في تاريخ الخليقة “يوم بلا أمس” لم يسبق أول جزء من أول ثانية فيه أي زمن كالذي نعرفه على الإطلاق، ومع بداية ذلك الجزء ظهرت بدايات الكون وظهر المكان، ومعه بدأ الزمن أيضاً، فأصبح “الزمكان” المعروف باسم spacetime اصطلاحاً، بعداً رابعاً في الفضاء، بعد العرض والطول والارتفاع، طبقاً لنظرية “النسبية العامة” التي نشرها ألبرت آينشتاين في 1916 وتأكدوا من صحة كل ما جاء فيها، إلا من “تنبؤ” أعلنه في النظرية، وكان تأكيده عصيّاً دائماً طوال 100 عام من بحث لجوج.
في النظرية “تنبأ” آينشتاين بوجود “موجات جاذبية” ذكر بأنها في الفضاء كبنك متنقل أودع فيه “الزمكان” أسراره، وتنتج عن أجرام سماوية عملاقة متسارعة الحركة، أو تندمج ببعضها وهي تتحرك بسرعات عالية، كالثقوب السوداء، على حد ما قرأته “العربية.نت” من ملخص القسم الخاص بتلك الموجات في نظريته المذهلة حقيقة.
الزمن الذي ينكمش ويتمدد ويتحودب
ومساء الخميس تم الإعلان في مؤتمر صحافي عقده علماء فيزياء في واشنطن، ونقلته الوكالات، عن وجود تلك الموجات التي ظهر أولها مع أول جزء بالخلق الإلهي من أول مادة، ومعه بدأ أول جزء من أول ثانية من الزمن نفسه، ورصد هذه البداية التي تمت عبر “الانفجار الكبير” هو اختراق علمي تاريخي، يسمح للإنسان بالاطلاع على أول لحظات نشوء الكون، لأن وجود أول “موجات جاذبية” نتجت عن “الانفجار” مستمر، وسيبقى طالما للكون وجود.
إنها أمواج ضعيفة جداً، كان يصعب قياسها والتأكد من وجودها، ويعطون مثلاً: دوران الأرض حول الشمس ينتج أمواجاً جاذبية طاقتها 2000 واط تقريباً، وهي لا شيء مقارنة بما على سطح الأرض من طاقة هائلة، تغطيها وتجعل من المستحيل التأكد من وجودها، أي كمن يبحث عن ذرة فحم كرأس دبوس وسط ظلام لا يرى فيه حتى يده نفسها، لذلك طال بحث العلماء عما يؤكد وجودها، المعبّد الطريق أمام الإنسان ليتعرف إلى أول لحظات ظهرت فيها مادة الكون وبدأ معها الزمن استدارته.
المؤتمر الصحافي عقده ناشطون في نظام أميركي لرصد أمواج الجاذبية، معروف باسم LIGO المكوّن من مرصدين، أحدهما في مدينة “ليفنغستون” بولاية مونتانا، والثاني في مدينة “هاتفورد” بولاية كاليفورنيا، فأبلغوا في المؤتمر أن هذا النظام رصد موجات جاذبية يوم 14 سبتمبر الماضي، وهو ما يؤكد صحة “النسبية العامة” القائلة بأن الزمن نفسه ينكمش ويتمدد ويتحودب بفعل تلك الموجات، لأنه يتعرض لاهتزازات.
اصطدام بسرعة 150 ألف كلم بالثانية
ومع أن الخبر غير شعبي، إلا أن الوكالات والهيئات العلمية اعتبرته فتحاً علمياً عظيماً، يضمن “نوبل” الفيزياء منذ الآن لعلماء “مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية” ممن تمكنوا من تحقيق أكبر اكتشاف خلال 100 في مجال الفيزياء، وأدى إلى التأكد من وجود موجات جاذبية في الكون تنقل الطاقة وتوزعها بتوزعها في الفضاء الفسيح. كما تمكنوا، ولأول مرة، بحسب ما نسمع ونرى في الفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” الآن من مراقبة الثقوب السوداء، برصد ثقبين وهما يندمجان في حركة سريعة اتضح منها وجود “موجات جاذبية” نتجت عنها.
في الفيديو نسمع المتحدث عن الثقبين الأسودين، يقول إذا كان قطر الواحد منهما 150 كيلومتراً تقريباً، إلا أن كتلته تساوي كتلة 30 شمساً، وسرعته نصف سرعة الضوء، أي 150 ألف كيلومتر بالثانية الواحدة، ثم قال: تصوروا كتلتين تصطدمان وهما بهذا الحجم وبهذه السرعة، ومن هذا الاصطدام العظيم توالدت “موجات جاذبية” سلكت في الفضاء طوال مليار و300 مليون عام، ثم تم رصدها من الأرض لأول مرة.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي