في أحد مخيمات اليونان.. حقيقة تحاول دول العالم اخفاءها!

هل كان الاتفاق المثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي و تركيا في 18 من أذار لمحاربة تجار البشر المهربين، أم من أجل حماية أوروبا من اللاجئين الفقراء؟
 
ما رأيناه، هو ملايين الدولارات التي يتم صرفها لبناء معسكرات أشبه بمعسكرات الجيش النازي، يوضع فيها اللاجئون الواصلون إلى الشواطئ اليونانية، او من انتشله حرس الحدود الأوروبي (فرونتكس).
 
خلال عملي كمتطوع مع اللاجئين في جزيرة لسبوس اليونانية القريبة من الحدود التركية، زرت مخيم موريا الذي كان يضم في مطلع هذا الشهر 3000 لاجئ  حوالي 1200 منهم من السوريين.
 
التهريب لم يتوقف واصبح اكثر خطورة. الملفت خلال تواجدي في الجزيرة أني وجدت أشخاصا يتحدثون العربية و بلهجة سورية!!
 
لم أكن اعرف اذا كانوا سياحاً ام عاملين حتى صادفت مطعم اسمه دماس “دمشق” !! على الكورنيش البحري في مدينة متليني عاصمة لسبوس. هذا المطعم يعج بالمتكلمين باللغة العربية حتى اطباقه سورية، عماله من السوريين.
 
قابلت صاحب المطعم وعند تحدثي معه قال لي انه فتح هذا المطعم منذ حوالي العام وانه يعتمد على الزبائن العرب من اللاجئين والمترجمين العرب للاتحاد الأوروبي على حد سواء!
 
وعندما سألت احد المتواجدين في المطعم من السوريين لماذا يبقى خارج المخيم  مع ان الشرطة تعتقل من يصل إلى الجزيرة و تضعه في المخيم مباشرة؟ قال لي :” الشرطة تعتقل من هم يبدون مشردين و يؤثرون على السياحة، فالسياح  الاوروبيون لا يصرفون الأموال من اجل ان يحزنوا.”
 
حسب القانون اليوناني والاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يمكن حجز طالب اللجوء مدة 25 يوما وبعد ذلك يجب اتخاذ القرار بترحيله  إلى تركيا التي تعتبر بلداً امناً او إعطائه حق اللجوء، واذا لم يتم اتخاذ القرار يمكنه مغادرة المخيم “المعتقل ” على الأقل.  ولكن للأسف لا تؤخذ هذه الإجراءات بعين الاعتبار فالكثير من اللاجئين يبقون بالمخيم وقتا طويلا قبل أن يتم تسجيلهم.
 
قال أحد المتواجدين في المطعم:” بالطبع هذه الإجراءات لا تنطبق على الميسورين من اللاجئين، فلا يضطرون للوقوف ساعات طويلة داخل المخيم للحصول على وجبة الطعام الخفيفة او مشاركة الكَرفان مع احد،  فهم يستطيعون استئجار البيوت عن طريق مهربين ويضعون المحامي الذي يعجّل بطلباتهم.”
 
وأضاف:” ليس على من لديه المال ان يبقى يوماَ واحداً حتى في الجزيرة فهو يستطيع ان يدفع إلى المهرّب ويذهب إلى أثينا و يكمل طريقه إلى حيث يشاء.”
 
بعد أن قابلت هؤلاء اللاجئين الميسورين خارج المخيم عرفت حجم أكذوبة كبيرة، وعرفت انه من يدفع الثمن دائما هم الفقراء الذين هم الضحية الكبرى للصراعات وأن حقوق الانسان تطبق على من لديه المال!!!.
 
 
 
 

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة