رئيس الجمهورية حسن روحاني، لبحث مسألة التفتيش العالقة في التفاوض.
وفي ما وصفته وكالة الصحافة الفرنسية على أنه «دليل على تقدم مسار المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 في فيينا»، أعلن المصرف المركزي الإيراني، أمس، عن أن طهران استردت جزءاً من احتياطاتها من الذهب التي كانت مجمدة تحت وطأة العقوبات الدولية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن حاكم المصرف المركزي الإيراني ولي الله سيف قوله إن الاتفاق يتيح استرداد 13 طناً من الذهب التي احتجزت في جنوب أفريقيا قبل عامين. وأكد الحاكم أن المصرف الإيراني استلم، منذ بداية الاسبوع، ثلاث شحنات كانت آخرها (أربعة أطنان) مساء أمس الأول. أي خلال 48 ساعة.
ويفتح إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، عن زيارة أمانو إلى طهران باب التساؤلات حول محاولات حلحلة النقاط العالقة في ربع الساعة الأخير من المفاوضات، خصوصاً أن مسألة تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية والتي ترتبط مباشرة بعمل الوكالة تمثل النقطة الأكثر جدلاً في الجانب الإجرائي من الاتفاق، وهي لاقت على طول الأشهر العشرين من المفاوضات الماراتونية، رفضاً قاطعاً من الجانب الإيراني.
ويبدو أن إعلان الوكالة، أمس، عن زيارة أمانو، يتمحور حول مسألة التفتيش التي لا تزال عالقة، حيث تزامن مع إشارة من قبل ديبلوماسي غربي تحدث لوكالة «رويترز» إلى أن الزيارة ستتناول بحث الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي. كما لفت بيان الوكالة إلى أن الزيارة «تهدف الى تسريع حل مسائل لا تزال عالقة تتعلق بالبرنامج النووي الايراني»، وأن «المحادثات ستتطرق إلى.. احتمال وجود بعد عسكري» للبرنامج.
وقال الديبلوماسي الغربي الرفيع إن الزيارة ستركز على مسألة «احتمال وجود أبعاد عسكرية لما قامت به إيران من نشاط نووي في السابق»، وأضاف قائلاً: «هو ذاهب (إلى طهران) على وجه خاص لبحث مسألة الأبعاد العسكرية المحتملة.. يمكننا أن نتصور أن هذا مؤشر إيجابي، فالإيرانيون دعوه للزيارة».
وبالرغم من نفي طهران المتكرر، تصر بعض الأطراف في مجموعة «5+1» على مسألة استجواب علماء ذرة إيرانيين، والإطلاع على وثائق حول برنامج إيران النووي، وزيارة مواقع متعلقة بالأبحاث النووية. ولاقت هذه المطالب رفضاً قاطعاً من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، ولكن وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية نقلت عن مصدر مقرب من المفاوضات أن إيران «ستعرض حلولاً من أجل تسوية الخلافات».
وفي فيينا عكس كلٌ من كيري وظريف أجواءً متفائلة حول سير المحادثات. وقال كيري للصحافيين «لدينا بعض القضايا بالغة الصعوبة لكننا نعتقد أننا نحقق تقدماً ولذلك سنستمر في العمل»، كما أكد ظريف بدوره على أن المحادثات تحقق تقدماً وأنها ستستمر في تحقيق ذلك.
وعبَّر كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي عن تفاؤله أيضاً بشأن سير المحادثات وقال «لا تزال هناك بعض القضايا التي لم نتمكن من حلها لكن مناخ المحادثات إيجابي».
وبحسب وكالة «رويترز» فإن ديبلوماسيين غربيين عبَّروا عن اعتقادهم بأن طرفي التفاوض يقتربون من حل بشأن زيارات المفتشين الدوليين، بينما يشدد مسؤولون إيرانيون على أن زيارة المواقع العسكرية «غير واردة» لأن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي يرفض ذلك تماماً.
ومن المتوقع أن يشهد اليوم جولة جديدة من المحادثات الطويلة، حيث أكد مصدر ديبلوماسي فرنسي أنه من المقرر أن يعود وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والصيني وانغ يي إلى فيينا، ومن المتوقع أن يجتمع جميع الوزراء لتقييم المحادثات. وقال عدة ديبلوماسيين إن معظم الوزراء سيغادرون فيينا بعد ذلك، على أمل معاودة الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق قبل يوم الثلاثاء المقبل. إلا أنه من المتوقع أن يبقى كيري وظريف في النمسا.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي