قررت اللجنة السداسية وإيران تمديد المفاوضات النووية الجارية في فيينا لأيام إضافية، فيما قال البيت الأبيض إن التوصل إلى اتفاق قريب لكن خلافات بين الطرفين لا تزال عالقة.
وفي مؤتمر صحفي الثلاثاء 7 يوليو/تموز ذكر المتحدث باسم الإدارة الأمريكية جوش إيرنست أن الحديث يدور عن موقف موحد للولايات المتحدة وشركائها في مجموعة “5+1”.
وشدد إيرنست على أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن يوقع اتفاقا لا يتماشى مع اتفاقيات سبق للطرفين أن توصلا إليها، مضيفا: “نحن نريد ضمان تنفيذ خطة العمل المشتركة”.
من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لدى مغادرته قصر كوبورغ في فيينا حيث تجري المفاوضات، أن خلافات سياسية بين إيران والسداسية ما زالت قائمة حول عدد من القضايا. وقال هاموند للصحفيين: “سوف لا أخوض في تفاصيل، لكن هناك عدد من المسائل يتطلب إجراء مناقشات إضافية حولها. هناك قرارات صعبة يتعين على كلا الطرفين اتخاذها إذا أردنا عقد الصفقة”.
أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن الطرفين المتفاوضين تقدما كثيرا خلال الأيام الأخيرة في حل الجوانب الفنية من الاتفاق النووي المستقبلي.
وذكر الوزير أن الرأي العام العالمي لا يعرف كثيرا عن سير المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي يدل بحسبه على جدية المفاوضات ومستواها المهني العالي.
وقال شتاينماير إنه لن يكون هناك اتفاق ما لم يتم تحديد آلية لمراقبة البرنامج النووي الإيراني.
وتابع قائلا إن إيران هي التي دمرت الثقة ولذا فيتعين على طهران الآن “تقديم ما يساعد في بنائها”، وذلك عبر توفيرها للسداسية “نظرة عامة إزاء مدى التزاماتها بتعهداتها. يجب أن نتأكد من وجود شفافية بشأن الوعود التي تقطعها إيران هنا”.
مصدر إيراني: المفاوضات قد تمتد حتى الاثنين القادم
أعلن مصدر رفيع المستوى في الفريق التفاوضي الإيراني لوكالة “نوفوستي” الروسية أن المفاوضات بين طهران والسداسية قد تمتد حتى يوم الاثنين المقبل كحد أدنى، بل وقد تتجاوز هذا الموعد ليوم أو يومين إضافيين.
لافروف: لا يجوز وضع مهل زمنية مصطنعة لاستكمال المفاوضات
فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يجوز وضع مهل زمنية مصطنعة لاستكمال المفاوضات.
وقال لافروف في تصريح أدلى به الثلاثاء قبيل مغادرته فيينا حيث شارك في المفاوضات النووية إلى جانب نظرائه من دول السداسية وإيران: “إننا لا نضع أي مواعد مصطنعة، وسبق أن جرى الحديث عن الـ7 أو الـ9 يوليو/تموز، ويركز الجميع على التوصل إلى اتفاق جيد، وهناك ما يبعث على الأمل في أننا سنحقق ذلك”.
وتوقع وزير الخارجية الروسي التوصل إلى اتفاق نووي نهائي بين إيران واللجنة السداسية قريبا، مضيفا أن الطرفين تمكنا من تنسيق المسائل المتعلقة بالبعد العسكري المحتمل في برنامج إيران النووي، ووصف لافروف التقدم الذي تم تحقيقه خلال المفاوضات بأنه كبير، موضحا أنه ما زال هناك 8 أو 9 مسائل يجب تنسيق التفاصيل المتبقية بشأنها لإتمام المفاوضات، وأشار إلى أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق برفع حظر توريد الأسلحة لإيران في أقرب وقت.
وأردف قائلا: “هناك تفهم لضرورة رفع الجزء الأكبر من العقوبات”، قائلا: “يمكنني أن أؤكد لكم بقاء قضية كبيرة واحدة فقط فيما يخص العقوبات، وهي قضية رفع حظر توريد الأسلحة”، وأضاف: “وفيما يخص المهمة الفنية المتمثلة في بذل الجهود الضرورية لإزالة مخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل والتكنولوجيا المرتبطة بالبعد العسكري في الصناعة النووية، فقد تم اتخاذ جميع القرارات بهذا الشأن منذ فترة طويلة. ويدور الحديث حاليا عن عملية تطبيق الخطوات (المتفق عليها) في حال ظهور شكوك لطرف ما بشأن نزاهة طرف آخر في الوفاء بالتزاماتها”،ووصف الوزير الروسي مسودة الاتفاق التي يجري النظر فيها حاليا بأنها مفصلة وعميقة. وقال: “أظن أنه لم يبق أمامكم سوى أن تنتظروا قليلا لتطلعوا على مضمون الاتفاق”.
ولم يستبعد لافروف أن يعود إلى فيينا خلال الأيام القادمة. وذكر أن معظم الوزراء الآخرين قرروا مغادرة فيينا مؤقتا.
بدورها قالت فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي إن إيران والسداسية ستواصلان العمل على صياغة الاتفاق النهائي على الرغم من مغادرة عدد من الوزراء فيينا، وقالت للصحفيين: “تواصل إيران والسداسية المفاوضات. وقد يغادر بعض الوزراء فيينا خلال الساعات القادمة ليعودوا في الأيام المقبلة. إننا سنجري مفاوضات خلال الأيام القليلة القادمة، وسنستخدم الوقت المطلوب لإتمام الصفقة. إنه أمر يمكن تحقيقه”، وتابعت أنها ستبقى في فيينا مع فرق التفاوض لمواصلة العمل على صياغة النص.
وأوضحت أن المفاوضين في فيينا وصلوا إلى مسائل صعبة وحساسة، لكنها تعد ضرورية للتوصل إلى الاتفاق. وشددت على أن الحديث لا يدور على المماطلة، قائلة: “إننا عرفنا منذ البداية أن المهمة ستكون صعبة، لكننا نواصل العمل لكي نرى ما إذا كان بإمكاننا استكمال العمل على الاتفاقية خلال الساعات القادمة أو اليومين المقبلين”.
عراقجي: لا يوجد لدينا موعد مقدس
أكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاستعداد للبقاء في فيينا حتى التوصل لاستكمال العملية التفاوضية.
وفي تصريح صحفي قال عراقجي: “لا يوجد لدينا موعد مقدس، ونحن على استعداد للبقاء في فيينا مهما تطلب الأمر من وقت، حتى وإن تم تمديد المفاوضات يوميا لمدة 24 ساعة إضافية”.
شتاينماير: الطرفان تقدما كثيرا في مسائل فنية
أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن الطرفين المتفاوضين تقدما كثيرا خلال الأيام الأخيرة في حل الجوانب الفنية من الاتفاق النووي المستقبلي.
وذكر الوزير أن الرأي العام العالمي لا يعرف كثيرا عن سير المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي يدل بحسبه على جدية المفاوضات ومستواها المهني العالي.
المحلل السياسي مختار كامل: الإيرانيون تمرسوا بوسائل التعامل مع واشنطن
وأشار المحلل السياسي مختار كامل في حديث لقناة RT، أشار إلى أن المفاوضات ونتيجتها المرتقبة أكثر أهمية وخطورة من أن يلقى بها في سلة المهملات. وقال كامل “الإيرانيون قد تمرسوا بوسائل الانتخابات الحساسة، وتمرسوا بوسائل التعامل مع واشنطن، وهذا يظهر جليا بما يبدو الآن، كنوع من الارتياح النسبي بين الأوساط الإيرانية عنها بين الوسط الأمريكي”.
الاتحاد الأوروبي يمدد تجميد العقوبات ضد إيران
بدوره قرر الاتحاد الأوروبي تمديد تجميد بعض عقوباته الموجهة ضد إيران حتى 10 يوليو/تموز.
وكانت هذه العقوبات قد جمدت في يناير /كانون الثاني 2014، كبادرة حسن نية في إطار المفاوضات النووية ، التي يفترض أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي يغلق الملف النووي الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وجاء في بيان صادر عن الدائرة الصحفية التابعة لمجلس الاتحاد بهذا الشأن: “من أجل منح مزيد من الوقت للمفاوضات المستمرة الرامية إلى التوصل إلى حل طويل الأمد للقضية النووية الإيرانية، قرر مجلس الاتحاد الأوروبي تمديد تجميد العقوبات ضد إيران والتي جمدت تنفيذا لخطة الأعمال المشتركة مع إيران (الموقعة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013)، حتى 10 يوليو/تموز”.
مدير المعهد الخليجي في واشنطن علي الأحمد: الحكومة الإيرانية تحاول حلحلة كل العقبات الموجودة أمامها
وأشار مدير المعهد الخليجي في واشنطن على الأحمد في حديث لقناة RT، إلى أن الحكومة الإيرانية تحاول حلحلة كل العقبات الموجودة أمامها، وخصوصا العقوبات المتشعبة والكثيرة.
وقال الأحمد “هناك الكثير من النقاط التي يجب اختبارها وحلحلتها، فهناك ما يزيد على 1500 عقوبة، فالحديث يجري عن سلة كبيرة من النقاشات والنقاط التي تريد حكومة طهران حلها”.
وأضاف الأحمد “في الطرف الآخر حكومات فرنسا والولايات المتحدة تريد الإبقاء على الكثير من العقوبات، وكذلك الحصول على اكبر قدر من المكاسب”.
ظريف يلغي زيارته إلى روسيا لمواصلة المفاوضات في فيينا
قرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلغاء زيارته المقررة إلى مدينة أوفا الروسية، حيث تنطلق غدا الأربعاء أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، علما بأن إيران تتمتع بصفة دولة مراقب في هذه المنظومة.
وأوضح مصدر في الوفد الإيراني أن ظريف قرر البقاء في فيينا لمواصلة المفاوضات مع السداسية.
وكان الكرملين قد أعرب عن أمله في أن يحضر الرئيس الإيراني حسن روحاني أعمال قمة “شنغهاي” في أوفا مهما كانت التطورات المتعلقة بالمفاوضات في فيينا.
واشنطن: تمديد سريان الاتفاق المرحلي مع طهران حتى 10 يوليو/تموز
هذا وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن تمديد سريان الاتفاق المرحلي بين إيران والسداسية حتى 10 يوليو/تموز لإعطاء المزيد من الوقت للمفاوضات النووية الجارية في فيينا.
وجاء في بيان صدر عن ماري هارف المتحدثة باسم الوفد الأمريكي إلى فيينا: “إننا أحرزنا تقدما كبيرا في جميع المجالات، لكن هذا العمل يتميز بمستوى فني عال، كما أن هناك نقاطا شائكة بالنسبة لجميع الدول المشاركة.”
وأضافت: “نهتم صراحة بجودة الاتفاق أكثر مما نهتم بالساعة ورغم ذلك نعرف أيضا أن القرارات الصعبة لن تصبح أسهل مع مرور الوقت – لهذا السبب نواصل التفاوض”.
وأكدت هارف أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيبقى في فيينا، لكي يواصل المفاوضات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف والممثلة الأوروبية العليا للشؤون الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني.
فرنسا تصر على ضرورة فرض قيود على المشاريع والأبحاث النووية في إيران
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده تركز خلال المفاوضات النووية في فيينا على مواضيع رفع العقوبات، واستحداث آلية لإعادة فرضها في حال انتهاك شروط الاتفاق، والقيود المزمع فرضها على البرنامج النووي الإيراني، وآلية الرقابة على هذا البرنامج.
وقال للصحفيين: “تصر فرنسا بالدرجة الأولى على حل القضايا المرتبطة بفرض القيود الضرورية على المشاريع والأبحاث النووية، وعلى مسألة العقوبات وكيفية إعادتها في حال انتهاك (طهران) للالتزامات التي أخذتها على عاتقها، بالإضافة إلى ما نطلق عليه “البعد العسكري المحتمل” (في البرنامج النووي الإيراني)”.
وأقر الوزير بأن المفاوضات النووية ليست سهلة. وأكد أنه سيغادر فيينا إلى باريس الثلاثاء لكي يبحث الوضع حول أزمة ديون اليونان في البرلمان الفرنسي، لكنه ينوي العودة إلى العاصمة النمساوية مساء الأربعاء.
وكانت الجولة الحاسمة من المفاوضات بمشاركة جميع وزراء خارجية دول السداسية وإيران قد انطلقت أمس الاثنين واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء. ومن ثم عقد وزراء خارجية دول السداسية صباح الثلاثاء اجتماعين تنسيقيين في فيينا دون مشاركة إيران.
يذكر أن مسؤولين أمريكيين لم يستبعدوا في وقت سابق إمكانية تمديد الأطر الزمنية المحددة للمفاوضات إلى ما بعد 7 يوليو/تموز. ففي مؤتمر صحفي قال المتحدث باسم الإدارة الأمريكية جوش إيرنست الاثنين 6 يوليو/تموز إن المفاوضات بين “السداسية” وإيران في فيينا تجري بوتيرة نشطة. لكنه قال ردا على سؤال حول إمكانية تمديد المفاوضات: “إنه ،طبعا، أمر محتمل”، ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض التكهن بنتيجة جولة المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستغادر المفاوضات “إذا لم تكن إيران جاهزة لتنفيذ الالتزامات التي أخذتها على عاتقها في إطار اتفاقية أبريل/نيسان السياسية مع السداسية”.
من جانبه ذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن يوم الثلاثاء “ليس الموعد الأقصى”، بل هو موعد تم تمديد المهلة إليه (من 30 يونيو الماضي)”، قائلا: “كان ذلك قرارا فنيا”.
صدقيان: أعتقد أن المباحثات ستثمر عن نتيجة خلال الـ 72 ساعة القادمة
أكد محمد صالح صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في حديث لقناة RT، أكد أن هناك معلومات وردت إلى طهران تحدثت عن تمديد المهلة النهائية للمفاوضات, وقال صدقيان “تاريخ التاسع من يوليو/تموز مهم بالنسبة للإدارة الأمريكية، فهو يصادف بداية العطلة للكونغرس الأمريكي، وعند ذلك تحتاج الإدارة الأمريكية لأكثر من شهرين ليوافق الكونغرس على هذا الاتفاق”. وأضاف صدقيان “أنا أعتقد أن هذه المباحثات الشاقة والجادة والمكثفة ستثمر عن نتيجة خلال هذه الـ 72 ساعة القادمة”.
تعليق ماريا دوبوفيكوفا الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط
المصدر: RT + وكالات
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي