عبثاً يأتي استحضار الأرقام في الذكرى الأولى للحرب الثالثة على قطاع غزة، فالجروح التي فتحتها آلة العدوان الإسرائيلي لا تزال تنزف، لا لأن وجوه الآلاف شوّهتها الصواريخ، ولا لأن «غابة الباطون» التي نمت بصورة عشوائية هنا غيّر القصف معالمها، بل لأن السؤال عن «الحرية» من بعد الحصار المستمر، قائم وحاضر. لماذا لمْ يتغير شيء؟ هل بخل الفلسطينيون عن تقديم أغلى ما يملكون، طوعاً بالمقاومة، أو كرهاً بالمجازر الإسرائيلية؟ بالتأكيد لا، فلعل المقارنة بين أرقام الضحايا من المدنيين الفلسطينيين والقتلى الإسرائيليين تظهر كم أن هذه الحرب دفع فاتورتها طرف واحد. وبالتأكيد، فإن المقاومة لم تتواطأ مع نفسها على نفسها.
مر عام، وقد يمر أكثر، والفلسطينيون يبحثون بين ركام منازلهم وأوجاع أبنائهم عن إجابة، لكنهم على اختلاف آرائهم بشأن من يتحمل مسؤولية ضياع الانتصار، ما بين السلطة وحماس ومصر والعرب والعالم، موقنون بأن المجرم واحد، وأن خير حال اتقاء شره ما أمكن
عملياً، يمكن القول إن المفاوضات المتعلقة بوقف الحرب على غزة وما يتبعها من شروط فلسطينية وإسرائيلية أضحت في حكم المنتهية، برغم أنها لم تُتمم كما أراد الطرفان، أو على الأقل، المقاومة الفلسطينية التي أقنعها الوسيط المصري بأنهم سيعودون بها إلى طاولة الحوار غير المباشر في القاهرة بعد شهر من انتهاء الحرب صيف العام الماضي.
مر عام على ذلك الشهر، ولم يأت أحد إلى القاهرة كي يتفاوض على الشروط التي تدخلت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، لوضعها من أجل وقف الحرب، وهو التدخل الذي كان واضحاً للجناح العسكري في مجرى العملية السياسية.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي